إستخبارات إيران تحاول تجميل النظام عبر صناعة الأفلام

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف تحقيق أجراه راديو فاردا الذي يبث من براغ في التشيك، عن محاولة الإستخبارات الإيرانية تجميل صورة النظام من خلال عرض الكثير من الأفلام في مهرجان "فجر" السينمائي الدولي الذي مثل الذكرى السنوية للثورة الإسلامية 1979 في إيران .

وأوضح التحقيق المنشور عبر الموقع الإلكتروني للإذاعة أن الأفلام التي أنتجتها وزارة الاستخبارات الإيرانية تجسد ضباط المخابرات على أنهم أبطال، بينما المعارضة إرهابيون أشرار، دون الإشارة أبدا إلى أسلوب العنف الذي يعتمده ضباط الاستخبارات ضد المحتجين الإيرانيين.

 

ويرى التحقيق أن الغريب في الأمر، أن عددا من صناع تلك الأفلام يعيشون في الولايات المتحدة، غالبا يحملون الإقامة الدائمة "جرين كارد".

 

وأوضح تحقيق "راديو فاردا" أن نشاط المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية في مجال صناعة الأفلام تزايد في عهد إدارة روحاني.

 

غير أن مؤسسات أخرى مثل استخبارات الحرس الثوري تشارك بشكل نشط في صناعة الأفلام وتنافس وزارة استخبارات الرئيس الإيراني.

 

وعرض التحقيق أحد أعمال وزارة الاستخبارات الإيرانية وهو فيلم "زيرو داي" الذي تم إنتاجه في ألمانيا، مشيرا إلى أن صناعة الفيلم تمت جزئيا في يناير/كانون الثاني عام 2019، وحاول طاقم العمل بشدة إبقاء وجودهم وأنشطتهم هناك سرية، لكن عندما حاول بعضهم طلب اللجوء هناك، انكشف السر.

 

وبحسب موقع العين الإخبارية، قالت 3 مصادر مستقلة لـ"راديو فاردا" إن وزارة الاستخبارات الإيرانية وفرت المعلومات والوثائق والأموال لمنتج الفيلم سعيد ملكان الذي قال إن فكرته جاءت من شخص يدعى أصفهاني.

 

ويستند الفيلم على قصة حقيقية حول كيفية اعتقال الاستخبارات متمردا يدعى عبدالمالك ريجي، من خلال إجبار الخطوط الأجنبية التي كانت تنقله إلى مكان ما في آسيا على الهبوط في إيران.

 

أصفهاني اسمه الحقيقي مرتضى غبة، وهو مشارك نشط في مجال صناعة الأفلام للاستخبارات الإيرانية.

 

كما شارك في إنتاج عدة أفلام ومسلسلات تروج للروايات الإيرانية بشأن أحداث بعينها، مثل التجسس والطريقة التي تعاملت بها مع مجموعة المعارضة "مجاهدي خلق".

 

عميل الأمن مرتضى غبة (أصفهاني) خلال تحقيق متعلق بـ"جرائم قتل متسلسلة" في التسعينات. وظهر أصفهاني حينها ككاتب سيناريو في عدة أفلام.

 

وبالبحث في قاعدة البيانات الخاصة بقطاع الأفلام الإيرانية، تبين أن غبة كان كاتب السيناريو لأكثر من 30 فيلما سياسيا على مدار الأعوام الماضية.

 

وقال إيرج مصدقي وهو سجين سياسي سابق لـ"راديو فاردا" إن غبة كان كبير الموظفين لدى النائب السابق لوزير الاستخبارات سعيد إمامي، المعروف أيضا بتورطه في سلسلة من جرائم قتل المفكرين الإيرانيين في التسعينيات وموته المريب بعد اعتقاله. وتظهر صورة غبة أيضا في فيديو مسرب لتحقيق متعلق بسلسلة الجرائم.

 

وكان رئيس أصفهاني مهتما بإشراك وزارة الاستخبارات في صناعة الأفلام، ويبدو أنه بعد سنوات على وفاته أعاد غبة إحياء أفكاره وبدأ المشروع ثانية.

 

وأكد مصدران مطلعان لـ"راديو فاردا" أن غبة ينفذ مشروعات وزارة الاستخبارات ويتابعها عبر شركات إنتاج تثق فيها الوزارة.