"الخليج": بات لبنان في وضع لا يحسد عليه

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "بات لبنان في وضع لا يحسد عليه أبداً".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الاثنين تابعها "اليمن العربي" - "لقد أعلن رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب عدم قدرة لبنان على سداد ديونه «لأن الدين أصبح أكبر من قدرة لبنان على تحمله، وأكبر من قدرة اللبنانيين على تسديد فوائده»، مضيفاً: إن البلاد «ستسعى لإعادة هيكلة ديونها بما يتناسب مع مصلحتها الوطنية عبر خوض مفاوضات» مع الدائنين. أي إن لبنان لن يدفع استحقاق 9 مارس (اليوم الاثنين) من سندات اليورو البالغة 1.2 مليار دولار، وهي عبارة عن سندات خزينة صادرة بالدولار، وتحوز المصارف الخاصة والبنك المركزي جزءاً منها".

 

وتابعت "القرار لم يكن مفاجئاً في بلد يرزح تحت ديون تصل قيمتها إلى 92 مليار دولار، أي ما يشكل نحو 170 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وتعد هذه النسبة من الأعلى في العالم".

 

ومضت "القرار يعني أن لبنان بات في حالة إفلاس، ويعني أن قرار الحكومة يضع لبنان أمام المجهول، إذا لم يجد تفهماً محلياً ودولياً لتقديم المساعدة اللازمة لإنقاذه، وخصوصاً من قبل الدائنين. فما لدى لبنان من احتياطيات مالية يكفيه لتمويل الحاجات الاستراتيجية اليومية للمواطنين، ولا تكفي لسداد ديون داخلية وخارجية".

 

وتقول الصحيفة "يقف لبنان في الواقع أمام مفصل تاريخي، يتجاوز كل ما مرّ به طوال السنوات الماضية منذ قيامه حتى الآن، خصوصاً في ظروف إقليمية ودولية شديدة الخطورة والحرج.

 

وبحسب الصحيفة، فإن الحقيقة أن لبنان عاش طوال السنوات الماضية أسير سياسات اقتصادية ومالية واجتماعية لا تستند إلى مقومات إنمائية في مختلف قطاعاته، بل إلى سياسات عشوائية ريعية تقوم على المنافع الشخصية والحزبية في إطار محاصصة طائفية بغيضة، تم خلالها تأسيس منظومة فساد متكاملة في مختلف قطاعات الدولة وإداراتها من القمة حتى القاعدة، وجرى نهب المال العام بشكل فاجر، حيث تم الاعتماد على القروض كوسيلة وحيدة لإدارة شؤون البلاد والعباد، ما أدى إلى تضخم الديون إلى حد وقع الفأس في الرأس، ولم يعد بالإمكان سدادها.

 

وأوضحت "لبنان أمام مفترق طرق، فإما سلوك خيار الإنقاذ والبحث عن سياسات اقتصادية ومالية أخرى غير التي أوصلته إلى ما هو عليه من انهيار متسارع، من خلال خطة إصلاحية متكاملة تقطع بالمطلق مع الماضي بحيث يتم القضاء على نظام المحاصصة الطائفية وتطبيق مشاريع إنمائية حقيقية في مجالي الصناعة والزراعة، ووضع سياسة مالية جديدة، وإما إضاعة الفرصة وإعادة تعويم نظام اقتصادي فاسد بصيغ جديدة أكثر شراسة في توليد الأزمات وتفقير الناس.

 

ولفتت إلى أن حكومة حسان دياب التي أخذت على عاتقها مهمة إنقاذية صعبة أقرب إلى المستحيلة، باتت في سباق حقيقي للخروج من حالة «اللانظام الاقتصادي والسياسي»، وفتح باب الأمل أمام اللبنانيين.

 

واختتمت "لكن السؤال: هل ستسمح لها الطبقة السياسية الطائفية التي تتحكم في مفاصل القرار وبطوائفها أيضاً أن تنجح في إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟