"الخليج": الحياة على الكرة الأرضية لم تعد كما كانت فقد فرض الوباء علينا نمطاً جديداً

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، في افتتاحيتها بعنوان " تداعيات كورونا، أرقام مرعبة" ان لكل أزمة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية تداعياتها، ووفقاً لنتائجها يتم وضع الخطط لاستيعابها.. لكننا أمام أزمة وباء كورونا المستفحلة منذ أشهر وتضرب العالم بعنف غير مسبوق، فمن المستحيل حتى الآن تقدير التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والصحية؛ لكنها ستكون كارثية بكل المقاييس، لأن العالم لا يزال يعيش محنتها، وعداد خسائرها لم يتوقف بعد، ما يضع العالم أمام مصير مجهول.

 

وتابعت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي"، الأرقام التي تصدر عن الهيئات الدولية المختصة حول التداعيات الحالية للوباء صادمة ومرعبة على مختلف المستويات؛ خصوصاً أن لا أحد يستطيع التكهن بما يمكن أن ينتهي إليه الحال، طالما أن العالم يقف عاجزاً حتى اللحظة عن إيجاد اللقاح الشافي من هذا الوباء.

 

و أشارت الصحيفة الى ان منظمة العمل الدولية تقول إن العالم سيخسر ما يعادل 195مليون وظيفة بدوام كامل، من بينها 5 ملايين وظيفة في الدول العربية.

 

هذا التحذير جاء بعد فرض الإغلاق الجزئي أو الكامل في معظم دول العالم، وما حمله ذلك من تأثير في نحو 2.7 مليار عامل، أي 4 من كل 5 من القوى العاملة في العالم..و يعني ذلك ان هناك آلاف المصانع والمؤسسات سوف تتوقف عن العمل، وهذا سيؤدي إلى صرف ملايين العمال، كما أن عجلة الاقتصاد العالمي سوف تصاب بالوهن والضعف، وقد يشهد العالم أزمة اقتصادية أشد وأعنف من أزمة عام 2008- 2009، بل يذهب البعض إلى الحديث عن تجدد أزمة الكساد العظيم التي اجتاحت العالم أواخر عشرينات القرن الماضي واستمرت حتى أواخر الثلاثينات..ولا تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن المنظمة لا تستبعد أن يفقد مليارا شخص حول العالم يعملون في وظائف غير رسمية وظائفهم؛ أو انخفاض أجورهم في حال لم تنته هذه الأزمة في وقت قريب.

 

ولفتت الصحيفة إلى ان أما منظمة الأغذية والزراعة الدولية /الفاو/ تتوقع أن يدفع وباء كورونا نصف مليار إنسان إلى الفقر، وقد يقلص التجارة الدولية إلى الثلث.

 

ويقول مدير المنظمة شو دونيو: قبل كورونا كان هناك 820 مليون جائع..

 

ويتساءل: كيف سيكون عليه الحال بعد تعافي العالم من هذه الوباء، خصوصاً أنه كان قد تعهد بوضع حد للجوع في العام 2030..كما ان برنامج الأغذية العالمي من جانبه يحذر من أن يؤدي الوباء إلى مجاعات جماعية في بعض الأجزاء من العالم مع إغلاق الدول حدودها حيث أصبحت عمليات نقل المواد الغذائية أكثر صعوبة من أي وقت مضى؛ وأصبح جني المحاصيل الزراعية محفوفاً بالمخاطر.

 

و أكدت صحيفة الخليج في ختام افتتاحيتها ان الحياة على الكرة الأرضية لم تعد كما كانت.. فقد فرض الوباء علينا نمطاً جديداً من العلاقات الإنسانية والاجتماعية؛ وأجبرنا على تغيير الكثير مما اعتدنا عليه سياسياً واقتصادياً، ما يفرض علينا صياغة مفاهيم جديدة لنمط العلاقات الدولية أكثر تسامحاً وتعاوناً، وقدرة على الحوار والمشاركة، للتغلب جماعياً على التداعيات الكارثية لهذا الوباء