قصة المحامي فورات فورال تمثل تجسيداً لواقع هروب الأتراك من قمع أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

تمثل قصة المحامي فورات فورال، تجسيداً لواقع هروب الأتراك من قمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

 

فلم يعد الصمت على فظائع نظام أردوغان ممكنا بعد اليوم، هكذا تقول فصول قصة المحامي فورات فورال، التي تمثل تجسيدا واضحا لواقع هروب الأتراك من القمع إلى أوروبا حتى وإن كان بطريقة غير شرعية، وفق ما نشره موقع "العين الإخبارية".

 

وفورال محامي تركي حكم عليه بالسجن 15 عاماً بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية، رغم أنه تم  القبض عليه بالأساس في فعالية لتأبين ضحايا هجوم لتنظيم داعش بالبلاد، وفق تقارير ألمانية.

 

القصة بدأت في 2018، حيث كان فورال يشارك في فعالية لتأبين ضحايا هجوم مدينة سروج التركية، الذي نفذه "داعش" في 2015، وراح ضحيته 34 شخصا.

 

وقال فورال: "لم يستغرق الأمر طويلا، حتى هاجم رجال الشرطة فعالية التأبين في تصرف غريب للغاية"، حسب ما نقلته عنه صحيفة "فراكفورتر الغماينة" الألمانية.

 

وأضاف: "أسقطني ضابط شرطة أرضا بمنتهى العنف، وقيدني من الخلف". وتابع "هذا هو عقاب من يدعو للسلام في تركيا".

 

 

وتعرض فورال للمحاكمة بتهمة "الانتماء لمنظمة إرهابية"، لمواقفه الداعمة لحقوق الأكراد والسياسيين المضطهدين، وضحايا داعش، وعوقب بالسجن 15 عاما.

 

وتعليقاً على الحكم، قال فورال: "القضاء في تركيا مسيس، والقضاة يخضعون لسيطرة الحكومة ولا يصدرون أحكاما مستقلة عن إرادتها".

 

وأثناء مرحلة الاستئناف على الحكم أطلقت السلطات سراح المحامي التركي مؤقتا، لكنها صادرت جواز سفره ومنعته من مغادرة البلاد.

 

وفي ظل هذا الوضع، لجأ فورال لمهربي اللاجئين والوثائق المزيفة، وترك البلاد في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إلى ألمانيا، وفق الصحيفة ذاتها.

 

وكشفت تقارير ألمانية عن هروب أعداد غير مسبوقة من الأتراك، بينهم أكاديميون ودبلوماسيون، من بلدهم للخارج، خلال السنوات الثلاث والنصف الأخيرة؛ هرباً من قمع نظام رجب طيب أردوغان.

 

وارتفع عدد طالبي اللجوء الأتراك في ألمانيا بشكل حاد منذ محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو/تموز 2016. 

 

 

وأرجع تقرير لوزارة الخارجية الألمانية، صدر مؤخرا، هروب الأتراك بشكل متزايد من بلدهم إلى عمليات التطهير السياسي، واستغلال القضاء لأسباب سياسية، والقمع، والتدخل في الجامعات والحياة الأكاديمية.

 

وبحسب تقرير حكومي ألماني آخر، فإن 19% من طالبي اللجوء في ألمانيا حاليا ينحدرون من تركيا، وهي نسبة غير مسبوقة. 

 

ومنذ محاولة الانقلاب المزعومة في 2016، حققت السلطات التركية مع نصف مليون شخص، وفصلت 155 ألف موظف من الخدمة، بما فيهم جنود بالجيش. 

 

أعداد العلماء الأتراك الفارين من قمع أردوغان في تزايد

 

وانتهى المطاف بأكثر من 30 ألف شخص في السجن، بينهم 20 ألفاً صدرت بحقهم أحكام مسيسة، و10 آلاف مازالوا قيد الحبس الاحتياطي، وفق تقرير لصحيفة "دي فيلت" الألمانية "خاصة".

 

وكان لهذا القمع الممنهج أثر كبير على ألمانيا، حيث ارتفع عدد اللاجئين الأتراك بشكل كبير، وأصبحت تركيا من أكبر البلدان المصدرة للاجئين، حسب التقرير ذاته. 

 

وذكرت صحيفة "دي فيلت" أنه قبل محاولة الانقلاب المزعومة، كانت ألمانيا تستقبل 1800 طلب لجوء من الأتراك سنويا في المتوسط، مشيرة إلى أنها استقبلت 5743 طلبا، في 2016  وارتفع العدد سنويا وصولا إلى 11423 طلبا في 2019.

 

واحتلت تركيا المركز الثالث في قائمة الدول المصدرة للاجئين في 2019، بعد سوريا والعراق.

 

ووفق تقرير "دي فيلت"، فإن عددا كبيرا من الدبلوماسيين والأكاديميين والموظفين الأتراك طلبوا اللجوء في ألمانيا منذ 2016.

 

وبلغ عدد حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والموظفين الذين طلبوا اللجوء في 2019 وحدها نحو 207 أشخاص.

 

ومنذ الانقلاب المزعوم في يوليو/تموز 2016، لجأ الآلاف من المعارضين الأتراك وأعضاء بحركة الداعية عبد الله غولن إلى ألمانيا هربا من قمع النظام التركي.