كورونا يضرب مفاصل الاقتصاد الإيراني

تحول فيروس كورونا الجديد إلى أحد أكبر الهواجس لإيران واقتصادها المتراجع بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد منذ أغسطس/آب 2018، التي لا تزال تلقي بظلال سلبية على القطاعات والمجتمع المحليين.

وأعلنت باكستان، الخميس، تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى إيران بسبب تسجيل أول حالتي إصابة بالفيروس لشخصين سافرا مؤخرا لإيران.

وأصبحت سماء إيران منطقة محظورة دوليا بعد تفشي فيروس كورونا بشكل كبير، وعلقت العديد من دول العالم الرحلات الجوية إلى إيران ذهابا وإيابا، إضافة إلى وضع القيود على التنقلات بين المدن .. وفق “العين“.

وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء، الخميس، أن 22 شخصا توفوا حتى الآن، بسبب فيروس "كورونا" الجديد في إيران.

وأعلنت طهران، الأربعاء، فرض قيود على حرية التنقل داخل البلاد للأشخاص المصابين بـ"كورونا" أو المشتبه بحملهم للفيروس، وذلك بعد أن سجلت إيران أكبر عدد وفيات في العالم بعد الصين.

وقال وزير الصحة سعيد نمكي، في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الرسمي: "بدل إعلان الحجر الصحي في مدن، سنفرض قيودا على تنقل من يشتبه بأنهم أصيبوا بعدوى الفيروس أو تأكدت إصابتهم به".

وأضاف أنه تقرر "نشر فرق عند مداخل العديد من المدن مزدحمة الحركة"، مشيرا إلى أن الإجراء دخل حيز التنفيذ "منذ ليلتين في عدة أماكن"، بدون مزيد من التفاصيل.

وطالت القيود أيضا دخول عدة مناطق دينية والتي دائما ما تشهد ازدحاما كبيرا ومنها مزار فاطمة بقم (وسط) المدينة التي تعد بؤرة تفشي الوباء، والحضرة الرضوية في مشهد (شمال شرق) ثاني أكبر مدن إيران والمزار الكبير.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء، أن إيران ربما تكون قد حجبت معلومات بالغة الحيوية حول تفشي فيروس كورونا الجديد على أراضيها.

وأعرب بومبيو، للصحفيين، عن قلق بلاده العميق إزاء حجب النظام الإيراني معلومات مهمة حول فيروس كورونا وعدد الوفيات على أراضيها. وقال: "على كل الدول بما في ذلك إيران قول الحقيقة بشأن فيروس كورونا والتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية".

كانت منظمة الصحة العالمية عبرت عن قلقها الشديد من تحول إيران إلى بؤرة جديدة لانتشار الفيروس، الذي حصد أرواح أكثر من 2600 إنسان، كان أغلبهم في الصين.

في سياق متصل، انسحبت شركة السكك الحديدية الروسية (حكومية) من مشروع ضخم لكهربة خط يربط بين مدينتي اينتشه برون في إقليم جلستان (شمال شرق) وجرمسار الواقعة بإقليم سمان (شمال).

وتبلغ القيمة الاستثمارية للمشروع المذكور نحو 1.2 مليار دولار، غير أن الشركة الروسية انسحبت من استكماله، تحسباً لعقوبات أمريكية جديدة قد تطولها.

في سياق آخر، أدت الأمطار الغزيرة، التي شهدتها مناطق بمحافظة لرستان غربي إيران خلال اليومين الماضيين، إلى حدوث سيول جارفة تسببت في حدوث أضرار كبيرة.

وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية أن "الأمطار الغزيرة الهاطلة في المحافظة أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهار وحدوث السيول التي اجتاحت العديد من المدن وأدت إلى انقطاع الماء والكهرباء عن بعض المناطق وغمر الأراضي الزراعية وقطع الطرق بين القرى والمدن وتخريب العديد من الجسور وانجراف وانهيار التربة"