"الخليج": لم يدرك أردوغان أن لدى روسيا حسابات أخرى وأنه لا يستطيع ليّ ذراعها

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "حسابات الحقل غير حسابات البيدر،  يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقع في خطأ استراتيجي عندما قرر مواجهة روسيا في سوريا". 

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأربعاء تابعها "اليمن العربي"  اعتقد أن التهديدات والتعزيزات العسكرية والدفع بآلاف الجنود والآليات العسكرية سوف ترسم خطوطاً جديدة للاشتباك في محافظة إدلب السورية، وبالتالي فإن الروسي والسوري سوف يخضعان لتهديداته ويلبيان مطالبه بوقف العمليات العسكرية، لعله يتمكن من إنقاذ جماعاته الإرهابية التي تواجه مصيرها المحتوم، بعد أن تمكن الجيش السوري، وبدعم جوي روسي فعال من تحقيق انتصارات حاسمة في محافظتي إدلب وحلب.

 

ومضت "أخطأ أردوغان الحساب، لأنه لم يدرك أن موسكو حسمت أمرها وقررت اجتثاث الجماعات الإرهابية التي باتت تشكل شوكة في خاصرتها، من خلال مواصلتهم الاعتداء على قواتها، وقاعدتها الجوية في حميميم، وأنها لا تستطيع الانتظار إلى ما لا نهاية تنفيذ اتفاقات وقعتها مع أردوغان، بعدما أدركت أنه يمارس المماطلة والتسويف لكسب المزيد من الوقت، كي تتمكن هذه الجماعات من تعزيز وجودها من جهة، ومواصلة استخدامها في لعبة الأطماع التركية الإقليمية. ثم إن روسيا تعرف أن أعداداً كبيرة من الجماعات الإرهابية تنتمي إلى مناطق داخل روسيا أو في جوارها، مثل الأوزبك والشيشان والأيغور، وهؤلاء يشكلون قنابل موقوتة في المناطق التي جاؤوا منها، وتعتبرهم بالتالي خطراً على أمنها". 

 

وتابعت "اعتقد أردوغان أن روسيا لن تلجأ إلى الحسم العسكري، وأن التحذيرات التي أطلقها أكثر من مسؤول روسي بأن تنفذ أنقرة الاتفاقات الموقعة معها بشأن «مناطق خفض التصعيد» هي مواقف كلامية، لأنه يرى أن موسكو مضطرة لمراعاة خاطره، وهي لا تستطيع خسارته في إطار صراع المصالح الإقليمية في المنطقة مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإنه يمكن ابتزازها في إدلب كي تبقى حصناً منيعاً للإرهابيين الذين يعملون في خدمته". 

 

وأشارت إلى أنه لم يدرك أردوغان أن لدى روسيا حسابات أخرى، وأنه لا يستطيع ليّ ذراعها، وأن صبرها عليه له وقت محدد وقد نفد. فمصالحه الاقتصادية والنفطية والسياسية والسياحية معها هائلة، ولا يستطيع تعويضها إذا خسرها، في ظل وضع اقتصادي تركي هش.

لهذا، فيما كان الجيش السوري يتقدم سريعاً في أكثر من محور، والمجموعات الإرهابية تتقهر وتنسحب من مواقعها، تعمد أردوغان إرسال أرتال من الدبابات والآليات عبر الحدود السورية في محاولة منه لتخويف روسيا ودمشق معاً، وفي الوقت نفسه تطلب أنقرة إجراء محادثات عسكرية مع موسكو لتجنب المواجهة. وقد أرسلت موسكو وفداً عسكرياً رفيعاً إلى أنقرة أجرى مباحثات على مدى ثلاثة أيام لم تحقق أية نتيجة، ثم طلبت أنقرة عقد قمة روسية - تركية، فكان رد الكرملين أن ليس على جدول أعمال بوتين مثل هذا الاجتماع.

 

واختتمت "أرادت موسكو أن تقول لأردوغان، إن من صعد على الشجرة عليه أن يبحث عن سلم في مكان آخر غير الكرملين".