دراسة: جرعة صغيرة من الدهشة تجعلنا أكثر صبراً

منوعات

اليمن العربي

أثبتت دراسة حديثة أن اللحظات الجميلة والمميزة تجعل الشخص يشعر بتباطؤ الوقت وكما أنها كذلك تجعله شخصاً أفضل. فقد وجد الباحثون في جامعة ستانفورد ومينيسوتا أن اللحظات الرائعة التي تسلب لبنا وتأخذ أنفاسنا وتتركنا لنبحث عن كلمات كافية لتستطيع وصف ما نشعر به تقوم كذلك الأمر بجعلنا أكثر صبراً وأقل ماديةً وأكثر ميلاً للتطوع بالوقت لمساعدة الآخرين.

 

 

ويعتقد الباحثون أن تلك الآثار الناجمة عن اللحظات الغريبة والمدهشة تنجم بشكلٍ رئيسي عن إبطاء شعورنا بالوقت حيث إننا حينها نعيش ونستمتع باللحظة بملئها مما بدوره لا يجعلنا نشعر بمرور الوقت ويؤثر على قراراتنا ويجعل حياتنا أكثر جماليةً، كما شدد الباحثون على أهمية زيادة التشويق في الحياة اليومية حيث إن اللحظات الجميلة تجعل الحياة بأسرها تبدو أجمل وعندها تتولد لدى الشخص الرغبة في المحافظة على الحياة بكل تفاصيلها على ذات السوية من الروعة والجمال وتجعله يبذل جهداً أكبر في تحقيق ذلك.

 

 

ويقول الدكتور رود ميلاني "إن جرعة صغيرة من الدهشة تعطي دفعة قوية لزيادة الرضا عن الحياة". ويضيف: "إن الشعور بالرهبة يمكن أن يؤدي إلى رغبة في قضاء بعض الوقت في مساعدة الآخرين والمشاركة في الأفعال الخيرية عوضاً عن الأفعال المادية فحسب".

 

 

واعتمد الباحثون في الدراسة التي نشرت في "مجلة العلوم النفسية" على تحليل سلوك ثلاثة مجموعات من المتطوعين، حيث شاهدت المجموعة الأولى مقاطع فيديو مدهشة لرواد الفضاء والشلالات الطبيعية بينما طلب من المجموعة الثانية من المشاركين أن يكتبوا عن أكثر الذكريات إلهاماً في حياتهم وأما المجموعة الثالثة فقد قرأت قصصاً عن تسلق برج إيفل ومشاهدة مدينة باريس الجميلة. ويقول ميلاني: "تشير دراستنا إلى أن اللحظات المدهشة قد تكون رحلة في الذكريات الجميلة أو قصة قصيرة أو حتى إعلاناً تجارياً لا تتجاوز مدته الستين ثانية".

 

 

وتفتح هذه النتائج الباب أمام احتمالات جديدة للتعامل مع مرضى الصدمات النفسية والقلق والاكتئاب حيث قد يغدو إجبار هؤلاء على عيش اللحظات الرائعة عاملاً فعالاً في التغلب على أعراض تلك الاضطرابات النفسية، وهذا ما نستطيع تسميته "العلاج بالرهبة".