الأردن: محاولات إخوانية فاشلة لاستغلال أزمة كورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ تعرضها لأكبر ضربة بتاريخها في 2015، تحاول جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الخروج من العزلة والضعف باستغلال الأزمات ومحاولة التقرب من الدولة واستمالة الرأي العام. وفي 2015 شهدت الجماعة أزمات متتالية من انشقاق بين كوادرها، وتبادل اتهامات داخلها، وصولاً إلى سحب البساط من تحت اقدامها بعد أن تمكن منشقون عنها من تأسيس جمعية حظيت باعتراف السلطات، ممثلةً للإخوان واعتبار الجماعة التاريخية غير قانونية. حاولت الجماعة مراراً العودة إلى الساحة إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل في ظل رفض رغبة الدولة التعاون مع الجماعة التي ترى أنها لا تعمل لمصلحة الوطن وإنما لمصالح خارج الحدود. منذ اليوم الأول لأزمة فيروس كورونا في الأردن، أصدرت الجماعة بياناً لم يحمل سوى التنظير، وكلاماً شعبوياً لاستمالة الرأي العام كما يقول محللون. وبادرت نقابة المعلمين التي تسيطر عليها الجماعة، إلى إصدار مبادرات تتضمن دعوات إلى تكليفها بجزء من إدارة الأزمة، إلا أن المبادرة لم تلق آذاناً صاغية من الحكومة. ورغم تبرع النقابة بنصف مليون دينار أردني لدعم جهود الحكومة إلا أن مراقبين قالوا إن الأموال كانت من أرباح مدخرات المعلمين الأردنيين وليس من ممتلكات الجماعة. وفي الوقت الذي قالت فيه الجماعة إنها تضع جهودها وكوادرها في خدمة الدولة، كان البنك الاسلامي المحسوب عليها آخر المستجيبين لحملات التبرع، ودعوات البنك المركزي لتأجيل سداد قروض المواطنين، بعد أن حاول التملص منذ ذلك. وحاولت وسائل إعلام مقربة من الجماعة التسويق للإخوان ونقلت مطالبات معارضين أردنيين وشخصيات إخوانية، بتكليف الجماعة بإدارة جزء من الأزمة والعمل مع الدولة دون جدوى. ويقول استاذ العلوم السياسية عامر ملحم، إن "مسار التأييد الرسمي والشعبي للاسلام السياسي تراجع في الأردن في السنوات الماضية مع الأزمات التي عصفت بجماعة الاخوان المسلمين". وأشار إلى أن أزمة كورونا دفعت الجماعة إلى محاولة الظهور شعبوياً ومحاولة إصلاح علاقتها مع الدولة لكنها لم ولن تنجح، على حد قوله. "المهم هو اقتناص الأخطاء"، هكذا يقول المحلل السياسي حسن الخالدي، الذي يرى أيضاً أن الجماعة طرحت مبادراتها، وهي تعلم أنها مرفوضة، لكنها تتمنى فشل الدولة في ادارة أي أزمة لتوجه لها الاتهامات. ويكمل الخالدي "الهدف من ذلك هو ايجاد حديث شعبوي يُمكنها من إظهار أخطاء الدولة ومحاولة الحصول على تأييد شعبي".