الرئيس التركي يواصل حملة تكميم أفواه الإعلاميين

عرب وعالم

اليمن العربي

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة تكميم الأفواه الرافضة لسياساته؛ إذ تقدم بشكوى جنائية أمام الادّعاء العام في إسطنبول ضد مذيع تليفزيوني لانتقاده لطريقة تعامل الحكومة مع أزمة كورونا.

 

واتهم أردوغان في شكواه الإعلامي التركي الشهير، فاتح برتقال المذيع على قناة فوكس نيوز المحلية بـ"نشر أكاذيب وعبارات تتلاعب بالشعب وكذلك إهانة رئيس الجمهورية"، بحسب صحيفة سوزجو المعارضة.

 

ونشر المذيع "برتقال" تغريدة عبر حسابه على تويتر، انتقد فيها حملة تبرعات دعا إليها أردوغان من قبل، وإجبار أفراد الشرطة على استقطاع أجزاء من رواتبهم وفقًا لما تحدده الحكومة حسب الرتبة.

 

كما انتقد اتخاذ أردوغان الإجراءات نفسها التي اتخذتها الدولة في عهد مصطفى كمال أتاتورك إبان حرب الاستقلال، حين فرضت ضرائب وطنية تم سدادها بعد تجاوز فترة الحرب.

 

وقال برتقال: "هذه الإجراءات تذكرنا بقانون تكاليفي ميللي أو الضرائب الوطنية الإجبارية"، في إشارة لقانون تم إقراره في عهد مؤسس الجمهورية كمال أتاتورك إبان حرب الاستقلال (1919-1923)، وتضمن أوامر أدت لمصادرة بعض السلع والممتلكات العامة آنذاك، وأخذ المال من الأتراك بالإكراه.

 

وتابع في تغريدته: "لا يجب طلب المال من أصحاب الودائع أو المدخرات بحجة أننا نمر بأيام صعبة ونقول سنسددها بعد انتهاء أزمة كورونا لأنني لا أعتقد أن هذا سيكون ممكنًا".

 

وبعد تقديم الشكوى، قال أحمد أوزَلْ، محامي أردوغان، إن "ما نشره فاتح برتقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشي بأن الرئيس يطلب المال بالإجبار من المودعين والموفرين لصالح حملته لمكافحة كوورنا، وهذا كله افتراء وعبارات تتلاعب بالشعب.

 

واعتبر محامي أردوغان أن هذا الكلام "يعتبر إهانة للرئيس، وهذه جريمة تصل عقوبتها إلى 5 سنوات".

 

وتقدمت هيئة التنظيم والرقابة المصرفية التركية هي الأخرى بشكوى ضد المذيع برتقال، وقالت فيها "إن ما نشره على تويتر شمل البنوك وهي مؤسسات مالية مهمة للغاية ولديها الفرصة للتأثير على اقتصاد البلاد، وهذا أضر بسمعتها".

 

وفي 30 مارس/آذار المنصرم، دشن أردوغان حملة جمع تبرعات تحت عنوان "نحن نكفي أنفسنا" يقول إنها لصالح متضرري تفشي فيروس كورونا، لكنها لاقت ردود فعل غاضبة من كافة أحزاب المعارضة في البلاد.

 

 

 

الحملة ذاتها قوبلت، بحالة كبيرة من الاستهجان والتذمر والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منذ الإعلان عنها وحتى الساعة، حيث أعرب عدد من النشطاء والثقفين رفضهم لها بشدة.

 

كانت السلطات التركية، قد اعتقلت الجمعة الماضية، حقان آيغون، الصحفي ومقدم البرامج في محطة "خلق تي في" التلفزيونية المحلية، وذلك بسبب مشور له على مواقع التواصل الاجتماعي التي انتقد مت خلالها الحملة.