فيروس كورونا يهدد ساحات الاعتصام في العراق

اليمن العربي

رغم استمرار عمليات تعقيمها في بغداد وجنوب العراق وتوعية المتظاهرين صحيا للوقاية من فيروس كورونا، إلا أن ساحات الاعتصام فقدت الزخم الذي كانت عليه خلال الأشهر الماضية، منذ الإعلان عن تسجيل حالات الإصابة بالفيروس. 

 

ويتهم المعتصمون الحكومة العراقية ومليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران بتعمد نقل المرض إلى العراق للقضاء على المظاهرات، عبر إهمال متعمد لإجراءات الحماية من انتشار فيروس كورونا في العراق من خلال استمرار فتح الحدود مع إيران.

 

وقال الناشط المدني حميد فائز عضو تنسيقية المظاهرات في بغداد لـ"العين الإخبارية" "ما زالت منافذ حدودية خاضعة لمليشيات الحشد مفتوحة أمام الإيرانيين، الذين يدخلون إلى العراق دون إجراء أي فحص، رغم وجود قرار من خلية الأزمة بإغلاق الحدود".

 

وأضاف "المليشيات تتعمد باستمرار فتح الحدود كي تستخدم الفيروس في القضاء على المظاهرات، التي لم تتمكن إيران ونفوذها خلال الأشهر الماضية من القضاء عليها، رغم استخدامها أبشع الأساليب الإرهابية".

 

وأعلنت وزارة الصحة العراقية، الأربعاء، في بيان، أن أعداد المصابين بفيروس كورونا في العراق وصل إلى 164 إصابة، شفي منهم 43 شخصا، فيما وصلت أعداد الوفيات بسبب الفيروس إلى 12 حالة.

 

واعتبر الناشط جاسم نامق، من ساحة التحرير، أن انتشار فيروس كورونا لن يكون عائقا بين المعتصمين ومطالبهم.

 

وأضاف نامق لـ"العين الإخبارية": "نحن متمسكون بمطالبنا ولن ننهي الاعتصامات مهما كانت الظروف، قبل تحقيق المطالب الشعبية التي خرجنا من أجلها".

 

 

 

وتابع "نواصل في الوقت نفسه الالتزام بالتعليمات الصحية الخاصة بالوقاية من المرض، من تعقيم الخيم بشكل مستمر وتوعية المتظاهرين صحيا، والعمل على تخفيف عدد الموجودين داخل الخيمة الواحدة".

 

وأصدرت اللجنة المنظمة لمظاهرات "ثورة تشرين" بيانا عممت من خلاله مجموعة من التعليمات على المتظاهرين في بغداد ومدن جنوب العراق للوقاية من فيروس كورونا.

 

وشدد البيان على "اقتصار التجمع في ساحات والشوارع المحيطة بها على 5 أفراد لكل مجموعة، مع ابتعاد كل مجموعة عن الأخرى نحو 10 أمتار، وارتداء الكمامات والكفوف، وعدم لمس الأسطح والتوقف عن المصافحة والملامسة المباشرة".

 

وأكدت اللجنة ضرورة ألا يزيد عدد المتبقين في الخيمة الواحدة عن 5 أشخاص، وتنظيف أرضية الخيم ورش المعقمات داخل وخارج الخيمة، والابتعاد عن الاحتكاك بأي جسم غريب يرد إلى الساحة قبل اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة.

 

واختتمت اللجنة بيانها بالتأكيد على أن "الثورة التي قامت لإنهاء نظام المحاصصة الطائفية وأقطابها من ذيول إيران مستمرة ولن تتوقف".

 

وتعاني ساحات الاعتصام من شح في المواد الطبية، خصوصا المتعلقة بالتعقيم، بعد الإعلان عن انتشار الفيروس في العراق منذ نهاية فبراير/شباط الماضي.

 

وأوضحت المسعفة وداد مهدي  وفقا لـ"العين الإخبارية" أن "اللجان الطبية مستمرة في تعقيم الخيم في ساحة التحرير وسط بغداد".

 

وأشارت إلى وجود شح في المواد الطبية، خصوصا مواد التعقيم ومرشاتها، فضلا عن الحاجة الماسة إلى الكمامات.

 

وشهدت ساحات الاعتصام في بغداد ومدن جنوب العراق مناشدات من قبل عدد من الناشطين الذين طالبوا بخفض أعداد المتظاهرين تجنبا لانتشار الفيروس، خاصة أن العراق يعاني من نقص حاد متواصل في المستشفيات والأطباء.

 

من جهته، أكد الناشط عمار سرحان من محافظة البصرة أن انتشار فيروس كورونا في العراق أثر سلبا على ساحات الاعتصام.

 

وتابع سرحان لـ"العين الإخبارية" "انخفضت أعداد المتظاهرين الموجودين في هذه الساحات خوفا من المرض وبسبب حظر التجوال الذي يمنع سكان المناطق البعيدة من الوصول إلى ساحات الاعتصام".

 

ولفت إلى انخفاض الدعم اللوجستي للمتظاهرين من حيث المواد الغذائية التي كان آخرون يتبرعون بها للساحات بسبب ارتفاع الأسعار.

 

ويواصل المعتصمون العراقيون احتجاجاتهم في بغداد ومدن جنوب العراق منذ أكثر من 6 أشهر.

 

ويطالبون بإنهاء العملية السياسية الحالية، من خلال حل البرلمان، واختيار شخصية وطنية مستقلة لتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد لحين إجراء انتخابات نزيهة بإشراف دولي، وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق.