بوروندي لشعبها: لا تخافوا من كورونا إن الله يحبنا

عرب وعالم

اليمن العربي

في بوروندي، يعزى التأخر في وصول فيروس كورونا إلى "حماية الله"، لكن بعدما سجلت البلاد الإصابات الأولى، تعيد السلطات مرة أخرى تأكيد التدخل الإلهي ولا ترى سبباً وجيهاً لاتخاذ تدابير من شأنها إعاقة الحياة اليومية. وسعى الحزب الحاكم إلى طمأنة سكان البلاد، وأنه لا داعي للقلق من الوباء القاتل الذي يجتاح العالم، ما يسمح بسير الحياة مثل المعتاد وحتى المضي قدما في الانتخابات الرئاسية المقررة  في 20 مايو(أيار) المقبل. وقال الجنرال إيفاريست ندايشيميي المرشح الرئاسي عن حزب المجلس الوطني للدفاع عن الديموقراطية - قوات الدفاع عن الديموقراطية الحاكم: "لا تخافوا، الله يحب بوروندي وإذا كان هناك مصابون بالفيروس، فهذه طريقة يظهر الله من خلالها سلطته في بوروندي". وأضاف أمام أنصاره في تجمع سياسي "المصابون في حالة جيدة فيما يقتل الفيروس، الناس في كل مكان آخر". وفي الوقت الذي أدت فيه تدابير الإغلاق الصارمة إلى شل الحياة في مدن سائر أنحاء أفريقيا والعالم، لا تزال المطاعم والحانات مفتوحة في بوروندي، مع استبعاد السلطات فرض قيود مماثلة على حريات المواطنين. كما تتواصل حفلات الزفاف والجنازات ويتدفق آلاف المؤمنين على الكنائس، والمساجد، ولا تزال الأسواق المزدحمة مفتوحة في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة. كما أن الحملات السياسية لندايشيمي ومنافسه أغاثون مستمرة، ولا تزال التجمعات التنافسية بين المرشحين الرئاسيين تنظم بشكل طبيعي. أما الأمر الأكثر إثارة للدهشة فهو أن بوروندي هي واحدة من البلدان القليلة التي حافظت على دوري الدرجة الأولى والثاني لكرة القدم، مع مطالبة المتفرجين بغسل أيديهم، والخضوع لفحص درجة الحرارة، لكن لا يشارك جميع السكان الحكومة في إيمانها وتفاؤلها. وقال أحد سكان بوجمبورا المدينة الرئيسية في بوروندي: "يعرف الجميع أننا سنستيقظ ذات يوم مع انفجار عدد الإصابات في البلاد، حتى لو كنا المفضلين لدى الله". وتفرض بعض المصارف إجراءات التباعد الاجتماعي، وأُدخلت محطات لغسل اليدين عند مدخل العديد من المتاجر والمطاعم، واتخذت الحكومة أيضاً بعض التدابير، وبثت رسائل مرتبطة بالصحة العامة عبر محطات التلفزيون والإذاعات، في حين أُغلق المطار الدولي في بوجمبورا قبل شهر. وأغلقت حدودها البرية أيضاً مع رواندا والكونغو الديموقراطية، لكنها تركت حدودها مفتوحة مع تنزانيا، شريان الحياة الاقتصادية. وقالت الحكومة إن أكثر من 675 شخصاً في الحجر الصحي في أنحاء بوروندي، وقال لويس مودج رئيس فرع منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في أفريقيا الوسطى: "وثقنا أن مواقع الحجر هذه مكتظة وغير صحية، ما يزيد من خطر انتشار الفيروس بشكل لا يمكن السيطرة عليه". وأوضح "عندما يفرض الحجر الصحي، على الحكومة ضمان حصول المحجورين على الغذاء والماء والسكن والرعاية الصحية". وأعرب دبلوماسيون ومسؤولون من الأمم المتحدة وجماعات المجتمع المدني عن قلقهم على قدرة بوروندي على مواجهة الوباء. وكانت بوروندي من بين الدول الأخيرة التي أعلنت وجود إصابات مؤكدة بفيروس كورونا بـ 3 حالات في الأسبوع الماضي، وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الحكومة بروسبر نتاهوراميي، إن بوروندي "تشكر الله على إنقاذ البلاد من الوباء". وقال ناشط بوروندي رفض كشف اسمه: "يبدو الأمر كما لو أن الحكومة تفعل كل ما في وسعها لتجنب اكتشاف إصابات جديدة حتى لا تضطر إلى تأجيل الانتخابات". وأفاد دبلوماسي طلب حجب نشر اسمه أيضاً، بأن كل القرارات الرسمية التي اتخذت حول فيروس كورونا حتى الآن كانت "سياسية وليست طبية وستنظم الانتخابات العامة في 20 مايو(أيار) المقبل بأي ثمن".