من يقف وراء شائعة نقل الإمارات لمصابين بكورونا إلى عدن ؟

أخبار محلية

اليمن العربي

أثيرت خلال الأيام شائعة في العاصمة عدن، تتحدث عن إعتزام دولة الإمارات نقل مصابين بفيروس كورونا إلى أحد مستشفيات المدينة بعد بناء حجر صحي بالإتفاق مع وزارة الصحة العامة والسكان .

 

وتسببت هذه الشائعة التي يقف وراءها صفحات مجهولة وعززها صحفي محلي موالي لقطر، بحالة من القلق والفوضى، وصلت إلى حد تهديد مدير عام مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في عدن، الدكتور جمال خدابخش .

 

وجاء ترديد هذه الشائعة، بعد أن تكفلت دولة الإمارات بنقل اليمنيين المتواجدين في مدين ووهان الصينية على نفقتها الخاصة ووضعهم في حجر صحي على أراضيها، وهو ما يدحض هذه الشائعات التي أثارت الشارع العام في عدن .

 

بداية الشائعة :

 

بعد عمليات بحث وتحري حول مصدر هذه الشائعة، إتضح أن صفحات مجهولة على موقع التواصل الإجتماعي في تقف وراء هذه الشائعة، قبل أن يعززها صحفي جنوبي موالي لقطر يدعى أحمد ماهر .

 

وزعم ماهر في تغريدة له بتويتر أن الإمارات تريد بناء حجز صحي بمستشفى الصداقة بعدن كي تنقل المصابين بفيروس  كورنا من أراضيها ووزارة الصحة وافقت على ذلك مقابل مبلغ مالي ولكن الدكاترة العاملين بالمستشفى رفضوا هذا العمل لانه يؤدي إلى كارثة صحية.

 

وتسببت هذه الشائعة بحالة قلق شديد وتحركات فوضوية في العاصمة عدن التي تشهد إضطراباً إزاء التوتر بين الحكومة والمجلس الإنتقالي الجنوبي، على خلفية تقاعس الأول عن تنفيذ بنود إتفاق الرياض وتهديد قيادات محسوبة عليه بإجتياح المدينة .

 

وقال بيان صادر عن مكتب وزارة الصحة في عدن، ان الهيجان الشعبي الذي تسببت به هذه الشائعة وصل حد التهديدات بالقتل وإهدار لدماء مدير مكتب الصحة ومدير عام المستشفى" .

 

ما حقيقة نقل مصابين بكورونا إلى عدن :

 

بيان مكتب وزارة الصحة، نفى أن يكون هناك أي نية لنقل مصابين إلى عدن بمن فيهم الطلاب اليمنيين الذين تكفلت الإمارات بنقلهم من ووهان الصينية إلى أبوظبي ووضعهم في الحجر الصحي .

 

وذكر البيان، أن مكتب الصحة والسكان بعدن عمل خلال الفترة المنصرمة ولمجابهة تداعيات عدوی فيروس كورونا ومواجهة إي احتمالات لظهوره بعدن بان عمل مكتب الصحة علی التنسيق مع إدارة مطار عدن وميناء عدن لإيجاد غرفتين للعزل للمسافرين القادمين عبر المطار والميناء وجری تأهيلهما بما يلزم .

 

واضاف "كما عمل المكتب علی تنشيط فرق الاستجابة والترصد الوبائي وتتبع إي حالات محتمله لكورونا أو للحميات" .

 

وتابع "وكنا وبالتنسيق مع عدد من الجهات  في رئاسة الوزراء ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية  نسعی للعمل علی إيجاد غرفة عزل للحالات المحتملة لاسمح الله وتم اختيار غرفتين بمستشفی الصداقة" .

 

وبحسب البيان فقد تم تعليق العمل في إنشاء أي محجر أو عزل لفيروس كورونا في عدن بسبب التداعيات التي رافقت هذه التحركات .. مطالباً الجهات المسئولة في الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة باتخاذ التدابير اللازمة تجاه هذا الموضوع .

 

ويعزز هذه الأنباء، وكيل وزارة الصحة المساعد، الدكتور، عبدالرقيب الحيدري، الذي أكد عبر صفحته في الفيسبوك، أنه لا صحة لما ينشر حول اتفاقية بين وزاره الصحه ودولة الامارات في تجهيز مركز حجر صحي في العاصمة عدن لنقل الطلاب في الصين اليه .

 

وأضاف "كما انه لا صحة للأخبار المتداولة حول نقل الطلاب الذين وعدت بنقلهم دولة الامارات إلى مدينه عدن" .

 

ما الهدف من نشر هذه الشائعة :

 

يعتقد مراقبون ومحللون سياسيون، أن هذه الشائعة يقف وراءها نشطاء موالون لحزب الإصلاح، لافتين إلى أن الهدف هو خلط الأوراق وحرف الأنظار عن عرقلتهم لتنفيذ إتفاق الرياض .

 

ويرى الصحفي، ماجد الدبواني، لـ(اليمن العربي) أن هناك أهداف من وراء بث مثل هذه الشائعة التي وصفها بـ"المخيفة"، منها خلط الأوراق وإثارة الفوضى في العاصمة عدن، وكذا التغطية على الدور الإيجابي لدولة الإمارات والمتمثل بمبادرتها لنقل الطلاب اليمنيين المحتجزين في ووهان الصينية ووضعهم في الحجر الصحي بأراضيها .

 

وقال "المبادرة الإماراتية وضعت الشرعية التي تسيطر عليها الإخوان في موقف حرج، خاصة وأنها جاءت بعد مبادرة قام بها السفير أحمد علي، نجل الرئيس السابق، تمثلت بمنح مبالغ مالية للأسر اليمنية في ووهان" .

 

واضاف "التحركات الإماراتية كشفت حقيقة الشرعية وأنها لا تهتم بوضع طلابها حتى لم تكلف نفسها بالتواصل معهم" .. لافتاً إلى أن الإخوان وكما جرت العادة يقومون ببث الشائعات للتغطية على عجزهم .

 

ويؤكد الصحفي الدبواني، أنه كان يجب أن يتم شكر الإمارات على ما قامت به من جهود لإنقاذ الطلاب اليمنيين من هذا الفيروس المميت، ولكن بدلاً من ذلك قامت الشرعية عبر أدواتها ببث مثل هذه الشائعات المخيفة وهو ما يجعلها عرضة لتهمة عزعزعة الأمن والسلم الإجتماعي .

 

تحركات حكومية لمجابهة كورونا :

 

وبرغم هذه الشائعات وبيان مكتب الصحة، إلا أن الحكومة مستمرة في تحركاتها وإستعداداتها لمجابهة هذا الفيروس في حال ظهوره في البلاد، خاصة وأن الدول المجاورة سجلت ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا .

 

وتدارس لقاء ضم وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية، الدكتور، علي الوليدي، اليوم الثلاثاء، مع مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن الدكتورة نهی محمود، سير الترتيب والاعداد للخطة الصحية لمجابهة الحالات المحتمله لعدوی فيروس كورونا .

 

وناقش اللقاء الخطط المعدة لمجابهة كورونا بما في ذلك انشاء مراكز العزل الوقائي وتعزيز التفاعل الشعبي من خلال تنفيذ برامج الحشد المجتمعي واشراك المجتمع في الاسهام بوضع الحلول ورفع مستوی الرساله الاعلامية التوعوية وتسخير الطاقات الاعلامية لخدمة القضايا الصحية المختلفة .