هل الوحدة أشد خطورة من السمنة والتدخين؟
تسلبك الوحدة سنوات من عمرك؛ فهي خطيرة مثل التدخين أو زيادة الوزن، وفقا لعلماء؛ إذ كشفت دراسات علمية عن أن أضرار الوحدة تعادل تدخين 15 سيجارة في اليوم، كما أنها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والخرف.
ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين أمريكيين أجروا دراسة تضمنت 30 شخصا يعيشون في إحدى دور الرعاية في سان دييجو، وقالوا إن التوقعات الحكيمة فيما يتعلق بتقدم السن ربما تساعد الناس على التعايش مع الأمر. وكشف الباحثون عن أن المشاركين كانوا يستخدمون آليات متنوعة للتعايش مع وضعهم، ومنها الحرص على إيجاد أصدقاء أو اللجوء إلى الدين والروحانيات أو مساعدة الآخرين.
وقال قائد فريق البحث د. ديليب جيستي من جامعة كاليفورنيا: "الوحدة تنافس التدخين والسمنة في تأثيرها على تقصير العمر"، لافتا إلى أنه من المهم أن نعالج صحة كبار السن منا؛ فهم أصدقاء وآباء وأجداد لأجيال أصغر.
وأضاف أن ما يقرب من ربع الشعب الأمريكي، نحو 42.6 مليون بالغ فوق الـ45، يقولون إنهم يشعرون بالوحدة، بينما تشير بيانات مكتب الإحصاء الوطني في المملكة المتحدة إلى أن نحو 5% من البالغين يشعرون بالوحدة عادة أو دائما.
ويعتقد أن الوحدة مشكلة نفسية بالأساس، لكن إذا شعر أحدهم بها لفترة طويلة، فيمكن أن تصيب الصحة الجسدية بالتدهور أيضا؛ إذ تؤدي الوحدة إلى ارتفاع معدلات هرمون التوتر "الكورتيزول" الذي يؤدي إلى تورمات غير صحية داخل الجسم وزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين التي يمكن أن تسبب الإصابة بالسكري.
ومن المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤدي إليها الوحدة وفقا لصحيفة "ديلي ميل"، فهناك ارتفاع ضغط الدم وصعوبة النوم والاكتئاب وارتفاع خطر الإصابة بالخرف؛ إذ يذبل المخ في حالة عدم تحفيزه بصفة مستمرة.
وخلال الدراسة، حلل د. ديليب جيستي وفريقه الصحة الجسدية والنفسية للمشاركين باستخدام مقياس الوحدة UCLA، وهو عبارة عن استطلاع مكون من 20 عنصرا. وحصول الشخص على 28 درجة أو أقل في هذا الاستطلاع يعني "مشاعر وحدة منخفضة" أو "عدم الشعور بالوحدة تماما".
ووجد الباحثون أن 63% من المتطوعين يشعرون بوحدة معتدلة و22% منهم يشعرون بوحدة شديدة. كما توصلوا إلى أن التقدم في السن من أبرز الأسباب التي تجعلهم يشعرون بالوحدة ويفقدهم الأصدقاء والأشخاص الذين يحبونهم. وهناك عامل آخر وهو أن الكثيرين شعروا بالارتباك بسبب العيش في مساكن للمتقاعدين وأنهم أصبحوا بلا هدف وحياتهم ميؤوس منها.
5 طرق فعالة للتخلص من الشعور بالوحدة
يقدم خبراء الصحة النفسية والأطباء عددا من النصائح الفعالة لمواجهة العزلة والشعور بالوحدة ولتخطي أضرارها الصحية، نستعرضها فيما يلي:
1. التعرف على تبعات الشعور بالوحدة:
كشفت دراسات علمية عن أن أضرار الوحدة تعادل تدخين 15 سيجارة في اليوم، وهي أيضا مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والخرف.
وأوضحت الدراسة أن الناس الذين يشعرون بالوحدة تزيد فرصهم بالمعاناة من الخرف السريري بنسبة 64%؛ لذلك فإن وجود شبكات اجتماعية صحية يقلل من خطر الوفيات والأمراض، كما أن أول خطوة للتصدي للوحدة هي إدراك تبعاتها، بحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
2. حاول أن تكتشف أسباب شعورك بالوحدة:
تُشير مؤسسة مايند الخيرية في مجال الصحة العقلية إلى عاملين رئيسيين يتسببان في الشعور بالوحدة، الأول هو غياب مجال للتواصل الاجتماعي أساسا مع الأشخاص؛ حيث يتجنب الشخص الآخرين، والثاني هو شعور الإنسان بالوحدة على الرغم من أنه محاط بالناس، لكن لا يشعر بأن هناك شخصا يفهمه أو يعتني به أو يستمع له.
والدراسة تُشير إلى أن تصنيف نفسك في أي من المجموعتين السابقتين يساعدك على تكوين فكرة أفضل عن كيفية تعاملك مع الوحدة.
3. تحدث إلى شخص ما:
إن أسهل طريقة للتعامل مع الوحدة هي التحدث إلى شخص من العائلة أو الأصدقاء، ولكن إذا كنت غير قادر على فعل ذلك فإن البديل هو الانضمام إلى نادٍ أو أن تتواصل اجتماعيا مع أشخاص يشاركونك هواياتك، إن حملة "إنهاء الوحدة" تقترح العمل التطوعي بشكل خاص لأنه أكثر عمل يقوي الروابط ويعطي شعورا بالامتنان في حد ذاته.
4. غيّر طريقة تفكيرك:
أظهرت بعض الدراسات أن تغيير طريقة تفكيرك هي أكثر وسيلة مفيدة للتعامل مع الوحدة، حيث وجدت دراسة أن المناهج المصممة لتغيير "التفكير غير المتكيف" مثل المعتقدات السلبية كالتفكير بأن الدنيا عبارة عن لونين الأبيض أو الأسود وهي أكثر فعالية بـ4 مرات من أي نهج آخر، كما يقترح مؤلفو الدراسة التحدث إلى معالج نفسي.
5. استمتع برفقة نفسك:
إن قضاء وقت طويل وحيدا سيجعل أي شخص يشعر بالوحدة، لكن يجب أن تتعلم أن تستمتع بالوقت برفقة نفسك، وأن تكتشف ذاتك؛ فهذا يعادل أهمية الحياة الاجتماعية، املأ وقتك بهويات مفيدة تدخل السعادة على قلبك وقدّر هذا الوقت الذي تمضيه وحيدا بعمل شيء يسعدك.