بالأرقام.. الريال الإيراني يسجل أكبر انهيار أمام الدولار منذ 9 شهور
تراجع الريال الإيراني في بداية تعاملات الأحد إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ 9 شهور، وبالتحديد من تعاملات 28 مايو/أيار 2019، مدفوعا بضعف الآفاق الاقتصادية في البلاد التي تواجه عقوبات أمريكية حادة.
وبحسب موقع "بونابست" الإيراني المتخصص في تتبع أسعار صرف العملة الإيرانية مقابل النقد الأجنبية، في السوق الموازية (السوداء)، بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في تعاملات اليوم الأحد 141.3 ألف ريال لكل دولار واحد.
ويتزامن تراجع الريال الإيراني مع تزايد الطلب على النقد الأجنبي في السوق المحلية، لأسباب مرتبطة بضعف الثقة بالعملة المحلية من جهة، وتراجع مصادر توفير النقد الأجنبي بطرق غير قانونية خاصة من سوريا، من جهة أخرى.
كذلك، تراجعت وتيرة دخول النقد الأجنبي في السوق العراقية إلى إيران، مع تصاعد الاحتجاجات في العديد من المدن العراقية، وزيادة الطلب على النقد الأجنبي من جانب المواطنين العراقيين، ما دفع إلى تذبذب وفرته في الأسواق المحلية.
وما دفع بتسريع هبوط الريال الإيراني اليوم بدء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على العراق، من بوابة اقتصاده المتراجع، بهدف وضع حد لتقاربه مع إيران، عبر تقليص فترة الاستثناء من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع طهران وتأخير السماح بإرسال دفعات نقدية حيوية.
كانت الولايات المتحدة قرّرت السماح للعراق بمواصلة استيراد الغاز والكهرباء من إيران، لكن يبدو أنّ صبر واشنطن بدأ بالنفاذ أخيرا، فقلصت مدة الإعفاء إلى 45 يوما فقط، بحسب ما أورده موقع فرنسا 24 خلال وقت سابق اليوم الأحد.
وتعاني إيران من عقوبات أمريكية بدأت في أغسطس/آب 2018، وارتفعت حدتها في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام، مع فرض عقوبات مرتبطة بصناعة النفط من إنتاج وتصدير، وعقوبات مالية مرتبطة بمنع إدخال إيران على نظام التحويلات العالمي "سويفت".
وبسبب العقوبات، تراجعت وفرة النقد الأجنبي في السوق الإيرانية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسب التضخم في البلاد لأكثر من 50%، وزيادة نسب الفقر والبطالة، وانتعاش السوق السوداء للعملة الأجنبية في الأسواق المحلية.
ويعتبر النفط الخام، مصدر الدخل الرئيسي بالنقد الأجنبي لإيران، التي سجلت تراجع الإنتاج من متوسط 3.85 مليون برميل يوميا إلى متوسط مليوني برميل في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحسب بيانات أوبك الرسمية.