من هو الإرهابي هشام عشماوي الذي أعدمته السلطات المصرية اليوم ؟

عرب وعالم

اليمن العربي

أعلنت السلطات المصرية اليوم الأربعاء عن تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابي هشام عشماوي الذي يعد من أخطر العناصر الإرهابية .

 

وجاء تنفيذ حكم الإعدام عقب إدانته بتهم قتل جنود وضباط والتخطيط لهجمات تستهدف كمائن لقوات الجيش والشرطة.

 

وهشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، مولود في 1978 (41 عامًا)، حيث انضم إلى الجيش المصري عام 1996 حتى أصبح ضابطًا في قوات الصاعقة.

 

ومع بداية العقد الثاني، بدا واضحاً تأثره بالأفكار المتطرفة، ليحتضنه تنظيم القاعدة ثم انضم إلى تنظيم أنصار بيت المقدس عام 2012، قبل الانشقاق عنه عام 2015 معلناً ولاءه لتنظيم داعش الإرهابي، لكنه بعد مدة قصيرة شكل بنفسه تنظيماً خاصاً به أطلق عليه (المرابطون) واتخذ من الأراضي الليبية مقراً له.

 

ومن هنا تم تصنيف عشماوي على أنه "الصندوق الأسود" للإرهابيين في جزء واسع من أفريقيا، بعد وقوفه خلف استهداف كثير من الليبيين والمصريين الأبرياء.

 

أما السجل الإرهابي لعشماوي داخل مصر فيكشفه حكم صادر عن المحكمة العسكرية المصرية للجنايات، والتي قضت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإعدامه بعد إدانته في القضية رقم 1 لسنة 2014 جنايات عسكرية المعروفة إعلاميا بقضية حادث كمين الفرافرة، والذي أسفر عن مقتل 28 ضابطا ومجندا، واستهداف كمين شرطة مدنية بمنطقة أبوصوير.

 

وبحسب التحقيقات المصرية فقد شارك عشماوي في استهداف وزير الداخلية المصري الأسبق اللواء محمد إبراهيم في 5 سبتمبر/أيلول 2013 برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله.

 

واشترك عشماوي في التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013، وضلوعه في تهريب أحد عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس المُكنى أبو أسماء من داخل أحد المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية، شمال شرق القاهرة.

 

ولعل هذا التحول في حياة ضابط الصاعقة السابق، تحدث عنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتأكيده على أن هناك فارقا كبيرا بين الإرهابي هشام عشماوي وأحمد المنسي – أحد شهداء الجيش المصري.

 

حينها قال السيسي: "ده إنسان وده إنسان، وده ظابط وده ظابط، والاثنان كانا فى وحدة واحدة، الفرق بينهما إن حد منهما اتلخبط وممكن يكون خان، والتاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر بنصقفلوا، والتاني عاوزينه علشان نحاسبه وهانحاسبه".

 

وبحسب تقرير لموقع العين الإخبارية، فقد سقط عشماوي في قبضة رجال الجيش الليبي بمدينة درنة (شرق) 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قبل تسليمه للمخابرات العامة المصرية في مايو/أيار 2019.

 

أما مشهد القبض عليه من قبل الجيش الليبي فقد ظهر فيه أجبن مما كان يعتقد، حيث كان مزوداً بحزام ناسف وأسلحة نارية، لتظهر حقيقته أنه رغم حبه للدماء والغدر كان يتوسل حياته في المشهد نفسه.

 

وبحسب خبراء ليبيين فإن وصف "الصندوق الأسود" يعود إلى معلومات يمتلكها عشماوي ورفقاؤه من قيادات الصف الأول عن حركة الدعم المالي ونقل الإرهابيين عبر الحدود وأماكن التدريب ووسائل التجنيد ونقل الأسلحة وتهريب الإرهابيين من وإلى ليبيا.

 

وتفضح أسرار هذا الصندوق الأسود الدعم المالي القطري والتركي للإرهاب في ليبيا، وهو ما انعكس بالفعل على الموقف الدولي تجاه الجيش الليبي في معركة طرابلس في وقت لاحق، وفق الخبراء.

 

لسنوات ظل عشماوي مستخدماً من دول إقليمية خصوصاً قطر ودول أخرى كانت تسعى لإشعال المنطقة بالحروب والفوضى لتحقيق مصالح ضيقة على جثث الأبرياء ودمائهم عبر استخدامه وآخرين، ممن تتوفر فيهم شروط الطاعة العمياء والتنفيذ دون تردد أو سؤال عن الهدف من قتل الأبرياء.

 

عشماوي كان جزءاً من مشروع الفوضى والإرهاب الذي سعى إلى تهديد استقرار ليبيا ومصر، منذ سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي على مقاليد السلطة في طرابلس عام 2011 ضمن ما يُسمى بمشروع "الربيع العربي" الذي كانت قطر رأس الحربة فيه، وفق ما أكده الباحث الليبي الدكتور جبريل العبيدي.

 

وبعد حسم القضاء في مصر قضية عشماوي، نفذت السلطات المصرية حكم الإعدام فيه، ليموت وهو ملاحق بدماء الليبيين في درنة وبنغازي ودماء المصريين في مذبحة كمين الفرافرة، ومذبحة العريش الثالثة وغيرهما من عمليات الإجرام والإرهاب العابرة للحدود التي كان يخطط ويجهز لها.