المعارضة عن حملة الرئيس التركي للتبرع: إفلاس رسمي

اليمن العربي

لاقت حملة التبرعات التي دعا لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، لمواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، انتقادات حادة من كافة أحزاب المعارضة، التي اعتبرت الخطوة بمثابة اعتراف رسمي بإفلاس البلاد.

 

الحملة أطلقها أردوغان عقب اجتماع لمجلس الوزراء تحت عنوان "نحن نكفي أنفسنا" لمواجهة التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، وفقا للعين.

 

وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، انتقد نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري أنغين آلطاي، الحملة، مشيرًا إلى أن تصريحات سابقة لأردوغان قال فيها: "إذا لزم الأمر، سننفق 40 مليار دولار أخرى على السوريين".

 

وأضاف أنغين: "أين يوجد الـ40 مليار دولار التي تدعي أنها موجودة في الخزينة وسننفقها على السوريين؟! نحن الشعب نعرف كيف نقدم أفضل مساعدة وطنية، لكننا نريد أولاً أن نرى قدرة الدولة وقوتها".

 

وأردف: "في الوقت الذي لم تلجأ الدول الأكثر فقرًا منا إلى مثل هذه الحملات، نرى رئيس الجمهورية التركية يسارع بتدشين حملة ونحن ما زلنا في مستهل الأزمة، وهذا يعني أن الدولة ليست قوية، وهذا أمر مؤسف".

 

بدوره، قال أنغين أوزكوتش، النائب البرلماني عن الحزب نفسه، منتقدا الحملة: "لقد أعلن القصر الرئاسي إفلاس تركيا، وتبين أن صندوق البطالة كان مجرد أرقام وهمية لا علاقة لها بالحقيقة".

 

وتساءل أوزكوتش: "أين ضرائبنا وأموالنا والأصول الخاصة بنا (في إشارة للدولة)؟"، مضيفا: "في حين أن الدول الأخرى تقدم الدعم المالي للأشخاص المتأثرين بالوباء، وحكومتنا تنتظر مساعدة مالية من الشعب".

 

وتابع: "لقد كانت هناك تبرعات سابقة للزلازل، والأوبئة لم ننسها، فضلا عن تبرعات قدمت لعائلات ضحايا (مسرحية الانقلاب) في 15 يوليو/تموز 2016، في حين أنهم لم يحصلوا على الأموال التي جمعت لهم، فهل سيتم تأسيس وقف لتلك الأموال؟!".

 

من جانبه، قال أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل: المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، إنه "من واجب الدول في مثل تلك الظروف دعم مواطنيها وليس العكس".

 

وأضاف في بيان نشره عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر": "أمتنا دأبت على التضحية، ولا تتردد في وهب ممتلكاتها أو حتى حياتها عندما يتطلب الأمر ذلك، وتاريخنا مليء بأمثلة على ذلك. ولكن بينما تقوم الدول بمنح الأموال لمواطنيها في أوقات المحن، فإننا نجمع الأموال منهم؛ أليس هناك خطأ ما؟".

 

على الشاكلة نفسها، أعرب علي باباجان رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض، نائب رئيس الوزراء الأسبق، عن استنكاره للحملة في تغريدة له على "تويتر".

 

وقال باباجان في تغريدته: "طلب الدولة المعونة من المواطنين في مثل هذه الظروف أمر غير مقبول، وسنحاسب أولئك الذين نزلوا ببلدنا إلى هذا الضعف".

 

وفي وقت سابق اليوم، انتقدت ميرال أكشينار، زعيمة حزب "الخير"، الحملة، قائلة: "قال الرئيس إنه سيتبرع براتبه طيلة 3 أشهر لصالح حملة التبرعات، لكن أقول له إن هذا غير كافٍ، فلتتبرع بالطائرة التي أهدتها لك قطر في وقت سابق".

 

وتساءلت أكشينار عن "أموال صندوق البطالة التي تقدر بـ130 مليار دولار، أين هذه الأموال لنستغلها في مثل هذه الأزمات بدلًا من استنزاف مقدرات الشعب الذي يحتاج للمساعدة الآن؟".

 

وشددت على ضرورة تقديم مساعدات مادية للعمال ممن اضطرتهم الظروف للبقاء في المنازل بلا عمل، بسبب إجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا، مضيفة: "هذه الشريحة هي الأكثر حاجة لدعم الدولة حاليا".

 

وأردفت أكشينار قائلة: "ومن الغريب أن الدولة تطلب المساعدات من الشعب، وهي التي خرجت قبل أيام لتعلن إرسال مساعدات لإيطاليا، وإسبانيا، وترسل أموالًا هنا وأموالًا هناك، لكن عندما يتعلق الأمر بالأتراك فعليهم أن يدفعوا".

 

الحملة ذاتها قوبلت بحالة كبيرة من الاستهجان والتذمر والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منذ الإعلان عنها وحتى الساعة، حيث أعرب عدد من النشطاء والمثقفين رفضهم لها بشدة.