صحيفة: أردوغان خرج خاسرا من وقف إطلاق النار بإدلب السورية‎

عرب وعالم

اليمن العربي

وصفت صحيفة لوموند الفرنسية الاتفاق الذي وقع بين موسكو وأنقرة بشأن إدلب السورية بـ"الضعيف"، مؤكدة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خرج منه خاسرا.

 

وقالت الصحيفة، في مقال نشرته بعنوان "وقف إطلاق النار الهش في إدلب"، إن أردوغان خرج خاسرا، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع تحقيق كل ما يصب في مصلحة الحكومة السورية.

 

وأكدت أن أردوغان لم يستطع إملاء شروطه أمام بوتين، وأن المكسب الوحيد الذي حصل عليه هو وقف إطلاق النار لتقليل نزيف الخسائر التي تعرضت له قواته ومليشياته.

 

وفندت لوموند نقاط الاتفاق، ووصفته بأنه نكسة لأردوغان ومسلحيه، وأنه قد لا يلتزم به بعد خروجه بلا مكسب يذكر.

 

وتمثل إدلب حاليا معقلا للجماعات الإرهابية ومليشيات موالية لتركيا، وتخضع لاتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في حوار أستانة 2018.

 

وتمكن الجيش السوري بمساعدة الدعم الجوي الروسي من استعادة عشرات البلدات في المحافظة خلال الأسابيع الماضية، في أكبر تقدم له منذ سنوات.

 

ونجح الجيش السوري أيضا في السيطرة على مواقع مراقبة عسكرية تركية في إدلب، وتحطيم معدات وآليات عسكرية وقتل جنود وموالين لها.

 

وتوصلت تركيا وروسيا لاتفاق لوقف إطلاق النار انتهكته أنقرة وإرهابييها عشرات المرات.

 

وأوضحت الصحيفة الفرنسية المكاسب التي حصل عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال الاتفاق.

 

من هذه المكاسب التي حصلت عليها روسيا من الاتفاق كان إخلاء ممر أمني بعرض 12 كيلومترا على طول الطريق الاستراتيجي إم 4، الذي يربط بين اللاذقية وشمال سوريا.

 

وأوضحت الصحيفة أن الإرهابيين كانوا يسيطرون على هذا الطريق الحيوي، وبمقتضى الاتفاق سيتم إخلاؤه ووضعه تحت سيطرة روسية تركية.

 

الصحيفة أوضحت أيضا أن روسيا رفضت نهائيا الحديث عن مصير الطريق السريع إم 5، الذي يربط دمشق بحلب (العاصمة التحارية للبلاد) وشددت على السيطرة عليه.

 

ونقلت "لوموند" عن خبير شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الروسي للشؤون الدولية ماكسيم سوتشكوف، قوله "إن هذا الطريق ضروري بالنسبة للحكومة السورية لتعزيز عملية استعادة سيطرتها للبلاد"، مضيفا أن عدم التطرق لتلك النقطة في الاتفاق دليل على أن الكرملين يعتزم السيطرة بحزم على هذا الطريق.

 

ونشرت الشرطة العسكرية الروسية في أوائل مارس/آذار قوات ضخمة في مدينة سراقب الاستراتيجية، التي تقع على مفترق الطرق السريعة "إم4" و"إم5"، لمواجهة أي محاولة تركية في السيطرة عليهما.

 

وترى "لوموند" أن هذا الاتقاق يشكل انتكاسة لأردوغان، الذي يرى أن مطالبه الرئيسية قد تم تجاهلها، موضحة أنه "لا يوجد شيء يقال عن مصير مراكز المراقبة التركية المحاطة بالحكومة السوري.

 

وأوضحت أن الحكومة السورية لم تخسر شيئا من هذا الاتفاق، وأنها احتفظت بحيازة الأراضي التي تم استعادتها حديثا بعد رفض طلب أنقرة تراجع الجيش السوري.

 

واعتبرت "لوموند" في تقرير آخر أن معركة إدلب مهمة للغاية بالنسبة لمستقبل سوريا والمنطقة، موضحة أنه على الرغم من أنه تم التفاوض على وقف إطلاق النار في 5 مارس/آذار الماضي، لمحاولة الحفاظ على المدنيين، إلا أن الوضع لا يزال متوتراً للغاية.