4 عوامل ترجِّح قرب زوال تنظيم القاعدة في اليمن

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعيش فرع تنظيم القاعدة اليمني أسوأ مراحله على الإطلاق منذ تأسيسه في هذا البلد قبل أكثر من 12 عاما.

وقبل أيام، أعلن التنظيم عن تنصيب زعيم جديد له، بعد مقتل زعيمه السابق، قاسم الريمي، بقصف جوي أمريكي بين محافظتي البيضاء ومأرب.

ويعد الريمي، آخر قيادات الصف الأول الذين لقوا حتفهم بغارات جوية أمريكية خلال السنوات الأخيرة، وهي خسائر بقد ما تعكس العجز الأمني عن حماية دائرة القادة من الاستهداف، تشير أيضا إلى اتساع الفجوة التي خلفها مقتل هؤلاء.

 

فجوة كبيرة:

في السياق، يرى خبير في شئون التنظيمات المسلحة، أن قاعدة اليمن فقدت كل عوامل التخطيط، والاستقطاب، وإعادة ترتيب الأوراق، بعد مقتل قادة الصف الأول.

ويضيف، أن مقتل قادة الصف الأول، بعمليات الاستهداف الأمريكية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، أثر بشكل كبير على نشاط التنظيم العملياتي، وعلى استقطاب مقاتلين جدد، وعلى تصدير عمليات إلى خارج حدود المركز.

 

خلاف داخلي:

ويتابع الخبير في شؤون التنظيمات المسلحة، لـ"اليمن العربي"، أن أهم ما يواجه التنظيم الآن هو الخلاف الداخلي.

ويشير إلى أن خطورة الخلاف تكمن في كونه مبنيا على طغيان حالة من الشك وعدم الثقة بين عناصر التنظيم، أعضاء وقيادات.

ويقول الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لأسباب أمنية، إن اكتشاف مخبرين زرعتهم المخابرات داخل صفوف التنظيم، ومن بينهم قيادات، ولَّد هذه الحالة من عدم الثقة.

ويوضح أن ما جرى للقيادي أبو منصور الحضرمي، قائد جبهة قيفة في محافظة البيضاء، يأتي في هذا السياق.

 

حرب داعش:

ويلفت الخبير، إلى أن ثاني أكبر أزمة يعيشها التنظيم هي حربه مع تنظيم داعش في محافظة البيضاء، وسط اليمن، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل وإصابة المئات من مسلحي التنظيمين.

ويضيف، أن البيضاء مثَّلت خطا خلفيا للتنظيم بعد الضربات الموجعة التي تلاقها في معاقله بأبين وشبوة وحضرموت، على يد قوات الحزام الأمني والنخبة، إلا أن هذه المحافظة التي وضع فيها كل ثقله البشري، لم تعد آمنة بالنسبة إليه.

وبحسب الخبير في شؤون التنظيمات المسلحة، فإن التنظيم الذي انزعج بشدة من وجود منافس له في اليمن، بعد ظهور تنظيم داعش، بات عليه أن يواجه اليوم المنافس العدو، على حد تعبيره.

 

ضعف القيادة الحالية:

ويرى الخبير أن ضعف القيادي من أهم مشاكلات التنظيم الحالية، فزعيمه الجديد، خالد باطرفي، كان اختيار "الضرورة"، وذلك لعدم وجود خيارات أخرى، في ظل شح القيادات التي يعيشها.

ويختم حديثه بالقول: لا يمكن للتنظيم أن يستمر في ظل هذا الوضع، وفي ظل قيادته الحالية، كما لا يمكن له أن يعود إلى سابق عهده، على مستوى العمليات والسيطرة على الأرض، وتصدير عمليات إلى خارج حدود مركزه.