تكتيك أرعن تنتهجه أنقرة سعيا للمحافظة على آخر أنفاس المعارضة بإدلب

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت وسائل إعلام، عن تكتيك أرعن تنتهجه أنقرة، سعيا للمحافظة على آخر أنفاس المعارضة بإدلب، والتي تدعمها بغرض استخدامها كأداة لتحقيق أجندتها التوسعية. 

 

ووفق موقع "العين الإخبارية"، أخلّت تركيا بالتزاماتها في إطار اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا حول منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، وبدأت بإطلاق تهديدات جوفاء فاقمت من ضبابية الوضع، ورشت الملح على جراح السكان واللاجئين في إدلب.  

 

 

 

 

وفي تصعيد يمهد لمواجهة غير مسبوقة، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرب قوات الجيش السوري في أي مكان فيما لو أصيب جندي واحد من قوات بلاده هناك.

 

وعيدٌ اعتقد أردوغان أنه سيشكل ضغطا على الحكومة السورية وداعمتها موسكو، غير أن الأخيرة صعّدت لهجتها، وحملته المسؤولية المباشرة عن تأزم الوضع في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، وعدم احترامه الاتفاقات، بسبب إخلاله بما تم التوافق عليه في سوتشي.

 

وتوصل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان في منتجع سوتشي، عام 2018، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، لتجنب الحرب في تلك المحافظة الاستراتيجية. 

 

أزمة إنسانية خانقة 

 

تشكل إدلب الواقعة شمال غربي سوريا ملاذا لمئات الآلاف من المدنيين ممن أُجبروا على الفرار من مناطق أخرى استولى عليها النظام في السنوات الأخيرة.

 

 والمحافظة تعد اليوم منطقة استراتيجية وحساسة للغاية، حيث تسيطر عليها كل من "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) المدعومة من تركيا، وقوات من جيش البلد الأخير تقدر بـ12 ألف عنصر موزعين على 12 نقطة مراقبة.

 

وفي الأشهر الأخيرة، شكّلت إدلب مسرحا لتوتر متصاعد بين تركيا من جهة والحكومة السورية وروسيا من جهة أخرى، في منعطف أسهم في تدهور الوضع الإنساني بالمنطقة بشكل خطير. 

 

ومنذ بدء الهجمات على إدلب، قُتل 1500 مدني، فيما أجبر أكثر من 500 ألف آخرين على الفرار من القتال الدائر، وفق مجموعة الأزمات الدولية. 

 

ورغم أن الحصيلة مخيفة، بحسب المصدر نفسه، لكن يبدو أن المنطقة لا تزال على موعد مع الأسوأ، ذلك أن قوات النظام السوري لم تسيطر حتى الآن إلا على 25% فقط من مساحة المحافظة، وتشمل المناطق التي استعادها حتى الآن محيطها فقط ما يعني أن القتال مستمر.

 

في المقابل، لا تزال المعارضة السورية تسيطر على الجزء الأكثر كثافة سكانية في المنطقة، ولذلك، فإن أي هجوم من الأطراف يهدد بأن تكون نتائجه كارثية على السكان المدنيين ممن سيضطرون إلى الفرار.

 

سيناريو كارثي

 

دارين خليفة، المختصة في شؤون الأمن والحوكمة حول سوريا بمجموعة الأزمات الدولية، حذرت من أنه في حال كانت المعركة تتجه نحو الجزء الشمالي المكتظ بالسكان من جيب المعارضة، خاصة باتجاه مدينة إدلب، فسيتسبب ذلك في موجة هائلة من النزوح التي يمكن أن تتجاوز مليون شخص نحو الحدود التركية، ما ينذر بخطر خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الصراع بأكمله.

 

وأضافت الباحثة، في حديث نقلته وسائل إعلام دولية، أنه في ظل هذه الظروف، يبدو من الصعب معرفة ما إذا كانت تركيا على استعداد لاستيعاب تدفق إضافي من النازحين، أو على العكس من ذلك، سيفتح أبواب الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.

 

ولفتت إلى أن تجنب مثل هذا السيناريو الكارثي يتطلب وقف إطلاق النار لكن بشكل يكون أكثر ديمومة.

 

يشار إلى أنه في ديسمبر/كانون الأول، بدأ الجيش السوري بدعم روسي، هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها، لتطهيرها من الفصائل الإرهابية.

 

وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم. 05" الذي يصل إلى مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

 

ومنذ بدء الهجوم، سيطر الجيش السوري على عشرات المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب، أبرزها مدينتا معرة النعمان وسراقب، حيث يمر الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

 

 ومثلت السيطرة على "معرة النعمان" إعلانا ضمنيا بانتهاء 8 سنوات من الحرب؛ الأمر الذي يقلب "موازين الصراع" في سوريا على المستويات كافة.

 

وتخضع إدلب لمناطق خفض التوتر التي تم التوافق عليها في حوار أستانة، لكن روسيا لطالما أكدت أنها لا تعتبر التنظيمات الإرهابية في المنطقة مشمولة في الاتفاق.