تعرف على أول رد من ترامب بعد انهيار أسعار النفط الأمريكي

اقتصاد

اليمن العربي

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تدرس إضافة ما يصل إلى 75 مليون برميل من النفط إلى الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لأمريكا.

 

يأتي ذلك على خلفية انهيار أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي خلال تداولات أمس الإثنين.

 

وأضاف ترامب في الإيجاز الصحفي اليومي بالبيت الأبيض أن تلك الإضافة سترفع الاحتياطي الوطني من النفط "لأعلى مستوى" لأول مرة منذ فترة طويلة.

 

 

وتحولت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، أمس الإثنين، إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ، لتنهي الجلسة عند ناقص 37.63 دولار للبرميل مع إقبال المتعاملين على البيع بكثافة بسبب امتلاء سريع لمنشآت التخزين في المركز الرئيسي للتسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما.

 

وتراجعت أيضا عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لكنها لم تصل بأي حال إلى تلك المستويات الضعيفة بفضل وجود مزيد من قدرات التخزين متاحة حول العالم.

 

 

وكان ترامب أعلن في 13 مارس/آذار عزمه على ملء المخزون الاحتياطي الاستراتيجي إلى الحدّ الأقصى.

 

وفي 17 أبريل/نيسان الجاري بلغ احتياطي الولايات المتّحدة من النفط 635 مليون برميل، علماً بأنّ السعة القصوى المسموح بها حالياً هي 713,5 مليون برميل.

 

وهذه الكميّات الضخمة من النفط مخزّنة في أربعة مواقع تحت الأرض تمتدّ على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا، في جنوب البلاد، وتبلغ سعتها التخزينية القصوى 727 مليون برميل.

 

ويرمي هذا الاحتياطي من الذهب الأسود إلى سدّ أي عجز قد ينجم عن حالات طارئة، كما حدث في 1991 أثناء عملية "عاصفة الصحراء" بعد غزو العراق للكويت، أو في 2005 بعد الإعصار كاترينا المدمّر، أو في 2011 عندما اندلعت انتفاضة شعبية في ليبيا.

 

وأنهت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم مايو/أيار جلسة التداول منخفضة 55.9 دولار، أو 306%، لتبلغ عند التسوية ناقص 37.63 دولار للبرميل، بعد أن لامست أدنى مستوى لها على الإطلاق عند ناقص 40.32 دولار للبرميل.

 

 

وقال فيل فلين محلل أسواق النفط في "برايس فيوتشرز جروب" في شيكاغو: "مستودعات التخزين مملوءة للغاية، وهو ما يجعل المضاربين لا يشترون هذا العقد، ومصافي التكرير تعمل عند مستويات منخفضة، لأننا لم نرفع أوامر البقاء في المنزل في معظم الولايات، لا يوجد أمل كبير بأن الأمور ستتغير في 24 ساعة".

 

ومع نضوب الطلب الفعلي على الخام نشأت تخمة في المعروض العالمي، بينما لا يزال مليارات الأشخاص يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وتعالج مصافي التكرير كميات أقل كثيرا من المعتاد من الخام، ولهذا فإن مئات الملايين من البراميل تجد طريقها إلى منشآت التخزين حول العالم.

 

واستأجر تجار سفنا فقط لاستخدامها في تخزين فائض النفط. ويوجد 160 مليون برميل، وهو مستوى قياسي، مخزنة في ناقلات حول العالم.

 

وقال محللون للسوق، مشيرين إلى تقرير الإثنين من شركة جينسكيب لمعلومات الأسواق، إن مخزونات الخام الأمريكية في كاشينج زادت بنسبة 9% في الأسبوع المنتهي في السابع عشر من أبريل/نيسان لتصل إلى نحو 61 مليون برميل.

 

وشهدت عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو/حزيران تداولا أكثر نشاطا، وأنهت الجلسة عند 20.43 دولار للبرميل، وهو مستوى أعلى كثيرا من عقود مايو/أيار.

 

واتسع الفارق بين عقود مايو/أيار وعقود يونيو/حزيران في إحدى مراحل الجلسة إلى 60.76 دولار، وهو الأكبر في التاريخ للعقود لأقرب شهرين.

 

ومع تحول أسعار النفط الأمريكي إلى سلبية، فإن ذلك يعني أن البائعين كان عليهم أن يدفعوا للمشترين للمرة الأولى على الإطلاق لأخذ عقود آجلة للنفط.

 

ورغم هذا لم يتضح ما إذا كان ذلك سيجد طريقه إلى المستهلكين الذين ينظرون في العادة إلى هبوط النفط على أنه يترجم إلى انخفاض في أسعار البنزين في محطات الوقود، أم لا.

 

وقال جيف كيلدوف الشريك في صندوق التحوط (أجين كابيتال إل إل سي) في نيويورك: "من الطبيعي أن هذا سيكون له تأثير تحفيزي للاقتصاد حول العالم، إنه في العادة سيكون شيئا جيدا لإضافة اثنين في المئة إلى الناتج المحلي الإجمالي".

 

وسارع المستثمرون إلى بيع عقود مايو/أيار قبل انقضائها في وقت لاحق الإثنين، في غياب طلب على النفط الفعلي.

 

وعندما ينقضي عقد آجل فإن المتعاملين يتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيتسلمون النفط أو يقومون بترحيل مراكزهم إلى عقود آجلة أخرى لشهر لاحق.

 

وتتعرض أسعار النفط لضغوط منذ أسابيع مع تضرر الطلب بشدة من تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

 

ووفق اتفاق أوبك+ التاريخي قبل أكثر من أسبوع، تم الاتفاق على خفض الإمدادات بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، لكن ذلك لن يقلص التخمة العالمية سريعا.

 

وانهارت أسعار برنت بنحو 60% منذ بداية العام، بينما هوت عقود الخام الأمريكي بنحو 130% إلى مستويات أقل كثيرا من أن تجاري التكاليف الضرورية لكثير من منتجي النفط الصخري.

 

وأدى هذا إلى وقف حفر آبار وتخفيضات حادة في الإنفاق.