إيران تسعى لتمرير مرشحها في العراق عن طريق الاغتيالات الوهمية

عرب وعالم

اليمن العربي

"شائعات اعتقال قياديين وقوائم اغتيال وهمية".. آخر أوراق النظام الإيراني المحروقة لتشتيت الشعب العراقي وتمرير مرشحه لإحكام قبضته على مقاليد السلطة بالبلاد.

 

حيلة طهران للالتفاف على مطالب المتظاهرين وترشيح شخصيات تابعة للنفوذ الإيراني لتشكيل الحكومة المقبلة، لم تنطل هذه المرة على العراقيين، الذين أعلنوا تنظيم مظاهرات مليونية تتصدى لهذه المخططات.

 

وكشف مسؤول عراقي مقرب من رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي أن قادة الأحزاب ومليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران يواصلون منذ ٣ مارس/آذار الجاري اجتماعاتهم لترشيح شخصية جديدة لرئاسة الحكومة العراقي بحضور ممثل مليشيا حزب الله اللبنانية وفيلق القدس الإيراني.

 

وشهد العراق خلال اليومين الماضيين مناوشات على "تويتر" بين رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي و"أبو علي العسكري" القيادي في مليشيا كتائب حزب الله العراقي .. وفق “العين“.

 

واتهم العسكري خلال الكاظمي بالمشاركة في التخطيط لقتل قاسم سليماني قائد مليشيا فيلق القدس وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة مليشيا الحشد الشعبي مؤسس مليشيا حزب الله العراق اللذان قتلا في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي في يناير/ كانون الثاني ٢٠٢٠.

 

واعتبر في تغريدة على "تويتر" أن "ترشيح الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء بمثابة إعلان حرب على العراقيين وسيؤدي إلى حرق ما تبقى من أمن العراق".

 

ورد جهاز المخابرات العراقي، في بيان، على تغريدة أبو علي العسكري قائلا: "اطّلع جهاز المخابرات الوطني العراقي على بعض التصـريحاتِ التي يتمّ تداولها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتمثل هذه التصـريحات تهديداً صريحاً للسلم الأهلي، وتسـيء إلى رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي".

 

وأشار البيان إلى مهمات الجهاز ليست خاضعة للأهواء السياسية ولا تتأثر بالاتهامات الباطلة التي يسوّقها بعض من تسول له نفسه إيذاء العراق، مشددا على حق الجهاز بملاحقة من يروج الاتهامات التي تضر بالعراق وسمعة جهاز المخابرات قانونيا.

 

وتزامنت هذه المناوشات مع بروز اسم الكاظمي كمرشح تسوية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعد فشل محمد توفيق علاوي بتمرير تشكيلته الوزارية، الأحد الماضي، إثر رفضها من قبل ساحات الاعتصام والكتل النيابية الكردية والسنية وعدد من النواب الشيعة.

 

ورغم أن أبو علي العسكري يعرف بالمتحدث باسم حزب الله العراق إلا أنه لم يظهر حتى الآن بشكل رسمي وعلني والتزم بنشر التغريدات على تويتر فقط.

 

واعتبر مراقبون ومختصون بالشأن العراقي أنه "شخصية وهمية" افتعلتها مليشيات الحشد الشعبي وكتائب حزب الله لتكون جزءا من الحرب الإعلامية الإيرانية وماكينة ترويج للمليشيات ونشاطاتها على التواصل الاجتماعي.

 

وقال مسؤول عراقي بارز مقرب من رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي لـ"العين الإخبارية": إن "قادة الحشد الشعبي والأحزاب المنضوية في تحالف الفتح وائتلاف سائرون يواصلون اجتماعات مكثفة لترشيح شخصية جديدة لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة".

 

وأضاف أن "الاجتماعات تعقد في منزل زعيم تحالف الفتح هادي العامري ببغداد بحضور محمد كوثراني مسؤول الملف العراقي في حزب الله اللبناني والحرس الثوري وعدد من ضباط فيلق القدس والسفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي".

 

وأكد المسؤول المطلع على هذه الاجتماعات "طرح عدد من الأسماء منها مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي وأسعد العيداني محافظ البصرة، ونعيم سهيل رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ومحمد شياع السوداني القيادي في حزب الدعوة".

 

وأشار إلى أن "الكاظمي يعد هو الأوفر حظا لأنه يحظى بقبول الكتل الشيعية والحشد ودعم من الإيرانيين ومن حزب الله، ورئيس الجمهورية برهم صالح الذي أعرب خلال المدة الماضية عن استعداده لتكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة".

 

ترويج الشائعات لتمرير الكاظمي

في غضون ذلك روجت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق لقائمة بأسماء مجموعة من الأشخاص بينهم تجار وصحفيون وأكاديميون قالت إن مليشيات حزب الله العراق أصدرت أوامر باغتيالهم.

 

ونشرت هذه الصفحات في الوقت نفسه أخبارا عن تنفيذ قوات مشتركة أمريكية عراقية عملية نوعية ضد مليشيا حزب الله في بغداد ليل الثلاثاء أسفرت عن اعتقال عدد من قادة هذه المليشيا وفي مقدمتهم أبو علي العسكري.

 

لكن مسؤولا أمنيا عراقيا نفى لـ"العين الإخبارية" تنفيذ أي عملية عسكرية من قبل القوات الأمريكية ضد حزب الله.

 

بدوره، وصف السياسي العراقي انتفاض قنبر رئيس حزب المستقبل الخبرين اللذين روجوا لهما على التواصل الاجتماعي بالكاذبين.

 

وتابع في بيان عبر حسابه على "تويتر " إن "خبر اعتقال جهاز المخابرات العراقي الشخصية المصطنعة أبوعلي العسكري في كتائب حزب الله خبر كاذب، وكذلك قائمة الاغتيالات بأسماء مستهدفة من حزب الله وإيران كاذبة".

 

وأشار إلى أن "الهدف من نشر هذين الخبرين هو خلط الأوراق بغرض تمرير اسم مصطفى الكاظمي كمشرح لتشكيل الحكومة".

 

وتزامنا مع محاولات إيران ومليشياتها للالتفاف على مطالب المتظاهرين وترشيح شخصيات تابعة للنفوذ الإيراني لتشكيل الحكومة المقبلة، أعلنت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين في العراق أنها ستبدأ استعداداتها لتنظيم مليونية "حل البرلمان".

 

وقالت اللجنة، في بيان، إن "الرئيس برهم صالح فشل بتنفيذ واجباته القانونية بحل البرلمان واختيار شخصية وطنية مستقلة بالتشاور مع ساحات الاعتصام لغرض تشكيل حكومة انتقالية، وخضع للأحزاب السياسية والمليشيات".

 

وأضافت أن "اللجنة ستعلن في القريب العاجل عن تنظيم مظاهرات مليونية بعد تنسيق الجهود مع كل ساحات الاعتصام في بغداد ومدن جنوب العراق للمطالبة بحل البرلمان واتخاذ الخطوات التصعيدية لإنهاء هذه المؤسسة".