"طوفان الكرامة" للجيش الوطني الليبي تحقيق نجاحات عسكرية متتالية

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ انطلاق العملية العسكرية "طوفان الكرامة"، وكعادة الحروب شهدت مداً وجزراً من التقدمات، لا سيما أن الجيش الليبي كانت تحكمه ضوابط أخلاقية كثيرة، حيث رفضت القيادة العامة استخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية في المناطق السكنية.

 

حيث أطلق الجيش الوطني الليبي في الرابع من شهر أبريل/نيسان 2019 عملية "طوفان الكرامة" لتحرير العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية من قبضة المليشيات الإرهابية، عقب تطهير المنطقتين الشرقية والجنوبية من الإرهابيين وفرض سيادة القانون. 

 

 

كما رفضت القيادة العامة تدمير أي منشآت حيوية أو خدمية احتمت بها عناصر المليشيات، بالإضافة إلى المعاملة الحسنة للأسرى وذويهم من النساء والأطفال ومعالجة الجرحى منهم.

 

 

واستطاع الجيش الليبي خلال عملية "طوفان الكرامة" تحقيق نجاحات عسكرية متتالية منذ اليوم الأول، فبعد أن انطلقت القوات من قاعدة الجفرة في الـ4 من أبريل/نيسان من العام الماضي، دخلت مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع وسوق الخميس بمحيط العاصمة طرابلس.

 

قوات الجيش الليبي

 

وسارع الجيش الليبي لتأمين منطقة ترهونة (جنوب شرقي العاصمة) وصولا إلى مطار طرابلس الدولي، حيث تمركزت قواته في محاور العاصمة المختلفة، وسط ترحيب وتأييد من الأهالي وشيوخ القبائل.

 

وفي هذه المرحلة كان الجيش الليبي يكتفي بتأمين مواقعه واستنزاف قدرات المليشيات الإرهابية، وتحقيق تقدمات بخطوات قصيرة مع الحفاظ على ضوابطه الأخلاقية. 

 

وحررت وحدات الجيش عدة معسكرات مهمة، أبرزها معسكر اليرموك (بمنطقة الخلة جنوب العاصمة) في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهو ثكنة عسكرية مهمة بمحور صلاح الدين الذي يوصل إلى قلب طرابلس من الجهة الجنوبية، كما تقدمت القوات لأول مرة في اليوم نفسه إلى مبنى الجوازات بالمحور ذاته.

 

كما عمل الجيش الليبي على ربط المحاور ببعضها، من أجل الوصول إلى نقاط التماس بين القوات، والتي كان آخرها السيطرة على المحور الرابط بين مدينة العزيزية وطرابلس في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ومحور "الهيرة" الرابط بين منطقة العزيزية ومدينة غريان (جنوب طرابلس) في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يشكل الجيش ما يشبه القوس الذي يمنع المليشيات من الالتفاف على قواته.

 

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بدء المعركة الحاسمة والتقدم نحو طرابلس، ودعا الوحدات المتقدمة إلى الالتزام بقواعد الاشتباك.

 

 

وانطلقت قوات الجيش التي سيطرت على مواقع استراتيجية وسط العاصمة متحركة من المحاور كافة حتى وصلت إلى مشروع الهضبة (جنوب طرابلس)، وسيطر الجيش على معسكر حمزة المعروف بـ"معسكر 301" ومعسكر "التكبالي" ومنطقة "التوغاز" شمال غربي العاصمة.

 

ولم تمر أيام قليلة من شهر يناير/كانون الثاني حتى سيطر الجيش الليبي على واحدة من أهم المدن الليبية الاستراتيجية في المعارك والمعقل السابق لتنظيم داعش الإرهابي، مدينة سرت الساحلية (450 كيلومترا شرق طرابلس)، وسيطر على المعسكرات ومطار قاعدة القرضابية، دون قتال في 6 يناير/كانون الثاني 2020.

 

وكان هذا النصر علامة فارقة في تغيير خارطة المعركة، فقد فتحت محاور جديدة، أبرزها بوقرين والهيشة والوشكة شرقي مصراتة، أكبر وأهم المدن الداعمة للمليشيات الإرهابية والتي تحتوي على ميناءين، بحري وجوي، يستخدمان لاستجلاب السلاح والمرتزقة من تركيا.

 

وفي 12 يناير/كانون الثاني، أعلن الجيش الليبي قبوله للهدنة مع حكومة الوفاق غير الشرعية برئاسة فايز السراج، بعد مساعٍ دولية، مع احتفاظه بحق الرد على أي خروقات، وأن محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة ليس له علاقة بأي قرار لوقف إطلاق النار مع المليشيات.

 

وبعد أسبوع من الهدنة، وفي 19 يناير/كانون الثاني، عقد مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي شاركت فيه وفود دولية عديدة دعا لتثبيت وقف إطلاق النار والتصدي للمرتزقة والإرهابيين وتهريب السلاح.

 

ورغم التوصيات التي خرج بها مؤتمر برلين لوقف إطلاق النار وحظر توريد السلاح إلى ليبيا والدعوة إلى تشكيل لجنة دولية لإنهاء النزاع، تجاهلت تركيا الإرادة الدولية واتفاق برلين وخرقت جميع بنود الاتفاق، حيث أمطرت طرابلس بشحنات أسلحة متطورة.

 

 

واستمرت الاشتباكات المتقطعة بين الجيش الليبي والمليشيات الإرهابية الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في المحاور المختلفة، رغم استمرار هدنة 12 يناير/كانون الثاني.

 

مع استمرار الاشتباكات بين الجانبين استطاع الجيش من منطلق حق الرد على خروقات المليشيات من تحرير العزيزية، مفتاح تحرير طرابلس، في 2 مارس/آذار الماضي، والسيطرة على مقر اللواء الرابع أحد أكبر المواقع العسكرية جنوب غرب العاصمة.

 

فيما قامت المليشيات المدعومة بالمرتزقة السوريين والخبراء الأتراك بإعادة التموضع، ونفذت هجوما واسعا شمل محاور طرابلس كافة ومصراتة وهجوما على قاعدة الوطية الجوية في 27 مارس/آذار الماضي.

 

 

ولكن الهجوم باء بالفشل الذريع، ولم تحافظ المليشيات على مواقعها، فيما تقدمت قوات الجيش وحررت مدن الجميل ورقدالين وزلطن والعسة ومعسكرات المليشيات بها، قرب الحدود التونسية.

 

كما استطاع الجيش الليبي أن يقترب من معبر راس جدير الحدودي، وأن يحاصر المليشيات في مدينة زوارة، أحد أهم مداخل الغزو التركي لتوريد الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا