الحنين للماضي ليس عيب

اليمن العربي

عندما نتحسر عل ماضي حضرموت المشرق ليس جريمة يعاقب عليها القانون فتعدما نتذكر الماضي ونتحسر عليه ليس بالضرورة أننا نطالب بعودته وكما قال الشاعر الكبير الراحل حسين أبوبكر المحضار (أعادة الماضي الى الحاضر محال )وانما ما يجعلنا نتذكر ماضينا ونتحسر عليه هو ما نعيشه اليوم من تخلف وجهل ومرض وفقر فاذا كان هذا الحاضر الذي نعيشه اليوم فمن المؤكد أن المستقبل سيكون اسواء من الحاضر اذا لم يحدث تغير كبير في التفكير والتخطيط

أن الحضارم الذين عاشوا ماضي حضرموت ما قبل 17سبتمبر 1967م يدركون كيف كانت الدولة الحضرمية تعيش أزهاء عصورها من حيث الحريات السياسية والاعلامية والتعليم والعدالة الاجتماعية والقضاء واحترام حقوق الناس كانت دولة تحترم فيها كرامة الانسان في الساحل والوادي هذا واقع حقيقي والازال الكثير من كبار السن الذين عاشوا تلك المرحلة احياء بيننا يرزقون وهم شاهد حي على تلك الحقبة الزمنية التي عاشها الحضارم حتى يوم السابع عشر من سبتمبر 1967م وهو يوم مشئوم في تاريخ حضرموت والحضارم يوم احتلال حضرموت من قبل اليمن الجنوبي فاذا كنا نحنا نتذكر تلك الحقبة الزمنية من تاريخ حضرموت قبل الاحتلال ونتحسر عليها فليس عيب أو حرام وانما العيب والجريمة في اعتقادي على الذين يتذكرون ويتحسرون على ما تلى تلك الحقبة وتحديدا من سبتمبر1967م الى 22مايوم 1990م حقبة حكم الجبهة القومية الدموية ويطالبوننا بالعودة اليها ولا أدري على ماذا يتحسرون هل على المجازر الدموية وارهاب الدولة اما على الطوابير امام التعاونيات للحصول على كيلو برتقال أو الحصول على علبة صلصة أما على مسيرات تخفيض الرواتب ومسيرات خلع الحجاب وتحرير المرأة اما على ضم حضرموت وتهميشها وطمس هويتها أن الحنين الى الماضي ما قبل 1967م هو الحنين الى حضرموت الحنين الى الهوية التي طمست بفعل الرفاق الذين عاثوا في الأرض فسادا ندرك تماما أن الماضي لن يعود ولن تعود الدولة القعيطية ولا الدولة الكثيرية وانما ما نسعى اليه هو دولة حضرمية واحده يحكمها ابنائها وبعودتها تعود حضرموت الى توهجها تعود من خلالها للحضرمي كرامته وادميته أننا متمسكون بهويتنا ولن نفرط فيها وسنعظ عليها بالنواجد صبرنا وتحملنا نصف قرن على شتى انواع الظلم والعذاب من أجل استعادة الهوية والكرامة وسوف نصمد أكثر من ذي قبل وشعارنا لا استسلم لا تفريط لا مساومة على الهوية الحضرمية ولن تنطلي علينا الشعارات الكذابة التي تصدر من هنا أو من هناك على غرار حضرموت وحدوية أو حضرموت روح الجنوب أو حضرموت العمق الاستراتيجي فكلها بمثابة ذر الرماد في العيون و دغدغة مشاعر بعض البسطاء والهدف الحقيقي منها السيطرة على حضرموت ونهب ثرواتها ومقدراتها وطمس هويتها التاريخية واستبدالها بهوية جهوية مصطنعة عمرها لايزيد عن عمر سقاية ماء في أحد ارياف حضرموت .