الجيش التونسي يستنفر خشية تسلل جماعات متطرفة من ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

رفع الجيش التونسي حالة الإستنفار واليقظة على إثر تصاعد العمليات العسكرية بالقرب من الحدود التونسية- الليبية، بين الجيش الليبي وميليشيا حكومة السراج بمدينة صبراتة، قرب الحدود التونسية.

 

وتمثل مدينة صبراتة التي تشكل حاليا مسرحا لمعارك محتدمة بين طرفي النزاع في ليبيا نقطة إستراتيجية واقعة على نصف الطريق بين العاصمة طرابلس ومعبر راس جدير الحدودي، ما يعني أن أي تطور عسكري بهذه المدينة قد ينعكس مباشرة على الجانب التونسي أمنيا واجتماعيا واقتصاديا، بحسب محللين وخبراء في الشأن الليبي.

 

ونقل موقع إرم نيوز عن المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي مختار اليزيدي قوله إن مخاوف الجانب التونسي تُفسر بأن التصعيد العسكري في هذه المدينة يعني الخشية من سقوطها بأيدي ميليشيات متطرفة، مشيرا إلى أن جل التقارير الأمنية التي تم إعدادها على امتداد السنوات الماضية أكدت أن هذه المدينة تمثل محطة رئيسية للمجموعات الإرهابية خاصة تنظيم "داعش".

 

وأضاف اليزيدي أن القوات الأمنية والعسكرية التونسية اتخذت من محاربة الجماعات المتطرفة، لا سيما تنظيم "داعش" هدفا لها لمنع تسلل هذه العناصر إلى التراب التونسي، علما أن جل العمليات التفجيرية التي حصلت في تونس تنبتها هذه الجماعات، ما يفسر المخاوف التونسية اليوم، وفق قوله.

 

ومن جانبه، اعتبر الخبير في الشأن الليبي محمد النالوتي أن المخاوف التونسية مشروعة ومفهومة اعتبارا للقرب الجغرافي لساحة المواجهات من جهة واعتبارا لطبيعة المدينة التي تجري بها المواجهات والتي تعد محطة إستراتيجية في الغرب الليبي ونقطة من نقاط الارتكاز للجهة التي ستسيطر عليها.

 

وأوضح النالوتي أن الجانب التونسي لم يعبر عن قلقه بشكل رسمي في بيان للخارجية حتى لا يُفهم منه انحياز لطرف ليبي على حساب آخر، وإنما عبر عن هذا القلق ميدانيا بإعادة الانتشار العسكري والأمني وفقا لما تقتضيه طبيعة هذه المرحلة ومآلات الصراع على مدينة صبراتة، وفق تأكيده.

 

وأصدرت وزارة الدفاع التونسية اليوم الثلاثاء، بيانا أكدت فيه على أنها رفعت من درجة التأهب على حدودها البحرية والبرية، وأنّها سترد بشكل صارم على أي طارئ قد يمس بالأراضي التونسية وسيادتها.

 

وقالت الوزارة إن "التشكيلات العسكرية تواصل متابعة الوضع الأمني بالمناطق الليبية المتاخمة للحدود التونسية البرية والبحرية".

 

وأضافت أن هذه الوحدات تتحلى "بأعلى درجات اليقظة والاستعداد للتفطن المبكر لكل التحركات المشبوهة، والمواجهة الصارمة لكل طارئ، بالتعاون الوثيق مع قوات الأمن والحرس (الدرك) الوطنيين والديوانة (الجمارك)"