باحث: خامنئي أدخل مؤسسات إيران في صراع داخلي لمواجهة كورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

أكد باحث بأن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أدخل المؤسسات الإيرانية بصراع داخلي لمواجهة كورونا المستجد.

 

 

حيث أضاء الباحث الزائر في معهد دول الخليج العربية في واشنطن علي ألفونه، على خطة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بإدخال المؤسسات الإيرانية في صراع داخلي لمواجهة فيروس كورونا.

 

وكتب في صحيفة "ذي اراب ويلكي" اللندنية أن خامنئي تكهن بأن الفيروس "هجوم بيولوجي" فأصدر مرسوماً لتأسيس "مقرات للصحة والعلاج" تحت رقابة رئيس هيئة أركان القوات الإيرانية المسلحة محمد باقري.

 

وجاء القرار بعد أيام قليلة من تعيين خامنئي، للرئيس الإيراني حسن روحاني لقيادة المعركة ضد تفشي فيروس كورونا. لكن روحاني قال إن وزير الصحة، لا الرئيس، هو الذي يتولى قيادة جهود الحكومة في هذا المجال. وأشاد العدد الأخير من مجلة خط حزب الله الأسبوعية، المجلة المتحدثة باسم المرشد الأعلى، بالقيادة الاستراتيجية "المنقطعة النظير" لخامنئي في مواجهة جميع الأزمات بما فيها جائحة فيروس كورونا.

 

تضارب المسؤوليات

ويتساءل ألفونه، من يتولى مسؤولية مواجهة تفشي الفيروس؟ رئيس هيئة الأركان، أم الرئيس، أم وزير الصحة، أم المرشد الأعلى؟ ويجيب الباحث، قائلاً إن التقارير الرسمية تشير إلى أن الفيروس حصد حتى 13 مارس (أذار) الجاري، 439 إيرانياً وأصاب 10 آلاف، فيما شفي منه 3376 شخصاً.

 

ولكنه أضاف أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بكثير، إذ لا شك في أن إيران أصيبت بشكل أقوى من معظم الدول الأخرى. ولهذا السبب، من المتوقع أن تختار إيران مقاربة حكومية شاملة لاحتواء، أو على الأقل، إبطاء الجائحة في الوقت الذي توسع فيه الإمكانات لمعالجة المصابين. لكن حتى الأوبئة، لا تستطيع دفع خامنئي إلى تغيير عاداته القديمة السيئة.

 

لا يهتم إلا بمصلحته

يشرح ألفونه أن خامنئي ينشئ مؤسستين متوازيتين في مجالات متداخلة من المسؤولية، بتسلسل هرمي غير واضح المعالم، وهذا ما يحصل أيضاً في أمكنة أخرى داخل البيروقراطية الحكومية في إيران. فوجود مؤسسات متوازية يمنع تركيز صناعة القرار، وبالتالي السلطة، في مؤسسة واحدة.

 

ويحتم التنافس المستمر بين الوكالتين اعتمادهما على خامنئي حكماً نهائياً لحل الخلافات. ويتسبب هذا التوازي المؤسسي في هدر الموارد الضئيلة، وخفض فاعلية الحكومة عند الاستجابة للأزمات بشكل كبير. لكن ذلك هو أقل أهمية عند المرشد من احتفاظه بالسلطة المركزية.

 

روحاني عرف مكائده.. فغسل يديه

اعتاد روحاني على مكائد خامنئي السياسية المعروفة جداً، ولذلك ليس مستغرباً أن يُصر الرئيس الإيراني على أن يكون وزير الصحة السيئ الحظ سعيد ناماكي، مسؤولاً عن مواجهة الجائحة.

 

سيتعرض ناماكي قريباً لنيران الحرس الثوري، ومقرات الصحة والعلاج، حين تبدأ وزارة الصحة صراعها لتأمين مجموعات الاختبار، وأجهزة التنفس، والأسرة للمستشفيات. وعوض  التورط في الصراع، يغسل روحاني يديه ويترك الآخرين يتولون الصراع، ويتحملون اللوم لاحقاً، بسبب استجابة الحكومة غير المناسبة، وارتفاع حصيلة الوفيات.

 

أسلوب خامنئي يرتد على دائرته

من البديهي أن يدفع الإيرانيون ثمن هذا التوازي في المؤسسات، وثمن الاستجابة الحكومية غير الفعالة، ولكن هذه المرة، سيكون أسلوب خامنئي الإداري مؤثراً على النخب الحاكمة في البلاد، بما فيها بعض من مستشاريه أنفسهم، بعد تشخيص إصابة وزير الخارجية السابق ومستشار خامنئي للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي بالفيروس، وخضوعه للحجر الصحي. وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس منظمة إدارة الأزمات اسماعيل نجار، والذين ربما احتكا بخامنئي في الأسابيع القليلة الماضية.

 

أسوأ أعداء الشعب الإيراني.. الكذب

في هذه الأثناء، يتابع الباحث، ينشر خامنئي الأخبار المزيفة عن "هجوم بيولوجي" بالفيروس، كما ينشر الحرس الثوري، ووسائل الإعلام المقربة منهما قصصاً مفبركة عن إنتاج الفيروس في مختبر بالولايات المتحدة. ويبقى الواقع أن سوء الإدارة والمؤسسات المتوازية ذات المسؤوليات المتداخلة والأكاذيب، من أكبر أعداء إيران وأكثرها فتكاً بالإيرانيين، حسب تأكيد ألفونه.