استمرار مأساة عمّال المونديال بقطر.. آخر ضحاياها 34

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت صحيفة بريطانية، عن استمرار مأساة عمال المونديال بقطر، وآخر ضحاياها 34.

 

وأفادت صحيفة "الجارديان" عن أن 34 عاملا في منشآت كأس العالم 2022 الذي تستضيفه قطر، لقوا حتفهم خلال 6 سنوات؛ ما يؤكد استمرار أزمة المهاجرين الذين يعانون العمل القسري وتباطؤ نظام الدوحة في تنفيذ إصلاحات.

 

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير، الإثنين، إن "اللجنة العليا" المنظمة للمونديال أعلنت أن 9 مهاجرين يعملون في ملاعب كأس العالم بقطر توفوا عام 2019؛ وبذلك يرتفع عدد الوفيات في مشاريع كأس العالم إلى 34 منذ بدء البناء قبل 6 سنوات.

 

وأضافت الصحيفة أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية المشرفة على تنظيم كأس العالم صنفت 31 حالة وفاة تشمل الـ9 الذين ماتوا العام الماضي، على أنها "غير مرتبطة بالعمل".

 

 

وأشارت إلى أن هذا المصطلح تستخدمه اللجنة لوصف الوفيات التي تحدث إلى حد كبير خارج موقع المنشآت، ويُعزى معظمها إلى حالات أزمات قلبية أو توقف تنفس مفاجئ وغير مفسر.

 

وتشمل أحدث الأرقام، التي نشرتها اللجنة في تقريرها السنوي حول رفاهية العمال، 4 عمال لقوا حتفهم لما يسمى أسبابا طبيعية، و3 لقوا مصرعهم في حادث حافلة شركة، دون وفيات بسبب حوادث مكان العمل في عام 2019.

 

وزعمت اللجنة أنها تحقق في كل حالة وفاة لتحديد العوامل المساهمة والإجراءات الوقائية، وقال الأمين العام للجنة حسن الذوادي، في التقرير: "أي خسارة في الأرواح على برنامجنا أمر محزن للغاية".

 

ولا يلزم القانون القطري ومعايير رعاية العمال في اللجنة العليا الشركات بدفع تعويضات عن الوفيات التي تصنف "غير المرتبطة بالعمل".

 

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشفت "الجارديان" عن أن قطر نادرا ما تجري عمليات تشريح بعد وفاة العامل المهاجر، ما يجعل من الصعب تحديد سبب الوفاة بدقة وتحديد ما إذا كان غير مرتبط بالعمل.

 

ووجدت الصحيفة أيضا أن حرارة الصيف الشديدة في قطر من المحتمل أن تكون عاملا مهما في العديد من وفيات العمال.

 

نيرمالا باكرين أرملة عامل نيبالي توفي في قطر

 

ولا تزال أرملة أحد العمال الذين توفوا العام الماضي تنتظر ردا على رسالة بعثت بها إلى الذوادي تطلب فيها تعويضا، بعد أن توفي زوجها.

 

وأفادت نيرمالا باكرين بأن زوجها روبتشاندرا رومبا، وهو عامل من نيبال عمره 24 سنة، توفي فجأة أثناء نومه في يونيو/حزيران.

 

وفي الرسالة، التي أرسلتها قبل أكثر من شهر، أوضحت باكرين أن الشركة التي عينت رومبا عرضت عليه 7 آلاف ريال قطري (1500 جنيه إسترليني).

 

 

وكتبت: "في غياب زوجي الذي كان يعتني باحتياجاتنا، تمر عائلتنا بأزمة خطيرة.. أعتقد أن حياة زوجي تساوي أكثر من 7 آلاف ريال".

 

ويعمل أقل من 2% من العمال المهاجرين في قطر البالغ عددهم 2 مليون عامل في مشاريع منشآت كأس العالم، ويتقاضون أقل من 35 جنيها إسترلينيا في الأسبوع، وفقا للصحيفة.

 

لكن يبدو أن الجهود المبذولة لتحسين أوضاع القوى العاملة بأكملها قد توقفت، حيث لم تنفذ مجموعة كبيرة من الإصلاحات الرئيسية التي أعلنها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

قطر تشغل 2 مليون عامل مهاجر

 

وكان من المتوقع أن تؤدي الإصلاحات التي كشفت عنها السلطات القطرية ومنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى إنهاء نظام عمل لا يستطيع العمال بموجبه تغيير وظائفهم دون إذن صاحب العمل، وهي ممارسة وصفها بعض الناشطين بأنها شكل حديث من أشكال الرق.

 

وفي غضون ذلك، تدعو جماعات حقوق الإنسان قطر إلى تطبيق هذه الإصلاحات على الفور.

 

وفي هذا السياق قالت، هبة زيادين وهي باحثة مساعدة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية إن "العمال المهاجرين يثقلون بالعمل ويقيمون في ظروف كئيبة دون أجر أو نظير أجور زهيدة لشهور متواصلة".

 

وأضافت زيادين: "كل يوم يقضونه محاصرين، هو يوم يقضونه في خوف وقلق وعدم استقرار".

 

وتعرضت قطر لضغوط دولية مكثفة لإصلاح نظام العمل لديها منذ أن كشفت صحيفة الجارديان لأول مرة عن إساءة استخدام واسعة النطاق لقوتها العاملة المهاجرة الهائلة، التي تأتي من بعض أفقر البلدان في المنطقة.

 

لكن نشطاء حقوق العمال ينتقدون عدم إحراز تقدم قبل أقل من 3 سنوات من انطلاق كأس العالم.