إجتماع في مدينة الأشباح يشعل أزمة جديدة بين تركيا وقبرص

عرب وعالم

اليمن العربي

أشعل اجتماع لمسؤولين من تركيا وشمال قبرص، ببلدة فاروشا المعروفة بمدينة "الأشباح"، أزمة جديدة بين أنقرة ونيقوسيا.

 

وبحسب جريدة العين الإخبارية، فقد انتقد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيديس تصريحات تركية بشأن إعادة افتتاح هذا المنتجع السياحي المغلق منذ سبعينيات القرن الماضي، واعتبرها استفزازية وغير مقبولة.

 

وقال أناستاسيديس، في تصريحات تعليقا على الاجتماع: "التصرفات الاستفزازية التركية في المنطقة المغلقة من فاماجوستا غير مقبولة ولن نرضى بها".

 

وأضاف لقد تحدثنا مؤخرا عن قرار مجلس الأمن الدولي 550 وغيره، لكن رغم ذلك، شهدنا هذا الوضع غير المقبول، الذي نعتبره انتهاكا للحق السيادي لجمهورية قبرص على البر وفي منطقتها الاقتصادية البحرية الخالصة.

 

والتقى مسؤولون من تركيا وشمال قبرص، السبت، ببلدة فاروشا التي هجرها سكانها إثر تدميرها بفعل الحرب لبحث إمكانية إعادة فتحها بعد 46 عاما.

 

وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، متحدثا في فاروشا بعد جولة بالمنطقة، إن فتح فاروشا سيكون له فوائد للسياحة والاقتصاد والتجارة.

 

وفي عام 1983، أعلن شطر قبرص الشمالي الاستقلال في خطوة لم تعترف بها إلا أنقرة في حين لا يزال المجتمع الدولي يعترف بالحكومة في نيقوسيا على أنها السلطة الوحيدة في الجزيرة.

 

وفاروشا ضاحية بجنوب مدينة فاماجوستا واشتهرت بأنها "مدينة الأشباح" وأحيطت بسياج وأصبحت مهجورة منذ غزو تركيا لشمال قبرص عام 1974.

 

ولا يُسمح إلا للجنود الأتراك بدخول البلدة، وهي عبارة عن منتجع للعطلات يحيط به سياج يمتد حتى البحر، منذ فرار سكانها من القبارصة اليونانيين وعددهم 39 ألف نسمة.

 

وفي يوليو/ تموز عام 1974، حط الجيش التركي بشمال قبرص، في عملية قال إنها لحماية القبارصة الأتراك من انقلاب عسكري لضم قبرص إلى اليونان، لكن أهالي المنطقة وصفوه بـ"اجتياح".

 

ومع تقدم القوات التركية، اضطر القبارصة اليونانيون إلى الفرار مع اشتداد القتال خلال فصل الصيف، وحين إعلن عن وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة في أغسطس/أب من نفس العام، أحاط الجيش التركي فاروشا بسياج.

 

ومنذ ذلك الحين تحوّلت فاروشا تدريجيًا لمدينة مهجورة، بعد أن كانت في الماضي وجهة مفضّلة في المتوسط لنجوم هوليوود على غرار صوفيا لورين وبريجيت باردو، وكانت تضم نحو 50 فندقًا توفر 10 آلاف سرير.

 

وانهارت المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة لإعادة توحيد جزيرة قبرص في يوليو/تموز 2017 ولم تستأنف مجدداً، بسبب إصرار تركيا على التنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط في منطقة شرق البحر المتوسط تؤكد قبرص أنها تقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لها.