صحيفة بريطانية تحتفي بكوكب الشرق "أم كلثوم"

ثقافة وفن

اليمن العربي

بعد مرور أكثر من 45 عامًا على رحيلها، لا تزال حية بفنها وتأثيرها القوي؛ إذ يستمع لها المصريون والعرب في أغلب الكافيهات والمقاهي الشعبية وحتى وسائل النقل العامة.. إنها كوكب الشرق أم كلثوم التي ظلت أعمالها خالدة في النفوس على مر الزمان.

 

وذاعت شهرة أم كلثوم حتى وصلت إلى العالمية، ما دفع الكاتب البريطاني توم فابر إلى أن يرصد في تقرير بصحيفة "جارديان" التأثير الهائل لكوكب الشرق على الثقافة العربية والعالمية، وكيف استطاعت موسيقاها أن تصمد كل هذه الأعوام؟

 

وقال فابر: "لم ينجح أي مغن غربي في ترك نفس تأثير صوت أم كلثوم على جمهورها العربي، والذي تخطى الزمن، ورغم ذلك تظل المغنية مجهولة نسبيًا في بريطانيا؛ فإن مسرح بالاديوم في لندن يأمل في تغيير هذا الأمر؛ إذ يقدم 2 مارس/آذار المقبل عرضًا بعنوان (أم كلثوم والعصر الذهبي)".

 

وأوضح: "يتناول العرض المسرحي حياة أم كلثوم باللغة الإنجليزية، كما تذاع موسيقاها باللغة العربية، ويهدف هذا العرض إلى الترويج للثقافة الموسيقية الكلاسيكية العربية الغنية".

 

ولفت الكاتب إلى أن واحدا من أهم الألغاز والأسئلة التي تحيط بأم كلثوم هو نجاحها في أن تحقق كل هذا النجاح في عصر تعرضت فيه المرأة إلى القمع، لتصدع كوكب الشرق بصوتها في مواجهة جميع التحديات.

 

 

 

وعرض الكاتب ملامح من نشأتها حيث قال: "ولدت أم كلثوم في 31 ديسمبر/كانون الأول 1898 بقرية صغيرة لأب يمتهن غناء الأناشيد الدينية، ومن هنا بدأت أم كلثوم في تقليد والدها وأثبتت موهبة وحضورا فاستعان والدها بموهبتها واضطر إلى جعلها تتنكر في هيئة الصبيان كي لا تلفت الانتباه لكونها أنثى، وبمرور الوقت التفت ملحنو القاهرة إلى موهبتها ودعوها مع والدها لزيارة العاصمة".

 

وأضاف فابر: "استغرقت أم كلثوم بعض الوقت لإثبات نفسها في القاهرة، فرغم إعجاب النخبة بصوتها، إلا أنها تعرضت للسخرية بسبب ملابسها الريفية، وتدريجيًا تعلمت كيف تحسن من ملابسها وتعمل مع فنانين كبار، إلى أن أصبحت شركات الإنتاج الموسيقي تتنافس عليها".

 

وتابع: "نجحت أم كلثوم في وقت قياسي أن تحصد ضعف أجر أنجح فناني مصر، وقال عنها الموسيقي روبرت بلانت من فريق لد زبلين إنه خلال سماعه صوتها لأول مرة عجز تمامًا عن استيعاب قدرتها على إتقان أصعب النوتات الموسيقية".

 

وأشار الكاتب البريطاني إلى أن حفل أم كلثوم كان يستغرق عادة 5 ساعات ويتكون من 3 أغان ممتدة، مؤكدا أنها كانت ترغب في منح جمهورها "جلسة طربية".

 

وتابع: "في الأربعينات اتجهت أم كلثوم للغناء بالعامية، وهي خطوة ذكية لكسب عامة الشعب بينما ترضخ مصر تحت الحكم الإنجليزي، فظهرت أم كلثوم بمظهري السيدة الأنيقة التي تُعلم الجموع، وابنة الفلاح التي تعبر عن آلام الطبقة العاملة".

 

وأضاف: "في عام 1967، قدمت أم كلثوم أداءها الوحيد في أوروبا، على مسرح أولمبيا في باريس، وتلقت ضعف أجر مغنية الأوبرا اليونانية الشهيرة ماريا كالاس، و4 أضعاف المغني الأمريكي سامي ديفيس جونيور".

 

وعن وفاتها قال فابر: "رحلت أم كلثوم عام 1975 إثر إصابتها بفشل كلوي، ويُقال إن 4 ملايين مصري حضر جنازتها، والآن بعد مرور كل هذه الأعوام يحاول العالم استعادة جزء من حضور أم كلثوم بواسطة تقنية هولوجرام، التي تستخدمها المملكة العربية السعودية ودبي لتقديم عروض أم كلثوم حية أمام الجمهور".