"الخليج": موسكو تُغلق أبوابها أمام أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "لم تفلح تركيا منذ بدء هجوم الجيش السوري على مواقع الإرهابيين في محافظتي إدلب وحلب، وتحرير مناطق واسعة من قبضتهم، في ثني موسكو عن موقفها بضرورة اقتلاع الإرهاب من المحافظتين، ودعم زحف الجيش السوري، والمشاركة الجوية الروسية الفاعلة".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي" - "حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يوحي لموسكو أنه ذاهب إلى حد المواجهة العسكرية مع الجيش السوري بإرسال أرتال من قواته إلى المحافظتين، وتقديم دعم عسكري للإرهابيين من خلال تزويدهم بأسلحة متطورة، ثم التهديد بالتدخل قبل نهاية الشهر الحالي، إذا لم تنسحب القوات السورية إلى مواقعها قبل الهجوم".

 

وتابعت الصحيفة" فهمت موسكو أن رسالة أردوغان هذه موجهة إليها وليس إلى دمشق، وكأنه يريد تخويفها وابتزازها بوقف الهجوم. عملت موسكو في المقابل على تجاهله في بداية الأمر، ثم اتهمته بالفشل في تنفيذ التزاماته وفقاً لاتفاق سوتشي الموقع بين أردوغان والرئيس بوتين في سبتمبر/‏أيلول 2009. ثم وجهت إليه اتهاماً مباشراً بدعم الجماعات الإرهابية وتزويدها بالأسلحة، وأن القوات التي أرسلها إلى سوريا هي للغرض نفسه.

 

وبينت الصحيفة "أرادت موسكو إفهام أردوغان بأنه يتحمل مسؤولية ما جرى لأنه على مدى أكثر من سنة تعمد المماطلة والكذب، ولم يعد بمقدورها تحمل ذلك، لأن الجماعات الإرهابية التي يرعاها بدأت تشكل خطراً متزايداً على القوات السورية والمدنيين جراء اعتداءاتها اليومية، وصولاً إلى استهداف قاعدة حميميم الجوية بالصواريخ والطائرات المسيرة.

 

ومضت "عندما أدرك أردوغان أنه لا يستطيع لي ذراع موسكو حاول التواصل معها من خلال محادثات عسكرية لم تؤد إلى نتيجة، لأنها رفضت شروطه، وطالبته بعودة قواته إلى ثكناتها لأنها تنتهك سيادة دولة أخرى، ثم حاول تنظيم لقاء مع بوتين وكان رد الكرملين أن جدول أعمال الرئيس الروسي لا يسمح بذلك، ثم سعى إلى إشراك دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا) في الأزمة لعلها تشكل ضغطاً على موسكو ولم يفلح، وحاول جر حلف الأطلسي إلى صفه وكان الرد سلبياً، إلا أنه حصل فقط على تأييد كلامي أمريكي لا يفيده ميدانياً.

 

وأشارت إلى أنه "من الواضح أن أردوغان بات في ورطة حقيقية لا يعرف كيف يخرج منها، فهو لا يستطيع تنفيذ تهديداته بخوض حرب ضد القوات السورية داخل أراضيها، لأنه سيواجه القوات الروسية حتماً، كما أن انسحاب قواته من داخل الأراضي السورية سيعتبر هزيمة له، وموسكو حتى الآن متمسكة بمواقفها برفض وقف إطلاق النار مع الإرهابيين، كما أكد ذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أمس الأول، لأن ذلك «سيكون استسلاماً للإرهابيين ومكافأة لهم على أعمالهم»، متهماً البعض «بتبرير فظائع الإرهابيين بالحديث عن هدنة».

 

واختتمت "ثم أعلنت موسكو في الوقت نفسه إغلاق أبوابها أمام أردوغان؛ حيث أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه «لا توجد تحضيرات لعقد قمة رباعية، ولا حتى لقاء ثنائي بين أردوغان وبوتين». وكأن روسيا تقول للرئيس التركي «خيط ّ بمسلة أخرى»، و«ليس هكذا يا أردوغان تورد الإبل».