واشنطن تلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لكسر تعتيم إيران على كورونا

لجأت الولايات المتحدة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لتشجيع الإيرانيين على مشاركة المعلومات الحقيقية بشأن الوباء العالمي.

 شبكة "سي إن إن" نقلت عن مسؤول لم تسمّه، قوله إن وزارة الخارجية الأمريكية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الإيرانيين على مشاركة ما يمرون به في ظل تفشي الفيروس، من خلال خط تبليغ مشفر ومسح إلكتروني.

وأكد المسؤول الأمريكي أن وسائل التواصل هذه تتجاوز النظام الإيراني وتتواصل مع الشعب هناك.

وأعلنت إيران، اليوم الأربعاء، وفاة 147 حالة جديدة بوباء كورونا المستجد، ما يشكل عددا قياسيا يوميا في أحد البلدان الأكثر تضررا بالفيروس، ويرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 1135.

غير أن المعارضة الإيرانية ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون عن أرقام أكبر من ذلك.

ووصف ما يحدث في إيران بشأن فيروس كورونا بأنه "تشيرنوبل إيران"، وذلك في إشارة لكارثة انفجار مفاعل "تشيرنوبيل" في أوكرانيا عام 1986 وما أسفر عنه من أضرار طالت الآلاف.

ووفق ما ذكرته "سي إن إن" الأمريكية، فإن واشنطن بدأت تشجع الإيرانيين على استخدام تطبيق التراسل المشفر العام الماضي، عندما بدأ تدفق المتظاهرين في الشوارع، ورغبة المسؤولين الأمريكيين في معرفة المزيد بشأن حملات القمع الدموية التي يشنها النظام.

وأفاد مسؤولون بالإدارة الأمريكية لشبكة "سي إن إن" بأنه أعيد تنشيط خط البلاغات الآن مع الضرر الكبير الذي ألحقه "كوفيد-19" في إيران.

وذكر المسؤولون أن الهدف هذه المرة، هو جمع المعلومات من الإيرانيين، وإيجاد سبل لمشاركة تلك المعلومات بعد الوقوف على دقتها في إطار الجهود لتعزيز العلاقة مع الشعب الإيراني.

وبين مسؤول بالخارجية الأمريكية للشبكة أن "الرسالة التي نريد أن نبعثها هي أننا نريد قصصكم والفيديوهات الخاصة بكم. نود رؤية ما يحدث وسنتشاركه معكم. لأن النظام الإيراني لا يسمح لكم بأن تروا بأنفسكم".

وبحسب المصدر نفسه، فإن الخط الموجود عبر تطبيق التراسل الفوري المشفر "تليجرام"، كان في البداية خط برنامج "المكافآت من أجل العدالة" – وهي القناة التي يرسل عليها الناس بلاغات بشأن الإرهابيين المشتبه فيهم مقابل مكافآت بقيمة ملايين.

وقد استقبل الخط أكثر من 130 ألف رد من الإيرانيين منذ العام الماضي، بينها 1300 مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، بحسب مسؤول الخارجية.

"أمريكا ليست عدوكم"

وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية إنهم حاولوا من خلال الرسائل والأفعال أن يوضحوا للناس أنفسهم أن الولايات المتحدة ليست عدوهم.

وأضاف أن العقوبات على النظام تستهدف النظام وليس الشعب، "لهذا نقدم استثناءات إنسانية".

مسح استقصائي

وإلى جانب الخط المشفر، أطلقت الخارجية الأمريكية مسحا قائما على البيانات للوقوف على أعداد الإيرانيين المصابين بالفعل بالفيروس.

وبدأت تلك الجهود الأسبوع الماضي، عندما غرد حساب الوزارة الفارسي "@USAdarFarsi" على "تويتر" بأحد المسوح.

وطلبت التغريدة المكتوبة باللغة الفارسية، الجمعة، من المواطنين الإيرانيين الإجابة عن الأسئلة الموجودة بالمسح، ومشاركته مع معارفهم