محافظ حضرموت يوجه خطاباً لأبناء المحافظة.. النص

أخبار محلية

اليمن العربي

وجه محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، مساء اليوم خطاباً لأبناء المحافظة في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الرابعة ليوم النصر 24 ابريل 2016م وحلول شهر رمضان المبارك 1441هـ - 2020م.. فيما يلي نصّه :

 

"بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

الإخوة/ المواطنون

 

الأخوات/ المواطنات

 

الإخوة / منتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية بمحافظة حضرموت

 

يا أبناء محافظة حضرموت جميعاِ داخل الوطن وخارجه ..

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

أربعة أعوام انقضت من عمر يوم الانتصار العظيم 24/ابريل 2016م .. وها نحن اليوم نجدد اللقاء بكم إحياءً لهذه المناسبة الخالدة .. واسمحوا لي بادئ ذي بدء أن أتوجه إليكم بإسمي شخصياً وبإسم قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية لأحييكم بهذه المناسبة، وأنقل إليكم ومن خلالكم لكل أبناء محافظة حضرموت تحيات وتهاني فخامة الأخ/ المشير الركن / عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الرابعة ليوم النصر 24 ابريل 2016م، وحلول شهر رمضان المبارك أعادة الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات.

 

إن هذا اليوم سيخلده التاريخ بأحرف من نور في تاريخ حضرموت خصوصاً والوطن عموماً .. ذكرى أول هزيمة شنعاء تلحق بتنظيم القاعدة الذي كان يصفه البعض بأنه لا يقهر لكنه تقهقر أمام ضربات وصمود وشموخ أبطال قواتنا العسكرية في المنطقة العسكرية الثانية .. هذه الصفوة من الشباب الحضرمي الذين كانت تشع من بين جباههم  ملامح النصر وهم يخوضون معركة الاستبسال والتحرير لأرض حضرموت من دنس ذلك التنظيم الإرهابي .

يا أبناء محافظة حضرموت جميعاً ..

 

إننا اليوم لسنا بصدد شرح تفاصل وفصول وخطوط معركة النصر 24/ابريل/2016م، وما تلاها من تصفيات ومداهمات لبؤر هذا التنظيم وخلاياه النائمة التي كانت منتشرة على طول وعرض ساحل حضرموت، لكننا فقط نريد أن نذكر بأن حضرموت عصية وستظل كذلك ما دام يقف خلفها مثل هؤلاء الرجال الصناديد الذين نشاهدهم اليوم وهم يقومون بواجبهم الوطني وتحقيق الأمن والاستقرار لحضرموت وأبناءها رغم كل الصعوبات التي تواجهنا ولذلك نشعر بالفخر والاعتزاز بعظمة الدور الذي تلعبه قواتنا اليوم .

 

كما أننا عندما نقف اليوم لإحياء هذه المناسبة لا يعني بأي حال من الأحوال أن نحتفل لمجرد الاحتفال، لكننا نحتفل لإحياء ذكرى أرواح شهدائنا الأبطال الذين كتبوا بدمائهم وأرواحهم علامة النصر وتحقيقه لكل حضرموت والوطن خاصة وإنهم حققوا إلى جانب زملائهم في قوات النخبة الحضرمية ما لم تحققه تلك القوات وترسانات الأسلحة التي كانت مكدسة وتغطي كل شبر على أرض حضرموت .

 

لقد أكدنا بانتصارنا المحقق على تنظيم القاعدة الإرهابي في 24/ابريل/2016م ودحره إلى غير رجعه من عاصمة ومدن ساحل حضرموت بأننا شريك فاعل في الحرب التي تقودها البشرية في كل أرجاء المعمورة ضد الإرهاب أيٍ كان انتماءه أو مصدرة فالإرهاب يظل الإرهاب بكل معانيه .

 

 ولنا أن نسجل هنا كلمة شكر وتقدير لإخواننا في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لما قدموه لنا من دعم مادي ولوجستي ساهم وبشكل فاعل في تحقيق النصر كما نقدر فيهم روح الإخوة لوقوفهم المستمر والدائم إلى جانب إخوانهم أبناء محافظة حضرموت وفي كل المراحل والمنعطفات.

 

يا أبناء محافظة حضرموت جميعاً ..

 

لقد شهدت محافظة حضرموت خلال الفترة المنصرمة منذ فترة ما بعد تحقيق الانتصار جملة من التطورات وعلى مختلف المستويات العسكرية والأمنية والتنموية والخدمية حيث شهدت جميع القطاعات قفزات نوعية في نشاطها ومستوى أدائها وكذلك معالجة الكثير من صعوباتها لعل من أبرزها ذلك الاستقرار الأمني غير المسبوق والذي عكس نفسه إيجابياً على مختلف القطاعات الأخرى، ففي الجانب العسكري نستطيع القول بأن هذا القطاع قد شهد تطورات ملموسة من حيث  تدريب وإعادة تأهيل هذه القوات والتي غدت اليوم قوة عسكرية أكثر تنظيماً وانضباطاً وقوة حيث تم عقد الكثير من الدورات التأهيلية والترفيعية التي حصل بموجبها عدد من رجال النخبة على الرتب العسكرية التي تؤهلهم القيام بمهامهم وواجباتهم على أكمل وجه وبهدف تأهيل الضباط الأمنيين فإنه قد تحقق لحضرموت أكبر وأعظم إنجاز ظل حلماً يراود أبناء المحافظة وأصبح هذا الحلم حقيقة بافتتاح كلية الشرطة التي استوعبت في صفوفها إلى جانب أبناء حضرموت أبناء محافظات شبوة - المهرة وسقطرى ، وقد تم تخريج أول دفعة من هذه الكلية مؤخراً ونحن الآن بصدد الإعداد والتحضير لاستقبال الدفعة الثانية.

 

يا أبناء محافظة حضرموت جميعاً ..

 

أنكم تدركون جميعاً بأننا ومنذ الانتصار على تنظيم القاعدة في 24/ابريل/2016م لم تكن الظروف مثالية لكننا كنا نعمل في ظروف استثنائية معقدة مليئة بالصعوبات ومثقلة بتركة الماضي تلك هي ظروف الحرب والانقلاب الحوثي ومع ذلك لم نستسلم لتلك الظروف لكننا وبفعل تكاثف الخيرين من أبناء محافظتنا أستطعنا أن نقهر هذه الظروف ونطوع ما يمكن تطويعه لصالح استقرار محافظتنا وبالاستفادة القصوى من مقدراتنا المحلية ونخوض معركة مصيرية مع مخلفات وآثار تنظيم القاعدة الإرهابي وسلبيات المراحل السابقة، وتوجهنا بعد أن استقرت الأوضاع الأمنية الداخلية وعودة الحياة إلى طبيعتها نحو إنجاز العديد من الملفات وبالذات في الجانب التنموي والخدمي.

 

ومع اعترافنا بأننا لم نستطيع تحقيق كل ما نريد لكن إنجازاتنا كانت شاهدة على مرحلة جديدة من النماء والتطور لا يمكن نكرانها وتوجهنا نحو جميع القطاعات وبشكل متوازٍ فإنجازاتنا  في قطاع التربية والتعليم أصبحت شاهدة للعيان فقد شهد هذا القطاع تطوراً ملموساً وإيجابياً لم يشهده خلال عقود مضت من الزمان من حيث إعادة تأهيل المدارس وبناء مدارس جديدة ورياض أطفال وصفوف إضافية، وقد تأثر بهذا الإنجاز ولامس كافة مديريات المحافظة، وأسهمنا إسهاماً فاعلاً لم تشهده أي محافظة في مجال استقرار التعليم وتحقيق النتائج المشرفة لأبنائنا الطلاب في مختلف مراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي.

 

وفي مجال الصحة فإنه يمكن القول بأن تطورات إيجابية قد شهدها هذا القطاع وتوسعت خدماته لتشمل كافة مناطق المحافظة ولازلنا نتابع العديد من المشروعات التطويرية التي يمكن أن يشهدها هذا القطاع الذي يلعب دوراً كبيراً في خدمة مواطني محافظتنا ونشيد بالدور الذي يلعبه هذا القطاع في إنجاز مهمة مكافحة فيروس كورونا.

 

 كما استطعنا أن نعالج وبشكل كبير مشكلات المياه وذلك بحفر عدة آبار لتمويل المواطنين بالمياه الصالحة للشرب وبذلنا كل طاقتنا وسخرنا كل إمكانياتنا نحو أعقد المشكلات وأصعبها وهي قطاع الكهرباء ذلك القطاع الذي ظل يعاني لسنوات طوال مشكلات وصعوبات بالنظر لقدم واهتراء محطات التوليد وعدم التجديد فيها ولربما انتهاء العمر الافتراضي لهذه الماكنات والنقص الملحوظ في وقود التشغيل والصيانة والزيوت ومع ذلك عملنا على التدخل في هذا القطاع وطرأ تحسناً لابأس به في هذا الجانب، كما أولينا إهتماماً بالشباب والمرأة حيث تمكنت المرأة من إحتلال موقعها المناسب وأستطاعنا من تمكين (خمس) نساء في مناصب قيادية بدرجة مدراء عموم إدارات .. وحظي الاستثمار أيضاً بقسط وافر من اهتمامنا، وشهدت الفترة المنصرمة نشاطاً جيداً في هذا الجانب ونؤكد مجدداً بأننا في السلطة المحلية سنكون داعمين لأي استثمار جاد خاصة أن حضرموت مليئة بالفرص الاستثمارية.

 

ولا يفوتنا أن نشير هنا بأنه ونتيجة للحالة الأمنية المستقرة فقد زار  محافظتنا العديد من الوفود الرفيعة المستوى محلية وعربية وأجنبية .

 

ويحق لنا بأن نفخر بأننا تمكنا خلال الفترة ما بعد التحرير من إنجاز العديد من المشاريع في مجال الكهرباء ومن بين هذه المشاريع إنشاء المحطة الغازية في بترومسيلة لتغذية مناطق وادي حضرموت بقوة 70 ميقا واط وكذلك محطة الشحر بقوة 40 ميجا واط وجددنا عقود مع شركات الطاقة المشتراه، ونسعى وبشكل جدي لمتابعة إنشاء محطة 100 ميجا واط التي وعد بها فخامة الأخ رئيس الجمهورية .

 

وعالجنا جزئياً مشكلات الطرق وبناء وإعادة  تأهيل الجسور وعملنا على استقرار الحالة التموينية للمواد الغذائية والمشتقات النفطية .

 

ولعله من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن احتفالنا اليوم بالذكرى الرابعة 24/ابريل2016م يأتي بالتزامن مع الأزمة التي يشهدها العالم أجمع بجائحة كورونا وما قمنا به من إجراءات احترازية في محافظتنا لربما تكون النموذجية على مستوى الوطن واتخذنا كافة التدابير لتجنيب أبناء محافظتنا وباء هذا الفيروس القاتل وما زلنا نتابع إجراءاتنا وليعذرنا مواطنونا في الداخل بسبب شدة إجراءاتنا لكنها باتت ضرورية لتجنيبهم هذا الوباء، كما نتابع مع الحكومة مشكلة أبناء المحافظة العالقين في الخارج وقمنا بتقديم المساعدة لهم من حساب المحافظة وجميع إجراءاتنا هذه تمثل حرصنا الشديد على عدم دخول هذا الوباء إلى المحافظة بعد التأكد من وجود حالة مصابة بهذا الفيروس وهي تتماثل بحمد الله للشفاء ..  كما تم افتتاح عدد من المحاجر الصحية لمجابهة هذا الفيروس.

 

يا أبناء محافظة حضرموت جميعاً .

 

ختاماً فإنني أنتهز هذه المناسبة لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لفخامة فخامة الأخ المشير الركن/ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى دولة الأخ/ د . معين عبدالملك - رئيس مجلس الوزراء، وإلى كل أبناء محافظتنا والوطن سائلين العلي القدير أن يمنّ علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات.

 

كما نتقدم بأخلص التهاني والتبريكات لأبطالنا الميامين جنود وصف ضباط وقادة قواتنا المسلحة والأمن المرابطون في مواقع الشرف والبطولة من أجل استقرار وسلامة حضرموت.

 

الخلود لشهدائنا الأبرار..

وندعو الله أن يجنبنا الوباء والأسقام .

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

اللواء الركن/ فـرج سالميـن البحسني

محافـظ محافظة حضـرموت

قائد المنطقة العسكرية الثانية".