صحيفة تسلط الضوء على قضية الأم التي قامت بتعذيب طفلتها

أخبار محلية

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "عندما يتجرد الإنسان من مشاعره يتحول إلى وحش، وعندما تكون ترجمة انعدام الوازع تتم بحق المقربين فنحن أمام انعدام للقيم الإنسانية، لكن الأخطر والأكثر بشاعة عندما تتجرد الأم من مشاعرها تجاه فلذات كبدها فهذه ستكون حالة مروعة، إذ لا يوجد كلمات تعبر عن هول أم فقدت الحنان وباتت تجد بتعذيب أبنائها وسيلة للتعبير عن حقدها تجاه أي طرف آخر تختلف معه مثل الزوج أو ما شابه، فلا خير في أم تستبيح براءة الأطفال وتبث فيهم الرعب والخوف والتعنيف، والأبشع أن توثق جريمتها تلك فهو أمر يفوق أحياناً كثيرة طاقة العقل البشري على استيعاب ما يجري وتصديق ما نراه، ولا يمكن أبداً أن تكون من تقدم على هذا الفعل إلا أماً بالاسم في حين أنها لا تعرف الحنان وصفات وخصائص وفطرة الأمومة ولا تمت إليها بصلة". 

وأضافت صحيفة "الوطن" الإماراتية الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي" المقطع الذي انتشر عبر وسائل التواصل لأم تقوم بتعذيب طفلتها المغلوب على أمرها بوحشية وعنف مفرط في حين كانت الضحية مرعوبة وعاجزة وهي تواجه من يفترض أنها “الأم” التي يجب أن تمدها بالحنان والثقة، وكيف تنهال عليها ضرباً وتعنيفاً، لاقى استنكاراً وشجباً واسعاً ورغم أنه بالكاد لا يتجاوز الـ26 ثانية، لكن المرء يتردد في مشاهدته كاملاً ويوقفه ربما عدة مرات لولا الفضول والغرابة غير المألوفة لدرجة عدم التصديق من هول ما نراه جراء الوحشية القميئة التي مورست بحق طفلة لا ذنب لها سوى أنها أمام من جف حنانها وغابت عنها كل روابط الأمومة، وعوضاً عن أن تكون الحاضنة لابنتها.. تحولت إلى امرأة عديمة الرحمة أين منها وجدان البشر!؟.

وبينت "التنديد كان عارماً، لأن الحادثة جرت في مجتمع متراحم ومترابط يقوي دعائم المحبة والبر لدرجة التقديس، وجعل من القيم روابط مع الجميع داخل الوطن وخارجه، ورسخ وجودها كموروث أصيل تتناقله الأجيال وتسلط من خلاله الضوء على جميع المظاهر الإنسانية التي ينعم بها مجتمعنا، ومن هنا يمكن تفهم موجة الاستنكار الواسعة للفعل المشين الذي ارتكبته من ظهرت بالمقطع الغريب عن قيمنا وعاداتنا وديننا الحنيف وما تربينا عليه وما نريده.

وأضافت "العين الساهرة كانت بالمرصاد، إذ سارعت شرطة أبوظبي لتوقيف الجانية استعداداً لتقديمها إلى القضاء لتقول العدالة كلمتها بحقها وتكون عبرة لكل من يمكن أن تتجرد من أمومتها وتتعامل مع أبنائها بالمثل، فنحن دولة متحضرة نباهي العالم بإنسانيتنا وننعم بقانون رادع يضع مصلحة الأطفال وهم بناة المستقبل وأمل الوطن فوق أي اعتبار، وتعمل قيادتنا الرشيدة على تكثيف البرامج والتشريعات التي تهدف لبناء أجيال سليمة لا تعرف التردد أو كل ما يمكن أن يعيق حياتها ونموها الطبيعي، ومنها قانون “وديمة” الذي يضمن جميع حقوق الطفل، وهو نابع من أصالة المجتمع وقيمه النبيلة التي ينطلق منها كل مشروع هادف لتحصين الأطفال وحقوقهم وحمايتهم.

وتقول الصحيفة "ما رأيناه لا يقتصر أثره السلبي على الطفلة وأسرتها، بل على المجتمع ذاته الذي يمكن أن يخسر أحد طاقاته المستقبلية التي تحد منها هذه الأحقاد والعنف الذي يتعرض له أي طفل أو طفلة خاصة من قبل الأم، وبحمد الله تبقى هذه الحالات شبه معدومة في المجتمع الإماراتي وكل مخالفة تلقى حزماً من قبل الجهات المختصة لأن سلامة الأطفال فيها سلامة مجتمع كامل.

واختتمت "ندرك أن ما رأيناه حالة غريبة ولا يمكن أن يكون العنف بجميع أشكاله إلا فعلاً يستحق التجريم، أياً كان نوعه “جسدياً” أو “لفظياً”، وسيبقى بلدنا مثالاً رائداً في المحبة والتسامح والتراحم والإنسانية التي ننعم بها، وكل من يخالف سوف يرى عدالة لا تعرف إلا الحق بانتظاره".