صحيفة تعتبر عزوف الإيرانيين عن التصويت وتقدم المحافظين بمثابة ضربة لروحاني

عرب وعالم

اليمن العربي

اعتبرت صحيفة فرنسية أن عزوف الإيرانيين عن التصويت وتقدم المحافظين والمتشددين بمثابة ضربة لروحاني، الذي يعافر لاستكمال ولايته المقرر انتهاؤها عام 2021.

 

واعتبرت "لوفيجارو" أن عام الحكم الأخير للرئيس الإيراني حسن روحاني، سيكون مدججاً بالأشواك، بعد تقدم مرشحي الحرس الثوري والمتشددين في الانتخابات التشريعية الإيرانية التي جرت الجمعة الماضي.

 

وحذرت الصحيفة الفرنسية من تصاعد السياسة العدائية للنظام في المنطقة، كمار رأت أن عزوف الناخبين عن التصويت بمثابة سحب الثقة من النظام ومن حكومة روحاني وبعصيان أوامر المرشد.

 

وذكرت أن تلك الانتخابات الأخيرة أكدت أن الإيرانيين أداروا ظهرهم لصناديق الاقتراع وللنظام بأكمله، بتدني نسبة مشاركة هي الأقل منذ أربعين عاماً.

 

 

وفاق عزوف الإيرانيين عن التصويت، بحسب الصحيفة، توقعات المراقبين الذين رجحوا أن يكون امتناع الشعب الغيراني قوياً بعد أن فقد الثقة في نظامه الحاكم نتيجة عدم وفاء السياسيين بوعودهم ومحاولة التعامل مع الظروف المعيشية الصعبة.

 

نسبة العزوف عن التصويت في الانتخابات البرلمانية الإيرانية الأخيرة "تاريخية"؛ حيث فاقت جميع التوقعات وبلغت 42.57%، بحسب ما نقلت الصحيفة عن وزارة الداخلية الفرنسية.

 

وتعد هذه النسبة هي الأدنى في التاريخ الانتخابي منذ الثورة الإيرانية عام 1979، في ظل عدم السماح لنحو نصف المرشحين بخوض الانتخابات، معظمهم من النواب المساندين لروحاني.

 

ووفقاً للصحيفة فإن "الديمقراطية في إيران" تحتاج كل أربع سنوات خلال الانتخابات التشريعية أو الرئاسية إلى تأكيد لإضفاء الشرعية على النظام الإيراني.

 

وتابعت: "لكن هذه المرة، بعد الكذبة التي رافقت إدارة النظام الإيراني لأزمة تحطم طائرة البوينج الأوكرانية التي أسفرت عن 176 قتيلاً معظمهم من الإيرانيين، وضعف الرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فإن الإيرانيين أرادوا سحب الثقة من النظام بأكمله بهجرتهم الصناديق".

 

 

 

ووصفت الصحيفة عزوف الإيرانيين بأن "الشعب أدار ظهره للصناديق للإعراب عن رفضه النظام، في حين أن الرهان على الانفتاح قد ضاع بتولي المحافظين زمام الأمر في البلاد".

 

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة عام 2016، نحو 62% في العاصمة طهران ورغم ذلك اعتبرها المراقبون نسبة متدنية.

 

ففي العاصمة طهران، أدلى واحد فقط من كل أربعة إيرانيين بأصواتهم في صناديق الاقتراع (26.2%). وتمثل هذه الأرقام أزمة الثقة العميقة بين القادة والشعب الإيراني.

 

كما تعد، بحسب "لوفيجارو"، عصياناً لأوامر مرشد إيران علي خامنئي وللنظام بأكمله، الذي جعل التصويت "التزاماً إجبارياً".

 

 

 

 

 

 

 

ورأت "لوفيجارو" أن فوز المحافظين الكاسح في الانتخابات التشريعية الأخيرة، تبدد أي أمل حول الانفتاح في إيران، أو أي تحول في سياستها الخارجية العدائية.

 

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هؤلاء المتشددين الذين تقدموا في الانتخابات الأخيرة كانوا يعارضون الاتفاق النووي الإيراني، ويدعمون العمليات العسكرية الخارجية لإيران في المنطقة، ما ينذر بعودة إيران إلى عزلتها الدولية من جديد.

 

وتابعت أن هؤلاء المتشددين القريبين من الحرس الثوري سيعارضون أي قرار يتخذه روحاني في البرلمان خلال العام الأخير لحكمه.

 

وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية قد علقت على تقدم المتشددين في الانتخابات التشريعية الإيرانية، بالقول إن "النظام الإيراني يجري مسرحية الانتخابات للتظاهر بوجود ديمقراطية بعد مؤشرات تقدم مرشحي الحرس الثوري".