كاتب عربي يؤكد سقوط آخر وريقات التوت عن عورة أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الكاتب العربي، بسام بلان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسماحه للاجئين السوريين بالتدفق إلى الشواطئ والحدود البرية مع أوروبا طلباً للجوء، يكون قد أسقط آخر وريقات التوت التي ستر بها عورته طوال سنين، ويكون قد هدّم بيديه آخر "قلاع الإنسانية والإخوة الإسلامية والمهاجرين والأنصار"، التي تحصن بها طيلة السنوات التسع الماضية ليعود أدراجه في مكانه الحقيقي "القلعة البراجماتية".

 

وأضاف أن الاكتظاظ باللاجئين السوريين الراغبين بالهجرة إلى أوروبا الذي تشهده الحدود اليونانية والبلغارية مع تركيا، يؤكد حقيقة ساطعة هي أن السوري يقيم في تركيا مجبراً، وهي بالنسبة إليه ليست أكثر من مقر أو ممر إجباري بسبب ظروف الحرب في بلاده، وهرباً من بطش طاله من جميع الاتجاهات، وبعدما تحول إلى عشب غض تحت أقدام فيلة تتصارع بكامل أوزانها فوق أراضي بلاده.

 

وأشار بلان إلى أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي شهدت خلال الأيام الماضية ردود فعل عنيفة ضد القرار التركي، بعدما تأكد لمن كان لا يزال مسحوراً بمقولة أردوغان "المهاجرون والأنصار"، أن السلطان كان يتخذ منهم ورقة للابتزاز الخارجي، ومن مآسي تشردهم وسيلة لتحقيق طموحاته الشخصية، وهم ليسوا بالنسبة إليه أكثر من بيادق مُهانة على رقعة شطرنج تملؤها القلاع والفيلة والملوك.

 

وقال "ها هو خالد الخوجة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، والمتمتع بالجنسية التركية قبل الأحداث السورية بوقت طويل باسمه التركي "ألبتكين هوجا أوغلو" وأحد مؤسسي حزب أحمد داوود أوغلو المنشق عن أردوغان، يغرد على تويتر قائلاً: "تحول اللاجئ السوري في خطاب الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) من ضيف ومهاجر إلى سلعة جاهزة للتصدير تجاه أوروبا، ما يعكس أزمة أخلاقية عميقة داخله ويشكل انحيازاً عن القيم الإنسانية والإسلامية التي حكمت تعامل تركيا مع المهاجرين عبر التاريخ" (؟!)".

 

كما تحدثّ آلاف السوريين اللاجئين في أوروبا عبر موقع "فيسبوك" عن تجربة لجوئهم السابق في تركيا واكتشافهم كذبة "المهاجرون والأنصار". وحثوا نظراءهم في تركيا على تحمل كل المشقات للوصول إلى أوروبا، ومنها سيقفون على الحقائق بوضوح. وذهب بعضهم أبعد من ذلك بإرشاد من يود الهرب من تركيا إلى الطرق الأسهل والأقل مشقة وأخطارا، وفق ما ذكر الكاتب .

 

ولفت إلى أن القرار التركي بفتح منافذ البلاد على اتساعها أمام لجوء السوريين إلى أوروبا وتوجيه أوامر واضحة لأجهزة الأمن بترك الحبل على الغارب لمن يريد ذلك من دون أيِّة قيود، جاء رداً على الفتور الأوروبي وتردد حلف الناتو في دعم أردوغان الذي استجداه مرات ومرات لمساندته في كباشه مع الروس في حرب استرداد إدلب، وبعد الضربة العسكرية الموجعة التي تلقاها جيشه وأدت إلى مقتل وجرح العشرات، ما أثار ردود فعل صادمة في الشارع التركي أخرجته في مسيرات غاضبة..

 

ويرى الكاتب أن المأزق "الأردوغاني" يبدو بأوضح تجلياته داخلياً، حيث بدأ الحديث علناً عن مدى حاجة تركيا إلى حروب وصراعات كلفتها الكثير ولم تجر عليها سوى المآسي على الصعد كافة؛ الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، في الوقت الذي كان من المأمول منها، بما تمثله من ثقل جيوسياسي، أن تتصف سياساتها بالحكمة بدلاً من تعكير الأجواء بنفض الغبار عن مشروعات وإمبراطوريات أكل الدهر عليها وشرب.

 

وبدأ طيف واسع من الأتراك يتناول بالكثير من الاستخفاف والازدراء قول أردوغان الشهير في عام 2014: "لا يحق لنا أن نقول لا دخل لنا بالبوسنة والهرسك أو بمصر أو فلسطين أو سوريا والعراق لأن تركيا جاثمة على ميراث الدولة العثمانية والسلجوقية ولذلك لا يحق لنا أن نقول إننا لا نكترث للدول حولنا. علينا أن نجعل همّ هذه الدول همّنا طوال الوقت. هذا واجب تركيا الجديدة. هذا واجبنا باعتبارنا دولة كبرى".

 

وذكر الكاتب أن الأتراك يردون عليه: "نعم يحق لنا كشعب يتطلع للعيش بسلام أن نقول لا دخل لنا بالدول من حولنا إن كان ذلك سيؤذينا ويلحق بنا الضرر، ويحق لنا أن نفكر بتركيا وشعبها ورخائها وتحررها من قبضة الإخوان المسلمين ومشاريعهم التدميرية في كل مكان حلّوا فيه".

 

أما مأزق أردوغان الثاني داخلياً سيبدأ بالظهور خلال الفترة القريبة المقبلة، وسيتمثل في الإجابة عن تساؤل مدى قدرة الجيش التركي على القبول بأن يُلحق به مغامر يعيش في قلاع السلاطين المهدمة، الأذى والهزائم والعار؟، وفق ما يراه الكاتب