البن اليمني .. الأب الروحي لجميع أنواع البن في العالم

أخبار محلية

اليمن العربي

يعتبر البن اليمني، الأب لجميع أنواع المنتشرة في العالم، والماركات العالمية، والتي أحدها مأخوذ من ميناء تصدير البن في اليمن "موكا" أو ما بات يعرف اليوم بميناء المخاء .

 

ويتميز البُن اليمني يتميز بأنه طبيعي وذو مذاق مميز، لذلك أطلق نشطاء على موقع التواصل الإجتماعي، حملة إلكترونية بوسم "يوم العودة لزراعة البن" بهدف إقناع المزارعين بالعودة إلى زراعة البن بدلاً عن شجر القات التي كانت بديلاً للبن بسبب الضرائب الكبيرة المفروضة عليها .

 

واستعرض المغرد، faozi algoidy على حسابه في تويتر تاريخ إنتشار البن اليمني عالمياً .. مشيراً إلى أن البن اليمني أحدث جدل ديني في الكنيسة حيث طلب مستشارو البابا كليمونت الثامن أن يحظر القهوة كونها مشروب المسلمين وحكامهم العثمانيين حتى أن البعض أسماها مشروب الشيطان، فتذوقها البابا فأحبها ومنحها مباركته وأنهى الجدل .

 

وقال "حملت أول سفينة بريطانية البن من اليمن عام 1609م ومازال أول إعلان محفوظ في متحف لندن، كتب عام 1652م "القهوة تنشط الفكر وتنير الذهن،إنها دواء لتقرح العيون،ولداء الاستسقاء، وداء المفاصل والإسقربوط،وللوقاية من الأمراض،وهي لا تسبب إسهال أو أي إمساك".

 

وأضاف أن مدينة بوسطن أول مدينة في أمريكا إفتتح فيها مقهى عام 1670م تليها مدينة نيويورك عام 1737م.

 

وبحسب المغرد، يؤكد المؤرخون بأن المقهى الشهير في نيويورك ويدعى مقهى التجار مكان ولادة إتحاد الولايات المتحدة الأمريكة، حيث كان الآباء المؤسسون يجتمعون في ذلك المقهى ويحتسون قهوة موكا صادرة من ميناء المخاء وهم يناقشون قيام اتحاد الولايات .. مشيراً إلى أنه سيطر البن اليماني على التجارة العالمية بشكل مطلق لمدة قرنين من الزمان وذلك من القرن السادس عشر الى الثامن عشر.

 

ولفت إلى عائداته المالية كانت كبيرة ويدل ذلك على قدرة الإمام المهدي ذات المواهب على بناء عاصمتين في عهده، واشتهر اسم ميناء المخاء في العالم بإسم موكا وأصبحت قهوة موكا كماركة عالمية للقهوة ويزدحم الميناء بالسفن التجارية من دول العالم المختلفة.

 

وأكد أن اليمانيون إحتكروا زراعة البن وتصديره حيث كانوا يحمصون حبوب البن قبل تصديره فتصبح غير صالحة للزراعة وكان هذا قرار رسمي.

 

وأضاف "تعددت روايات تهريب الحبوب، والشائع أن الهولنديين تمكنوا في نقل شجرة البن إلى جزر جاف وسيلان واستطاع الفرنسيون كذلك زرعها في مستعمراتهم  ثم إنتقل إلى البرازيل ثم انتشر في العالم" .

 

وتطرق المغرد إلى تدهور إنتاج البن اليماني تدريجياً مع فقد الاحتكار، وسيطرت البرازيل على الصدارة منذ 150 عاماً إلى الآن، بحيث تنتج ثلث إنتاج العالم من البن.

 

وبهذا الصدد دعا الخبير الإقتصادي، فاروق الكمالي، إلى العودة لزراعة البن وتحويله إلى مورد إقتصادي بديل عن النفط وذلك في إطار التنوع الإقتصادي .. لافتاً إلى أن البن أهم الزراعات التي اشتهر بها اليمن، ويمثل تاريخا ورمزا للبلاد، ويتميز بجودته العالية كأفضل أنواع البن .

 

وأكد انخفاض عائدات النفط يدفعنا الى البن والتنوع الاقتصادي .. مشيراً إلى أن اليمن يستطيع جمع عائدات تصل الى مليار دولار سنويا من مبيعات البن فقط .

 

وأضاف "لكن تحقيق ذلك يتعلق بدراسة القيمة الاقتصادية للبن، ومحاولة التغلب على معوقات زراعته مثل ندرة المياه وتخلف الأساليب الزراعية المتبعة في إنتاجه، وكذا تفتت ملكية الأراضي الزراعية التي تتلاشى مع مرور الأجيال" .

 

وأكد "يمكن تشجيع زراعة البن من خلال تقديم حوافز للمزارعين الذي يجدون أن انتاج البن مكلف ويختارون نبتة  "القات" التي تدر ربحاً وفيراً وسريعاً، وبالنسبة لهم فإن الزراعة مصدر دخل وليست عمل وطني، وسيتجهون الى البن في حال اقتنعوا بجدواه اقتصاديا" .

 

وأشار الكمالي إلى انه وبحسب وزارة الزراعة، فإن آلاف الأسر تعتمد على محصول البن لتنمية مدخولها، ويعمل في هذا المجال قرابة المليون شخص، بدءاً من زراعته وحتى تصديره، وهؤلاء هم الهدف ويمكن أن يمثلوا نواة لمشروع استعادة البن، من خلال دعمهم للتغلب على الصعوبات وتوسيع المساحة الزراعية المخصصة للبن