البيضاني: الدوحة تركت بصمات غائرة كآثار الخناجر على الجسد اليمني المنهك

أخبار محلية

اليمن العربي

اعتبر الإعلامي صالح البيضاني، أن "الدوحة تركت بصمات غائرة كآثار الخناجر على الجسد اليمني المنهك".

 

ووصف البيضاني بيان الخارجية القطرية بالهزيل، ومحاولة التنصل من تاريخ طويل من التدخل السلبي في اليمن، بدأ منذ ما يسمى بالوساطة القطرية بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين في العام 2007، التي وصفها اليمنيون بأنها طوق النجاة الذي انتشل المليشيا الحوثية من نهاية حتمية كانت على وشك طي صفحتها في منتصف الحروب الـ6 بينها وبين الجيش اليمني آنذاك.

 

وقال في تصريح نشرته صحيفة "عكاظ" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي"،  إن البيان القطري لم يخلُ وهو يصف «الاتهامات» التي وجهها وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني لقطر بدعم جماعة الحوثي سياسيا وإعلاميا، من مصطلحات اللؤم والمخاتلة السياسية، حينما وضع الشرعية اليمنية والتحالف العربي -الذي جاء بتفويض شرعي يمني وتأييد دولي- مع المليشيات الحوثية على قدم المساواة كأطراف صراع كما يسميها البيان، وهو ما يعيدنا لاسترجاع ذاكرة التدخل القطري في اليمن التي بدأت فصولها الأولى متدثرة بثوب «الوساطة»، وعملت على تكريس «الحوثية» كطرف مقابل للدولة تمهيدا لتحويل هذا «الطرف» المبتور عن قيم أرضه وشعبه بديلا عن الدولة ووكيلا لمشروع الفوضى الإيرانية في جنوب جزيرة العرب.

 

منذ وقت مبكر، كانت عين «الدوحة» على الجماعات المتطرفة في اليمن بشقيها، القاعدة والحوثيين وبكافة صنوف وأنواع وتيارات «الإسلام السياسي»، بل أطلقت مشروعا مبكرا لتسييس التيار السلفي الناشئ في اليمن، من خلال تحويل بعض رموزه إلى ما يعرف بالسلفية الجهادية، من أجل استخدام هذه الكومة من المتناقضات، كخناجر لطعن خاصرة الجزيرة العربية وتركها تنزف في بركة من الصراعات والحروب.

 

وأوضح أنه لا يمكن لأي كتاب أبيض قطري، وليس مجرد بيان عابر، أن يبيض صفحة قطر السوداء في اليمن، إذ كانت سببا في تأجيج الصراع اليمني واستنهاض قوى التطرف والفوضى في وجه الدولة اليمنية الهشة من أجل تحقيق

 

مآرب وعقد دفينة في عقلية النظام القطري، الذي لم يترك سانحة إلا واستخدمها للإضرار بجيرانه، وكان اليمن للأسف بمتناقضاته السياسية وصراعاته القديمة المتجددة أكبر الثغرات التي عبرت من خلالها الأجندة القطرية وعملت على توظيفها في صراعها مع جيرانها من دول الخليج الذي كان وما زال صراعا من طرفها فقط.

 

وقال إن الدوحة تركت بصمات غائرة كآثار الخناجر على الجسد اليمني المنهك، لا يمكن انكارها أو التنصل منها، وما تسرب حتى اليوم باعتقادي من آثار هذا الدور الكارثي في اليمن، لا يعد إلا النزر اليسير من جبل تراكمات التدخل القطري في اليمن الذي ابتدأ مشواره مبكرا من خلال دعم الحوثيين بالمال والسلاح، ومساعدتهم على النهوض مجددا تحت عباءة الوساطات والمشروع الوهمي لإعادة إعمار صعدة الذي أطلقته الدوحة ولم يكن في حقيقته سوى إعادة إعمار لبنية الجماعة الحوثية عسكريا وسياسيا وإعلاميا، ظهرت نتائجه في حرب صعدة الرابعة والخامسة.

 

 

وفي خضم الاحتجاجات في العام 2011 التي امتدت لليمن، لعبت قطر دورا جديدا تمثل في خلخلة أركان الدولة الهشة لتسقط ثمارها في أفواه الجماعات الإرهابية مثل القاعدة والحوثيين وهو ما حدث بالفعل، حيث تسببت الفوضى الخلاقة التي ساهمت الدوحة في تأجيجها في تقوية هذه الجماعات على حساب الدولة، ولم تكتفِ قطر بذلك، بل عملت على إفشال المبادرة الخليجية التي رعتها المملكة العربية السعودية لمنع سقوط اليمن في براثن الفوضى وأنياب المجهول، وقد كشفت عن ذلك اتصالات الضباط القطريين المسربة ببعض الذين اشترتهم بالمال للتحريض على المبادرة ورفضها.

 

وأكد أن الرهان القطري في إسقاط اليمن في 2011 فشل، ولكن رغبة الدوحة في جر اليمن لأحضان الإرهاب القاعدي والحوثي لم تتوقف عند حد، حتى بعد أن شاركت في التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، حيث لعبت دورا مزدوجا وكانت بمثابة «حصان طروادة» داخل التحالف، قبل إنهاء مشاركتها في منتصف 2017، وهنا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ التخريب القطري في اليمن أكثر تطرفا ووقاحة من كل ما مضى.

 

وأشار إلى أنه بعد إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف العربي لدعم الشرعية، خرجت الكثير من وجوه التدخل القطري في اليمن للعلن، حيث فتحت الدوحة خزائنها للمتمردين الحوثيين، وحولت سفاراتها في الخارج إلى مراكز متقدمة للدبلوماسية الحوثية، وجعلت إعلامها نسخة مكررة من الإعلام الحوثي، بل إن تقارير إعلامية تحدثت عن تورطها المباشر في دفع تكاليف التسليح الإيراني القادم للحوثيين، وبعد كل هذا الركام الأسود ما زالت الدوحة تحاول إخفاء وجهها الحقيقي أمام مرآة الواقع، بالرغم أن هذا الدور بلغ من الشهرة والعلانية مرحلة تشبه -إلى حد ما- حال فيل عملاق اقتحم حديقة أطفال، وحاول أن يختبئ كنملة صغيرة عن عدسات الإعلام