"الخليج": حركة النهضة التونسية تمثل الواجهة الخلفية غير المعلنة لجماعة «الإخوان»

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، إن حركة النهضة التونسية باعتبارها أحد فصائل جماعات الإسلام السياسي، وتمثل الواجهة الخلفية غير المعلنة لجماعة «الإخوان»، ومرجعيتها الدينية الفقهية هي مرجعية إخوانية في الأساس، تقوم على شعار «الإسلام هو الحل»، وأن «الإسلام دين ودولة»، هذه الحركة، مثلها مثل غيرها من حركات الإسلام السياسي بدأت تعاني حالة ضمور وانحسار وتصدع، وتواجه أزمة وجودية حقيقية بعد انكشاف دورها، وتحولها من حركة دعوية إلى سياسية تطمح إلى الحكم والقيادة والسلطة، ولا تجد غضاضة في ممارسة الانتهازية لتحقيق أهدافها، بما يتعارض مع ادعاءاتها بالنزاهة والزهد ونظافة اليد، والزعم بأنها تؤدي رسالة ربانية، في محاولة لتوظيف الدين في عملها السياسي.

 

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأربعاء تابعها "اليمن العربي" إن استقالة نائب رئيس الحركة عبد الحميد الجلاصي، المرفقة بكتاب تفصيلي يحدد فيه أسباب استقالته، تمثل محاكمة علنية لسلوك الحركة ودورها، وتفتح الباب أمام أسئلة كثيرة حول مستقبلها، كما تفضح كل أكاذيبها بشأن الديمقراطية وتغيير توجهها الإخواني.

 

وتابعت "الجلاصي، وهو القائد التاريخي في الحركة ينفي عنها «ربانيتها» و«رساليتها» ومشروعية تمثيلها للإسلام كتجربة سياسية تحمل الحل دون سواها، كما أنه كشف تاريخ الحركة المملوء بالمناورات، وأعطى مبرراً لمخاوف الشعب التونسي من أنها لم تتخل عن ثقافة «الحاكمية» التي تعني أحقيتها في الحكم وفقاً لأحكام الشريعة، وهو ما استغلته الحركة في انتخابات 2011 بسبب إرث المظلومية في عهد ابن علي، وحماس بعض التونسيين لمعرفة حدود شعار «الإسلام هو الحل»، وكيفية استثمار «النزاهة» في عملها السياسي. لكن بعد أن انكشف زيف هذه الشعارات، فقدت الحركة أكثر من ثلثي مؤيديها في انتخابات 2014 و2019".

 

وذكر إن خروج الجلاصي من حركة النهضة بهذا الشكل، يمثل خلاصة فعلية لاستنزاف الرصيد القيمي والأخلاقي لها، ويخلخل الأسس التي قامت عليها وروجت لها طوال السنين الماضية كونها تمثل حركة إسلامية معتدلة ومتنورة، أو أنها طلقت أفكارها الإخوانية التي أدت إلى تفريخ المنظمات الإرهابية التي نرى أفعالها وممارساتها بأبشع صورها، أو أنها قطعت مع ماضي الإسلام السياسي الذي شكل طوال السنوات الماضية أداة من أدوات الاستعمار استخدمها ضد الأنظمة التقدمية العربية، ولم يجد حرجاً حتى في استخدامها لضرب الاتحاد السوفييتي في أفغانستان تحت دعوى «محاربة الإلحاد».

 

واختتمت "إن تاريخ الاستقالات في حركة النهضة حافل بخروج شخصيات وازنة منها، حيث استقال أمينها العام حمادي الجبالي عام 2014، وقبله رياض الشعيبي 2013، ثم الأمين العام زياد العياري وزبير الشهودي رئيس مكتب رئيس الحركة، ما يعني أنها تواجه زلزالاًَ حقيقياً لن تكون ارتداداته أقل ضرراً على مستقبلها، جراء صراعات علنية وخفية تضرب أركان الحركة التي لم تتمكن حتى الآن من عقد مؤتمرها العام