جول يشدد على ضرورة التعامل مع العلاقات المصرية التركية بعناية شديدة

عرب وعالم

اليمن العربي

شدد الرئيس التركي السابق، عبدالله جول، على ضرورة التعامل مع العلاقات المصرية التركية بعناية شديدة. 

 

وطالب الرئيس التركي السابق عبدالله جول سلفه رجب طيب أردوغان بضرورة إصلاح ما أفسده مع مصر وإعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.

 

 

 

وخلال السنوات الأخيرة، دأب الرئيس التركي على تجاوز الحدود في الحديث عن مصر وشعبها وقيادتها، ما أسفر عن قطيعة بين البلدين.

 

وقال جول، في تصريحاته، الثلاثاء، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "قرار" التركية: "إذا كنتم تشبهون البحر الأبيض المتوسط بالتفاحة، فإن مصر وتركيا مثل نصفي التفاحة".

 

وشدد جول كذلك على "ضرورة التعامل مع العلاقات المصرية التركية بعناية شديدة، بما يتجاوز القضايا اليومية"، مشيراً إلى "أن للبلدين موقفاً مهماً جداً من ناحية المصالح".

 

واستطرد قائلاً: "لكن مع الأسف، الوضع الحالي معروف، وآمل أن تكون هناك في نهاية المطاف طريقة تنقل العلاقات بين البلدين إلى المكان الذي ينبغي أن تكون فيه".

 

وأشار إلى أن "مصر تعتبر واحدة من أهم بلدان العالمين العربي والإسلامي".

 

أدعم الحزب الجديد لباباجان

وداخلياً شدد جول على دعمه لنائب رئيس الوزراء التركي الأسبق علي باباجان في مساعيه التي يقوم بها لتأسيس حزب سياسي جديد مناهض للعدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان، وفق موقع "العين الإخبارية". 

 

وفي هذه النقطة قال جول: "بالطبع أنا أدعم حزب علي باباجان. فأنا شخص يثق ويقدر شخصيته وتعليمه ومعرفته وأسلوبه السياسي".

 

يذكر أن حزب العدالة والتنمية يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، التي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى؛ على رأسها بلديتا العاصمة أنقرة وإسطنبول.

 

ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في 13 سبتمبر/أيلول، قائلاً إن "الحزب لم يعد قادراً على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحاً بالحوار الداخلي فيه".

 

ويوم 13 ديسمبر، أعلن داود أوغلو تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضاً مبادئه والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب، التي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية الحاكم.

 

وشغل داود أوغلو (60 عاماً) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس رجب طيب أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية، واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.

 

 وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة علي باباجان من الحزب، الذي يعتزم هو الآخر تأسيس حزب جديد هو الآخر.

 

وكشف باباجان خلال لقاء تلفزيوني مؤخراً أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون في مطلع مارس/آذار المقبل.

 

النظام البرلماني أفضل

في سياق آخر تحدث جول عن نظام الحكم في تركيا، مشيراً إلى أنه سبق أن رفض تطبيق النظام الرئاسي في الحكم، وأنه يرجح النظام البرلماني.

 

وتابع جول: "منذ تأسيس تركيا، ونحن نعمل بالنظام البرلماني، وأنا قلت من قبل إنه لا ينبغي أن يكون هناك نظام رئاسي. والأفضل منه النظام البرلماني الديمقراطي التام".

 

وأتم أردوغان عامه الأول في 24 يونيو/حزيران الماضي، كرئيس للبلاد بعد تحويل نظام الحكم في الجمهورية التركية من برلماني إلى رئاسي عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت يوم 24 يونيو/حزيران 2018.

 

واعتبر كثيرون هذه الخطوة انقلاباً على القواعد التي رسمها مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك حينما أسس جمهوريته عام 1923.

 

وسلطت العديد من وسائل الإعلام التركية، بهذه المناسبة آنذاك الضوء على ما تحقق وما لم يتحقق من الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه.

 

وأكد للناخبين الأتراك آنذاك أنه قادر على تحقيقها في ظل نظام رئاسي قوي، وهو بصدد مداعبة أحلامهم حينئذ؛ لاختياره رئيساً بصلاحيات وسلطات مطلقة، ما دفع البعض لوصف هذا النظام بـ"نظام الرجل الواحد" الذي يمسك في يديه بمقاليد كل شيء.

 

التوتر التركي الروسي

كما تطرق جول إلى التوترات الأخيرة بين بين روسيا وتركيا، قائلًا إنه ليس من الصحيح شراء حكومة العدالة والتنمية لأنظمة الدفاع الجوي "إس 400" من روسيا.

 

وكانت تركيا قد قررت في 2017 شراء منظومة (إس- 400) من روسيا بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة.

 

وبالفعل تسلمت أنقرة هذه المنظومة، الصيف الماضي، وسط مطالبات من واشنطن والدول الغربية بالتخلي عنها، لأن أنظمة الرادار الخاصة بهذه المنظومة يمكنها تسجيل بيانات المقاتلات الأمريكية ومن ثم حصول روسيا عليها.