سعياً لوقف كورونا.. إغلاق تام في إيطاليا ونشر الحرس الوطني قرب نيويورك

عرب وعالم

اليمن العربي

يلزم الإيطاليون منازلهم اليوم الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي من الإغلاق التام في البلد سعياً لوقف انتشار فيروس كورونا المستجدّ، الذي أودى بأكثر من 600 شخص حتى الآن، فيما انتشر الحرس الوطني الأمريكي في مدينة بضاحية نيويورك. وتخطى عدد الوفيات جراء وباء (كوفيد-19) 1100 خارج الصين القارية التي أحصت وحدها 3100 وفاة، بحسب حصيلة استناداً إلى الأرقام الرسمية. والإيطاليون ملزمون بتجنب التنقل باستثناء للتوجه إلى العمل أو التبضع أو لأسباب طبية، كما أن ساحة وكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان ستبقيان مغلقتين حتى 3 أبريل(نيسان) المقبل. و"ألزم منزلي"، تلك هي النصيحة البسيطة التي أعطاها رئيس الحكومة جوزيبي كونتي الذي أصدر مرسوماً عمم بموجبه إجراء الإغلاق الذي كان مفروضاً بالأساس على ربع سكان إيطاليا في المناطق الشمالية، ليشمل كامل البلاد.

وباتت إيطاليا أول بلد يعمم تدابير صارمة بهذا الشكل، سعياً لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد الذي تسبب حتى الآن بأكثر من 600 وفاة من أصل ما يزيد عن 10100 إصابة سجلت حتى الآن. وتهافت الإيطاليون منذ مساء أول أمس الإثنين في روما ونابولي على السوبرماركات لشراء منتجات أساسية مثل المعجنات وورق المراحيض. وتزداد إيطاليا عزلة إذ تطلب النمسا من المسافرين القادمين من هذا البلد تقديم إفادة طبية، فيما أغلقت سلوفينيا حدودها معه، كما أوقفت إسبانيا وكذلك شركات بريتيش إيرويز وإير فرانس وراين إير وإير كندا الرحلات إلى المدن الإيطالية. وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إنه "سيتم نشر عدد غير محدد بعد من عناصر الحرس الوطني في منطقة حجر صحي تمتد على دائرة شعاعها 1.6 كيلومتر داخل المدينة البالغ عدد سكانها 80 ألف نسمة"، موضحاً أنهم سيكلفون تموين السكان وتنظيف المدارس.

وفي الولايات المتحدة حيث ارتفع عدد الإصابات إلى ما يزيد عن 900 حالة، تقرر فرض العزل على مدينة نيو روشيل بضاحية نيويورك، وأكد ترامب أنه بصحة "جيدة جداً"، مبدياً في الوقت نفسه استعداده للخضوع لفحص لكشف الإصابة بكورونا المستجدّ. وألغى المرشحان في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية جو بايدن وبيرني ساندرز مهرجاناتهما الانتخابية أمس الثلاثاء بسبب الوباء، وفي المقابل باشرت الصين تليين تدابيرها وأكد الرئيس شي جين بينغ أن الوباء بات تحت السيطرة عملياً. وزار لأول مرة أمس ووهان عاصمة محافظة هوباي، بؤرة وباء (كوفيد-19)، حيث أعلنت السلطات الرفع الجزئي للحجر الصحي المفروض على السكان، ولم تسجل سوى 24 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة في الصين، في تباطؤ كبير لانتشار الوباء بالمقارنة مع مئات الإصابات الجديدة التي كانت الصين تسجلها يومياً في فبراير(شباط) الماضي. وخارج الحدود الصينية، يواصل الوباء انتشاره ليصل إلى عتبة الوباء العالمي، بحسب منظمة الصحة العالمية، ويسجل تزايد كبير في عدد الضحايا في العديد من البلدان مثل إيران (أكثر من 8 آلاف إصابة وحوالي 300 وفاة)، وإسبانيا (أكثر من 1600 إصابة)، مع وفاة أولى في كل من المغرب ولبنان وبنما.

ووصلت حصيلة الوباء بالإجمال إلى أكثر من 117 ألف إصابة في أكثر من مئة بلد ومنطقة، وبينها 36 ألف إصابة خارج الصين، وفق آخر حصيلة. وينعكس الوباء على الحياة اليومية للناس، وأشارت اليونسكو إلى أن المدارس أغلقت في 15 بلداً، بما يطال 363 مليون تلميذ وتلميذة. وفي فرنسا، صرح الرئيس إيمانويل ماكرون "ما زلنا في بداية هذا الوباء في فرنسا مع تسجيل حوالي 1800 إصابة و33 وفاة"، مستبعداً اتخاذ إجراءات صارمة شبيهة بالتدابير في إيطاليا، من غير أن يستبعد تماماً هذا الاحتمال. وفي بريطانيا، أعلنت وزيرة منتدبة في وزارة الصحة تبلغ من العمر 62 عاماً إصابتها بالفيروس، وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس أنها ستستخدم كل الأدوات المتاحة لدعم الاقتصادات المتأثرة بالوباء، في ختام مؤتمر عبر دائرة الفيديو عقدته مع قادة الدول الأعضاء الـ27. وأثّر تفشي فيروس "كوفيد-19" سلباً على مختلف الأحداث الرياضية حول العالم، فدفع الى إلغاء بعضها أو إرجائه، أو إقامة أحداث أخرى خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، لاسيما مباريات كرة القدم في أوروبا.