كاتب: الإمارات في مقدمة الدول التي اتخذت إجراءات احترازية ضد كورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الكاتب محمد خليفة، "استعدت دولة الإمارات لمواجهة فيروس «كورونا»، بعدما فتك هذا الوباء بآلاف البشر على مستوى العالم، بطرق فاعلة وشفافية منقطعة النظير مع الداخل والخارج".

 

وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الخليج" تابعه "اليمن العربي" وقد حرصت الدولة من خلال قيادتها على تحقيق كافة الأهداف على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والصحية؛ حيث تم خلالها تسخير كافة مؤسسات الدولة لتحقيق تنمية متوازنة شاملة، تهدف إلى خير ورفاهية المواطن والمقيم وفق خطط استراتيجية".

 

وتابع "فقوة الدول وتماسكها لا يظهران إلا من خلال الأزمات، فعندما تعصف أزمة ما بدولة معينة فهذا اختبار لما تمتلكه هذه الدولة من قدرات، فإذا تمكنت من مواجهتها والسيطرة عليها وتحجيم مخاطرها، فإن هذه الدولة تكون عن جدارة واستحقاق دولة فتية قوية قادرة على مواجهة التحديات مهما كانت".

 

وبين "فمع انتشار فيروس «كورونا» في العالم بدءاً من الصين، كانت دولة الإمارات في مقدمة الدول التي اتخذت إجراءات احترازية ضده، حتى قبل أن يتخذ هذا الفيروس صفة الوباء العالمي، ما جعلها تقلل الإصابات به إلى مستوى منخفض جداً، وبما لا يقاس بما حدث في عدد من الدول الأخرى".

 

وشدد قائلا "وما يثير القلق بشأن فيروس «كورونا» المستجد هو الغموض حول أصله وعلاجه، فلا توجد إجابات محددة عن أسئلة كثيرة أثيرت عنه، مثل: إلى أي مدى سوف ينتشر؟ وإلى متى سيستمر؟ وكم من الناس سقطوا ضحاياه؟ ومتى يُكتشف علاجه؟ وهل سيكون متاحاً للجميع؟ من هذه التساؤلات وغيرها ينبت الخوف منه، خاصة ما تحمله الأخبار من جديد كل يوم حول الفيروس؛ فكل يوم هناك جديد حوله، وكل يوم يظهر في دولة أخرى.

 

ومضى "وفي إطار تهيئة المجتمع الإماراتي لاجتياز هذه المرحلة الخطرة، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في كلمة له في قصر البحر: «أريدكم أن تتذكروا كلمة؛ وهي: أن الوقت الصعب الذي نعيشه سيمضي بإذن الله؛ لكن يحتاج منا إلى صبر. إن العالم كله يمر بظروف صعبة، ودولة الإمارات، ولله الحمد، محظوظة؛ فظروفنا أهون بسبب عوامل رئيسية عدة أولها: همة الكوادر التي أخذت على عاتقها مسؤولية مواجهة فيروس «كورونا» المستجد في الصفوف الأمامية منذ بداية الأمر، لكن أريد أن أطمئن، كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، أن دولة الإمارات قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية، بغض النظر عن أي تحديات سواء «كورونا» أو غيره..»، وقد أثلجت هذه الكلمات الواثقة والمطمئنة، صدر كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، فتيقنوا أن القيادة الحكيمة الساهرة على راحتهم، تتابع الشأن العام، وتستشعر مخاوفهم، وتحس بآلامهم وأوجاعهم، وتجيب عمّا يجيش في صدورهم. وتؤكد لهم أنه لا خوف من المستقبل، فلدى الإمارات ما يكفيها من الغذاء والدواء لسنين طوال".

 

وذكر "لا شك في أن سياسة الانفتاح العام التي انتهجتها الدولة، منذ تأسيسها على يد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جعلت منها سوقاً جاذبة لمختلف أنواع السلع الاستهلاكية والغذائية، من كافة دول العالم تنويعاً للسلة الغذائية، وعدم الاعتماد على مصدر واحد. وفي نفس الوقت، وبالتوازي مع نهج الاستيراد من الخارج، تم تشجيع الزراعة؛ عن طريق استصلاح الأراضي، ودعم المزارعين وتشجيعهم، بهدف توفير مصادر غذاء محلية تسهم في الحد من الاعتماد على الخارج، وبما يدعم أسباب الاستقرار".

 

وبين "والواقع أن الغذاء متوفر، والحمد لله، وبكميات كبيرة في منافذ البيع في مختلف إمارات الدولة؛ حيث يمكن مشاهدة مختلف المواسم من مختلف بقاع الدنيا، فكل شيء موجود وبأسعار تناسب كل شرائح المجتمع، كما تمارس الدولة دوراً رقابياً على كل من يتلاعب بالأسعار أو يضع أسعاراً غير مناسبة".

 

واختتم "وفي الحقيقة، فإن توفير الغذاء بات مشكلة كبيرة يعانيها العديد من الدول في العالم، في ظل موجة الاحترار العالمي وقلة المياه، وتظهر معطيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) حدة المشكلة الغذائية وحجمها؛ حيث تشير هذه المعطيات إلى أن عشرات الملايين في العالم مهددون بالموت اليوم، بسبب الجوع والأمراض الناجمة عن سوء التغذية. ومن هنا فإن الأمن الغذائي المستدام الذي تعمل عليه الإمارات، هو الذي يحافظ على استمرار التنمية فيها، ويحافظ على استمرار الحياة وزيادة جودتها ويقيها شر الأزمات، حفظ الله الإمارات وقيادتها من كل مكروه".