السعودية.. يد تبني وأخرى تتصدى الإرهاب في المهرة

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

ظلت محافظة المهرة جنوب شرقي اليمن، مهمشة على مر عقود طويلة من الزمن، تعاني من مشاكل عديدة على مختلف الأصعدة، بدء من البنى التحتية وحتى الجانب الأمني، إلى أن دخلت قوات التحالف العربي في العام 2017 لتثبيت الأمن والإستقرار في المحافظة والنهوض بها من جديد.

 

وشكل دخول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتّحدة إلى المهرة؛ نقلة نوعية في طبيعة الحياة هناك، وشرع في تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية وأخرى أمنية ساهمت في حماية المحافظة وأبنائها، والحد من ظواهر التهريب للمخدرات والأسلحة.

 

مشاريع طبية

 

أطلق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حزمة من المشاريع الطبية في المهرة، كان أبرزها مشروع دعم القطاع الصحي الذي شمل مشروع إنشاء مركز العمليات والعناية المركزة وتجهيزه، ومشروع إنشاء المركز السعودي لغسيل الكلى وتجهيزه، ومشروع توسعة وتأهيل مبنى مستشفى الغيضة العام.

 

وعملت مشاريع البرنامج الطبية في تخفيف معاناة الأهالي في محافظة المهرة، وأسهمت في رفع كفاءة خدمات قطاع الصحة بالمحافظة، وزيادة فرصة الحصول على العلاج، كما أسهمت بتحسين الحياة اليومية للأهالي بمختلف فئات أعمارهم.

 

وأنشأ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن المركز السعودي لغسيل الكلى، وتم تزويده بـ83 جهازاً ومعدة طبية،  ساهمت في تمكين المركز من عمل 2000 جلسة غسيل شهرياً لمرضى الكلى بمحافظة المهرة، في حين زوّد البرنامج مركز العمليات والعناية المركزة في مستشفى الغيضة العام بـ134 جهازاً ومعدة طبية، وذلك بعد مشروع إنشاء مركز العمليات والعناية المركزة.

 

وأثّرت مشاريع البرنامج في تطور الخدمات الطبية بمحافظة المهرة، وسدت احتياجات المستشفيات والمراكز الطبيّة في المحافظة.

 

وتشمل المشاريع الطبية في محافظة المهرة مشروع إعادة تأهيل مستشفى الغيضة، ومشروع مدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية, كما يعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على مشاريع تعليمية متعددة، وذلك لأجل تيسير الحصول على تعليم شامل للمجتمعات في محافظة المهرة والمحافظات اليمنية كافة.

 

مشاريع تعليمية

 

أنشأ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ثمان مدارس موزعة على مديريات المهرة ضمن مشروع دعم فرص التعليم والتعلم، كما أنشأ مشاريع داعمة لقطاع التعليم، وهي: مشروع بناء المدارس، ومشروع تأهيل وتجهيز المدارس، ومشروع طباعة كتب المناهج الدراسية، ومشروع توفير المستلزمات الدراسية، ومشروع النقل المدرسي. ووزع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن (190400) كتاب للمرحلة الابتدائية في محافظة المهرة، و(148263) كتاباً للمرحلة المتوسطة والثانوية ضمن مشروع طباعة كتب المناهج الدراسية، وعبر مشروع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الخاص بدعم فرص التعليم والتعلم عمل البرنامج على توزيع 6000 طاولة ومقعد دراسي في المحافظة.

 

دعم وتأهيل

 

كما أنجز البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروع تأهيل وتطوير مطار الغيضة في محافظة المهرة، وتضمنت أعمال المشروع تجهيزه بجميع أنظمة الاتصالات والاشتراطات الملاحية الدولية، إضافة إلى تطوير وترميم صالات الانتظار والمغادرة والتفتيش، وتجهيزها بالأجهزة والمعدات.

 

وشملت أعمال التأهيل تطوير المباني والصالات والوحدات، وتجهيز أنظمة الملاحة والاتصالات والسلامة، وتنفيذ إجراءات واختبارات الفحص الجوي، وتأهيل المدرج وأبراج المراقبة، وتوفير الإضاءة في المطار وإضاءة 17 كيلومترا، وهي المساحة المتكاملة لسور المطار، بجانب توفير أجهزة الأمتعة.

 

وشمل مشروع مطار الغيضة تأمين المطار بالأنظمة المتطورة كافة كمنظومة R-NAV، وهو نظام يتعلق بتحديد زاوية الهبوط ويتحكم بإنارة المدرج، إضافة لمنظومة الاتصالات والإرصاد البيئي، وكل ما يتعلق باستقبال الرحلات المدنية من مختلف المطارات.

 

ويأتي ذلك سعياً من البرنامج في توفير كل ما يلزم لنجاح خطط السلامة داخل المطارات في الجمهورية اليمنية التي شملت أيضاً مطار الغيضة في المهرة، وذلك عبر تأمين سيارات إسعاف مجهزة بالكامل، وعربات إطفاء بأحدث التقنيات بهدف تأهيل المطار إلى متطلبات منظمة (ICAO) الدولية، إضافة لمطابقتها للمواصفات الأوروبية، وتم تصميمها لتسهيل حركة رجال الإطفاء، وصُممت للسماح لفريق الإطفاء بتجهيز معداتهم أثناء التنقل.

 

تأهيل وتطوير ميناء نشطون

 

وفي نشطون نفذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروع تأهيل وتطوير ميناء نشطون الذي يهدف إلى تحسين الخدمات التي يقدمها الميناء، وإيجاد بيئة مناسبة للعمل، وتسهيل عملية تفريغ وشحن البضائع في الميناء، ومساعدة الصيادين، وتنظيم دخول وخروج السفن والقوارب.

 

وشملت أعمال البرنامج ضمن المشروع إعادة تأهيل الرصيف الخرساني والرصيف الإسفلتي للميناء، وتوفير كرين للميناء لتفريغ وشحن البضائع، وترميم المباني وإنشاء غرف جديدة، إضافة إلى تأهيل مبنى إدارة الميناء وإدارة الجمارك، ومبنى المشتقات النفطية وملحقاته، ومنظومة الأمن والسلامة، وغرف التوليد بالميناء، وتأهيل الرصيف التجاري، وأعمال الإنارة، وتأهيل ساحة حراج الصيادين ومكتب الثروة السمكية ، إلى جانب إسهام هذا المشروع في توفير 110 من فرص عمل للإداريين، و200 فرصة عمل للعمال.

 

مشاريع أخرى

 

ويعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على تنفيذ مشاريع إدارة الموارد المائية في محافظة المهرة، ومنها : مشروع الخط الناقل للمياه بطول 20 كلم، يبدأ من وادي فوري ووادي جزع حتى يصل إلى مدينة الغيضة بمحافظة المهرة، وذلك لأجل توفير مياه الشرب لأكثر من 60 ألفا من أهالي الغيضة.

 

كما وفر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن نحو 2600 طن من الديزل شهرياً لمحافظة المهرة، التي تنقل عبر بواخر تصل للميناء، ومن ثم تنقل لمحطات توليد الكهرباء في كامل مديريات المحافظة، مما انعكس على حياة السكان في توفير معيشة أفضل. ويوفر دعم المشتقات النفطية في محافظة المهرة الوقود اللازم لمحطات توليد الكهرباء، والمستشفيات، والمراكز الطبيّة، والمولدات الطارئة، ومحطات الكهرباء الأهلية، والمرافق الحكومية، ويتم توزيعها عبر لجنة تسلّم وتسليم بالتعاون بين البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وشركة النفط، والمؤسسة العامة للكهرباء، وجميع المرافق الحكومية. ويستخدم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن تقنية الطاقة الشمسية في العديد من مشاريعه في محافظة المهرة، ومنها مشاريع إدارة الموارد المائية وموارد الطاقة.

 

كما يستخدم تقنية الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الأزمة لعمل المضخات الغاطسة في الآبار الارتوازية التي يعمل على حفرها البرنامج، وتوفير ما يلزم من كميات المياه التي تسد احتياجات الأهالي من المياه العذبة ومياه الري الحيواني والزراعي.

 

ويدعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الخدمات الأساسية والحيوية في محافظة المهرة، ومنها قطاع النقل، وذلك عبر عدة مشاريع تتضمن مشروع تأهيل وتطوير منفذ شحن، الذي يأتي بهدف تحسين وتطوير كفاءة الخدمات المقدمة للأهالي. كما دعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قطاع النقل عبر توفير 12 حافلة للنقل المدرسي، وتأهيل الطرق في المحافظة.

 

دعم الزراعة

 

ويُعد القطاع الزراعي أحد أهم مصادر الدخل في اليمن، ولأهميته يعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على مشاريع خاصة تُعني بالزراعة في اليمن، وتمد يد العون للمزارع اليمني، ومنها: توفير البيوت المحمية بكل مشمولاتها، وزراعة الأراضي الخصبة، وتوفير البذور للمزارعين، وتوفير المعدات الزراعية.

 

كما يعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على مشروع دعم الإنتاج الغذائي المستدام عبر توفير 100 قارب لمحافظة المهرة، وتوفير 100 محرك حديث للقوارب.

 

دعم القوات البحرية

 

قدم التحالف العربي بقيادة السعودية، زوارق بحرية للقوات المحلية في المهرة، المرتبطة بحدود برية مع سلطنة عمان، في أقصى شرقي البلاد، وأسهم بشكل كبير في رفع مستوى الأداء لمصلحة خفر السواحل بالمحافظة.

 

اهتمام كبير

 

وتسبب الإهتمام الكبير الذي أولته دول التحالف العربي للمهرة، في قطع مطامع الدول الداعمة للإرهاب والأجندة المحلية التي تمولها لإثارة الشغب في البلاد.

 

وفي محاولة يائسة للنيل من دول التحالف العربي، عملت أجندة محلية تدعمها وتمولها قطر وتركيا وإيران، وعمان - بشكل غير مباشر - على التشويه والطعن في دور التحالف العربي في المهرة أمام العالم، في الوقت الذي لا تقدم فيه تلك الدول أي شيء يذكر لصالح المحافظة؛ سوى هدم ما يتم بناؤه.

 

واستهدف متمردون، الاثنين 17 فبراير/شباط الجاري، رتلا من قوات التحالف العربي كان في طريقه إلى شحن، كمحاولة من نوع آخر لتعطيل الجهود الأمنية المبذولة في المحافظة، لإعادتها مجددا إلى أتون الصراع ودوامة التهميش التي تخدم مصالحهم، وتهدم ما تم انجازه.

 

خطوط حمراء

 

وبعد مرور يوم على الواقعة، شدد التحالف العربي على عدم التسامح في محاولات تقويض الأمن بالمهرة، مؤكد أن العملية أسفرت عن ضبط أسلحة بحوزة المتمردين.

 

وكشفت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، عن محاولة بعض الشخصيات المعروفة في المهرة والمتزعمة لجماعات الجريمة والتهريب، تعطيل جهود الأجهزة الأمنية الحكومية بوقف وضبط عمليات التهريب في المحافظة.

 

علاوة على سعيها لتسهيل مثل تلك العمليات الإرهابية باستخدام العنف والقوة المميتة، عن طريق استهداف الوحدات الأمنية وقوات التحالف للحفاظ على مصالحها التخريبية في محافظة المهرة.

 

وتمتلك المهرة أهمية بالغة في العمق الاستراتيجي على الجغرافيا اليمنية ، حيث تعد ثاني أكبر محافظة من حيث المساحة بعد حضرموت، وتتمتع بميناء نشطون الاستراتيجي، بالاضافة الى منفذين حدوديين مع سلطنة عمان - صيرفت وشحن - الذين يعززان من الرصيد الحيوي والاقتصادي للمحافظة.