"الخليج": عنصرية تترعرع في أوروبا والعالم باتت تشكل خطراً على المجتمعات والشعوب

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية "فلنواجه الحقيقة..هناك عنصرية تترعرع في أوروبا والعالم، باتت تشكل خطراً على المجتمعات والشعوب". 

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي" كان الظن أنه تم اقتلاعها مع نهاية الحرب العالمية الثانية، مع هزيمة النازية والفاشية، وأن العالم أدرك مخاطر هذا الوباء الذي أدى إلى مقتل الملايين من البشر؛ لكن تبين أن جذور العنصرية ما تزال في الأرض تنمو وتنبت دولاً وأحزاباً يمينية متطرفة، وتعيد إنتاج أشكال أخرى من العنصرية والكراهية والإرهاب، خارج المنظومة الإنسانية والأخلاقية والدينية، وبمسميات مختلفة؛ منها ما يتستر بالدين، ومنها ما يتخذ من العرق واللون والتفوق على الآخر منطلقاً فكرياً، ونهجاً سياسياً يبرر فيه أفعاله وممارساته ضد الآخر المختلف.

العنصرية ليست مجرد كراهية الآخر فقط، إنما هي تأييد أعمى لفئة، والشك في فئة أخرى. هي ليست مجرد رفض للآخر؛ بل هي سعي للقضاء على وجوده، وسلب حقه في الحياة بأية وسيلة ممكنة". 

 

وبينت الصحيفة "النازية والفاشية كانتا على هذا المثال، والصهيونية هي الأخرى مثال يتجلى أمامنا كل يوم على أرض فلسطين، وكذلك الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تبرز بصورة ملفتة في أوروبا، في رفضها للمهاجرين من منطلق ديني وعرقي، وأيضاً تلك المنظمات الإرهابية؛ مثل: «داعش» و«النصرة» وأخواتهما التي تتخذ من الدين ستاراً لجرائمها ووحشيتها.

إذاً، نحن في عالم لم يبرأ بعد من هذا السم الزعاف الذي يطلّ علينا كل يوم بأفعال تؤرق علينا الحياة، وتثير القلق والخوف مما يحمله في الغد". 

 

وتابعت "ما جرى في مدينة هاناو الألمانية، وفي أحد مساجد بريطانيا، يوم أمس الأول؛ حيث ارتكب أحد العنصريين في الحادث الأول مجزرة راح ضحيتها تسعة أبرياء، وفي الحادث الثاني تم طعن أحد المصلين بسكين؛ يؤكد أن التطرف وهو الابن الشرعي للعنصرية، مثل الفيروس قادر على الانتشار، والفتك بالبشر". 

 

وذكرت "اعتداء مدينة هاناو، مثله مثل العمل الإرهابي الذي ارتكبه الأسترالي برنتون تارنت عام 2019 في مسجدين بمدينة «كرايستشيرش» النيوزلندية، وراح ضحيته 51 مصلياً، وأيضاً مثل الأعمال الإرهابية التي وقعت في باريس ولندن وبروكسل ونيويورك وغيرها، تحيلنا إلى مسؤولية المجتمع الدولي في أن يمارس دوراً أكبر إزاء كل هذه الظواهر، والحؤول دون تفاقمها؛ لما تشكله من خطر فعلي على البشرية". 

 

وأشار إلى أن "القوانين والإجراءات الأمنية لا تكفي وحدها للردع. لا بد من اللجوء إلى أساليب أخرى، في الثقافة والتعليم، والتعامل مع العنصرية والتطرف كحالة مرضية عقلية تستدعي العلاج، وخلق حالة وعي مجتمعية أساسها التسامح والمحبة والتعاون"..

 

 

ومضى" فالنار لا تحارب بالنار، والعنصرية لا تحارب بعنصرية مثلها، إنما بالمحبة ونشر الأفكار الخلاقة التي تنبت الحرية والديمقراطية والأخوة الإنسانية".