موسكو تحذر من معركة إدلب.. وأردوغان والأسد في صراع

أخبار محلية

اليمن العربي

تشابكت الأدوار واشتعلت المعارك وتعالت النداءات الدولية بوقف التصعيد في الشمال السوري، الذي يشهد تصعيدا تركيا في ظل سيطرة قوات الجيش السوري على معاقل الجماعات الإرهابية الموالية لأنقرة. 

 

ومع المعارك والاجتماعات الثنائية والتعزيزات العسكرية، تقع المدينة التي نزح عنها ما يقرب من 900 ألف سوري في شمالي البلاد، في قاموس الحروب بين ثلاثة أوجه .. وفق “العين“.

 

ومنذ اندلاع المعارك في الشمال السوري، دأبت أنقرة على مدار الأشهر الماضية من تعزيز موقف المليشيات المسلحة التابعة لـ"جبهة تحرير الشام" وعدد من الجماعات الموالية لها لصد تقدم الجيش السوري.

 

وفي ظل الخطوات التركية، اتخذت موسكو موقفا أكثر صرامة في رفض أي عدوان جديد من جانب أنقرة تجاه قوات الجيش السوري، والتوقف الفوري عن دعم تلك المليشيات.

 

واتخذت العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة منحنى من التوتر، ففي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال الكرملين إن تنفيذ عملية عسكرية تركية ضد الحكومة السورية سيكون أسوأ سيناريو.

 

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريحات للصحفيين أن موسكو تعارض بشدة تنفيذ هذه العملية.

 

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من انتهاء الاجتماعات الثنائية بين وفدي موسكو وأنقرة لمناقشة أزمة إدلب، والتي انتهت بالفشل، حيث أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه لم يتم التوصل لنتائج من مباحثات إدلب.

 

وهنا أوضح هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشؤون الدولية، أن هزيمة الرئيس التركي في سوريا ستكون مختلفة لأنها ستأتي نتيجة التصميم الروسي على عدم دعم المليشيات المسلحة.

 

وداخل أروقة مجلس الأمن، تعهدت موسكو اليوم الأربعاء، بمواصلة الدعم القوى للحكومة السورية في مواجهة الإرهاب.

 

وقال فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع شهري لمجلس الأمن حول سوريا، إن هناك ضرورة لمواجهة التنظيمات الإرهابية في سوريا وبسط سيطرة الحكومة على أراضيها كافة.

 

وأوضح مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا إلا باحترام سيادتها ووحدة أراضيها، مؤكدا مواصلة الدعم للحكومة السورية الشرعية التي تواجه الإرهاب داخل أراضيها.

 

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بعملية "وشيكة" ضد القوات السورية في إدلب ما استدعى ردا فوريا من روسيا التي حذرت من أي هجوم ضد القوات السورية.

 

وجاء ذلك بالتزامن مع نداء عاجل وجهته منظمات إغاثة سورية لوقف إطلاق النار، وطلبت مساعدة دولية لنحو مليون شخص نزحوا بسبب التصعيد العسكري.

 

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تغرق الاشتباكات الدائرة في إدلب أردوغان مجدداً في مستنقع الحرب السورية، في ظل خسائر تركية متواصلة وتفاقم المأساة الإنسانية.

 

وتمكن الجيش السوري من قتل 14 جنديا تركيا خلال أسبوع، في الوقت الذي لا تملك فيه تركيا الكثير من الخيارات للرد.

 

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن أكبر مخاوف أردوغان بعد تقدم القوات الحكومية السورية في إدلب، هي موجة اللاجئين التي تعقد وضعه السياسي في تركيا.

 

وهنا أكد المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات أن التهديدات الأخيرة للرئيس التركي بشن عملية عسكرية في سوريا تنبع من ارتباك في السياسة الخارجية لأنقرة.

 

وقال سليمان إن إدلب تمثل أهمية قصوى لأردوغان، فبخسارة إدلب تخسر تركيا نفوذها في سوريا، والذي يعتبر الأخير في المنطقة، بعد انهيار مشروعها في مصر وتونس وعدد من الدول العربية.

 

وفي ديسمبر/كانون الأول، بدأ الجيش السوري بدعم روسي هجوما واسعا في مناطق في إدلب وجوارها، لتطهيرها من الفصائل الإرهابية.

 

وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم. 05" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

 

ومنذ بدء الهجوم، سيطر الجيش السوري على عشرات المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب، أبرزها مدينتي معرة النعمان وسراقب، حيث يمر الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

 

وفي كلمة متلفزة بمناسبة معارك التحرير الأخيرة، الإثنين الماضي، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن المكاسب التي حققها هجوم الجيش على المعارضة المسلحة وانتزع فيها مساحات كبيرة من الأراضي لا تعني نهاية الصراع.

 

وأكد الأسد أن حلب انتصرت وسوريا انتصرت، وأن الجيش السوري لن يتوانى عن القيام بواجباته الوطنية.

 

وشدد الرئيس السوري على أن معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة، بغض النظر عن بعض ما وصفه بـ"الفقاعات الصوتية الفارغة" الآتية من الشمال، في إشارة إلى تركيا.

 

وقال: "مستمرون بمعركة تحرير كل التراب السوري وسحق الإرهاب وتحقيق الاستقرار دون توقف".