هوبي الصينية تتنفس الحياة.. والعالم ينعزل

عرب وعالم

اليمن العربي

أعلنت الصين الثلاثاء، رفع القيود على التنقل في مقاطعة هوبي التي كانت نقطة انتشار وباء كورونا الجديد، بينما شددت الحكومات حول العالم إجراءات العزل في إطار المساعي للحد من تفشي الفيروس. وأفاد مسؤولون أن هوبي، حيث ظهر فيروس كورونا المستجد أواخر العام الماضي، ستسمح للسكان الذين يتمتعون بصحة جيدة بالتنقل اعتباراً من منتصف الليل، بعد شهرين على إجبارهم على التزام منازلهم. الصين تحتفل وقالت طبيبة تدعى وو لفرانس برس "نحن نحتفل اليوم". وأضافت "شهدنا كل يوم انخفاضاً في عدد المرضى الذين يعانون من أعراض خطيرة بينما تحسن الوضع في وقت بدأ الناس يغادرون المستشفيات. ازداد ارتياح الأطباء والممرضات مع مرور الأيام. أنا سعيدة للغاية!". ويأتي تخفيف القيود، الذي لن يطبق على مدينة ووهان التي كانت الأكثر تأثراً بالفيروس قبل الثامن من أبريل (نيسان)، في وقت انضمت بريطانيا ونيوزيلندا إلى دول في أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وآسيا في إعلان عزل تام في أنحاء البلاد لمنع وقوع إصابات جديدة. وفي هذه الأثناء، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية واليابان في بيان مشترك الثلاثاء، إرجاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي كانت مقررة في طوكيو هذا العام. ارتفاع حصيلة الضحايا وعلى صعيد العالم، تواصلت الحصيلة بالارتفاع مع تسجيل نحو 17 ألف وفاة ونحو 390 إصابة بينها 200 ألف في أوروبا وحدها، بحسب إحصائيات فرانس برس. لكن كان هناك بصيص أمل من الأرقام الواردة من إيطاليا، نقطة انتشار الفيروس في أوروبا، حيث أشار مسؤولون بحذر إلى أن العزل التام بات يؤتى ثماره. وانخفض العدد اليومي للوفيات في إيطاليا بشكل طفيف، رغم أن إجمالي حصيلة الوفيات في إيطاليا والذي بلغ أكثر من 6000 تجاوز بكثير الأعداد التي تم تسجيلها حتى في الصين. وبدلت الإجراءات الاستثنائية التي اتخذت في أنحاء العالم بشكل جذري الحياة اليومية لأكثر من 1,7 مليار شخص بينما ترافقت مع روايات مأساوية على غرار تلك الواردة من إسبانيا حيث عثر جنود أوكلوا مهمة مكافحة الفيروس على أشخاص مسنين تركوا في دور للعجزة، بعضهم لقي حتفه. قلق متزايد وفي شوارع نيويورك التي باتت مهجورة، أعربت أخصائية نفسية قامت بجولة في المدينة عن قلقها حيال التداعيات طويلة الأمد على الصحة النفسية للأشخاص المتأثرين بانعكاسات الوباء. وقالت لورن التي رفضت الكشف عن اسم عائلتها: "أنا خائفة على نفسي وعلى المرضى من استمرار هذا الوضع" لشهور. وأضافت "تزداد حدة القلق والاكتئاب في أوقات كهذه". انهيار اقتصادي وأما التداعيات المالية لتجمّد اقتصادات كبرى، فأثارت مخاوف صانعي القرارات في العالم الذين سارعوا لإغراق الأسواق بمزيد من السيولة على أمل إبقاء عجلة الاقتصاد تدور. في الولايات المتحدة، كشف الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) عن برنامج استثنائي لشراء الأسهم في خطوة غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية قبل نحو عقد. وأعلن المصرف، الذي خفض أساسا معدلات الفائدة لمستويات قياسية، أنه سيشتري كميات غير محدودة من ديون الخزانة وسيتخذ خطوات لتقديم قروض مباشرة للشركات الصغيرة والمتوسطة المتضررة بفعل إجراءات العزل التام في أنحاء البلاد. ورحبت الأسواق من طوكيو إلى لندن بالأنباء رغم فشل السياسيين في الولايات المتحدة في إقرار حزمة بتريليوني دولار قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها تهدف لدعم الشركات المتضررة وتقديم سيولة للعائلات الأمريكية. لكن معارضيه أشاروا إلى أن الخطة تركز بشكل أكبر على إنقاذ الأعمال التجارية الكبيرة. اتهامات وتحذيرات وأما الحكومة البريطانية التي واجهت اتهامات بأنها تراخت في التعامل مع الأزمة الصحية وسمحت بإبقاء المدارس مفتوحة دون ضرورة لفترة أطول بكثير من نظيراتها الأوروبية، فتحركت أخيراً الإثنين. وقال الوزير مايكل غوف "قد يموت أحباؤكم ما لم تبقوا في منازلكم". وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن الوباء العالمي "يتسارع" بشكل واضح. وأقر مدير المنظمة الدولية بأن بعض البلدان تواجه صعوبة في تطبيق تدابير "هجومية" لمواجهة الفيروس بسبب نقص الموارد، لكنه قال: "لسنا مجرد متفرجين لا حول لنا ولا قوة". وأضاف "يمكننا تغيير مسار هذا الوباء العالمي". إجراءات صارمة وبين جملة الإجراءات الأخيرة، فرضت مصر حظر تجول ليلي لمدة أسبوعين بينما أمرت جنوب إفريقيا بعزل تام لمدة ثلاثة أسابيع. وفي الولايات المتحدة، فرض عزل تام في مدينة نيويورك فخلت شوارعها المكتظة عادة إذ لم يشاهد فيها سوى عدد من الصيادلة وموظفي متاجر الأغذية والموظفين الصحيين. لكن ترامب، الذي يأمل بأن يعاد انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني)، يسعى لتجنب أي أضرار اقتصادية طويلة الأمد على بلاده. وقال للصحافيين إنه قريباً "سنفتح بلدنا أمام الأعمال التجارية لأن بلدنا يجب أن يبقى مفتوحاً". وأشادت الحكومة الصينية بطريقة استجابتها للأزمة منذ بدأ الأطباء التعامل مع إصابات كورونا وتباهى الإعلام الرسمي الثلاثاء بقرار إعادة فتح قسم شهير من سور الصين العظيم. وقالت وسائل الإعلام مع ذلك إنه سيتعين على الزوار ارتداء الأقنعة الواقية والإبقاء على مسافة متر بين شخص وآخر. وبالمجمل، سجلت الصين 78 إصابة جديدة الثلاثاء، معظمها قادمة من الخارج. وأصاب الفيروس مشاهير كبار ليكون عازف الساكسوفون الذي يعد أسطورة الأفرو-جاز مانو ديبانغو (86 عاماً) أول شخصية عالمية يودي كورونا المستجد بحياتها.