الإهمال يهدد خور المكلا بالعودة إلى بؤرة مجاري نتنة

أخبار محلية

اليمن العربي

خور المكلا هو معلم سياحي تم إنشاؤه في عهد الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح في مدينة المكلا عاصمة حضرموت مطلع العام 2005، بالتزامن مع ذكرى احتفالات الوحدة اليمنية التي كانت تحتفل بها اليمن في 22 مايو من كل عام.

 

وظل خور المكلا بعد تدشينه، معلما سياحيا فريدا من نوعه يقصده أبناء حضرموت من مختلف المناطق، وحتى المحافظات الأخرى لفترة طويلة لتأمله، والجلوس على ضفافه لتبادل الحديث والأراء، ومناقشة شؤون حياتهم، حتى انطلقت شرارة الحرب التي تقودها مليشيات إيران في اليمن، وغيرت معادلة الحياة في البلاد في أواخر العام 2014، كما أنها سهلت على ضعاف النفوس تبديد المال واهداره في مشروعات قد يفترض أن لا تكون الأولية لها.

 

وبعد العام 2015، أصبح معلم المكلا السياحي الشهير "الخور" ملوثا بمياه المجاري والصرف الصحي، وباتت تنبثق منه روائح كريهة؛ بسبب الإهمال الذي تعرض له من قبل الجهات المعنية التي لا تولي لمعالم المدينة أي اهتمام يلامس الواقع.

 

وتهدد هذه الظروف السئية التي تمر بها المكلا، الخور بالعودة إلى ما قبل العام 2005؛ إذ كانت تلك المنطقة سائلة تتجمع فيها مجاري المدينة وتعرف بـ"العيقة"، وهي عبارة عن بؤرة مجاري خصبة تساعد على انتشار الأمراض والأوبئة.

 

ويقول مواطنون قدماء: "كانت صناعة معلم سياحي من سائلة تثير الإشمئزاز في المكلا، خطوة جبارة في تاريخ حضرموت لم يُشهد لها مثيل حتى الآن".

 

ويضيف المواطنون: "نعلق آمالا كبيرة على السلطة المحلية في حضرموت بأن تولي اهتماما خاصا بخور المكلا، من منطلق أن الخور معلم تاريخي وسياحي ليس من السهل تشييد مشروع يشابهه في وقتنا الحاضر الذي تفاقمت فيه المشكلات بسبب الحرب".

 

ويتابع المواطنون: "ليس من الصعب تدارك ما يلزم خور المكلا من عمليات الصيانة حاليا، لكن من المؤكد أن يختلف الأمر بعد فترة مستقبلية قد تطول أو تقصر".

 

ويمتد خور المكلا لقرابة 1500 متر، ويقسم المدينة إلى جهتين؛ الجهة الغربية منطقة "الشرج" والشرقية "باجعمان".

 

وتتوزع على ضفتي الخور مقاهٍ شعبية صغيرة يقدَّم فيها الشاي بأنواعه ومختلف مسمياته، إضافة إلى المأكولات الشعبية التي تتميز بها المكلا عن بقية المدن اليمنية، ومنها "قلابة الصيد"، "صانة اللخَم" (القرش)، "الفتّة بالموز".

 

ونرفق في هذا التقرير صورا لخور المكلا في الوقت الراهن بعد أن أكل الدهر عليه وشرب، وصورا اخرى لما قبل تشييده وبعد تشييده مباشرة، ليتسنى للمتابع معرفة ما تمر به المشاريع التنموية في حضرموت، بسبب اهمال وتقاعس الجهات المختصة عن الاهتمام بالمشاريع المكلفة التي اصبحت معالما تاريخية في المحافظة الثرية، التي تعد الرقم الأول في اليمن من حيث تنوع الموارد والثروات.