تقرير يكشف عن الصراع المستمر بين قبرص وتركيا

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف تقرير عن أثار تدخل الحكومة التركية بنشر قوات في ليبيا قلقًا بالغًا وزعزعة في استقرار وأمن المنطقة، في الوقت الذي ما زالت تعيش فيه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان مع قبرص حالة توتر شديدة، بسبب أعمال تنقيب بحرية قبالة سواحلها.

 

وأشعلت تصريحات الرئيس أردوغان المتكررة بهذا الشأن صراعات ونزاعات حتى اللحظة، مقوضًا كافة الجهود التي بذلها المجتمع الدولي بهدف إيجاد حل سلمي للقضية، لاسيما بعد استعانة الحكومة التركية بعدد كبير من المرتزقة السوريين والمقاتلين الإرهابيين الأجانب من أجل القتال في ليبيا.

 

 

وأدانت قبرص في وقت سابق، محاولة الحكومة التركية التنقيب عن الغاز شرقي البحر المتوسط، معتبرة في الوقت ذاته، الخطوة التي أقدمت عليها حكومة أردوغان بالتصعيد الحاد لأعمال أنقرة غير القانونية، ومؤكدة على عدم استسلامها للتهديدات التركية أعمالها الغير القانونية.

 

 

وفي ذات الصدد، أقرّ الاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات السياسية والمالية بحق الحكومة التركية، وذلك بسبب مواصلتها أعمال التنقيب غير الشرعية التي تقوم بها في المياه الإقليمية (القبرصية) رغم التحذيرات المتكررة، في الوقت الذي لا تعترف فيه الحكومة التركية بدولة قبرص، مطالبة إياها بمعظم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالجزيرة باعتبارها مُلكًا لها.

 

 

وأعلن الرئيس القبرصي عدم تراجع بلاده عن التنقيب عن الغاز رغم محاولات تركيا المتعددة وأنشطتها المتواصلة في عمليات تنقيب في مياه بلاده، مؤكدًا أن وقف التنقيب نتيجة الضغوط التركية يعتبر بمثابة تنازل بلاده عن حقوقها السيادية.

 

 

وعلى صعيد متصل، أبدت حكومة قبرص المعترف بها دوليًا، استعدادها للتفاوض مع الحكومة التركية، الأمر الذي لن يحدث إلا عند وضع حكومة أردوغان شروطًا مُسبقة كتعليق التنقيب بحثًا عن السلام بحسب قولها.

 

 

وحول استراتيجية قبرص في التعامل مع تصريحات أردوغان وطلب بلاده من الأمم المتحدة الاعتراف باتفاقية تعيين الحدود البحرية مع حكومة السراج في لبيبا، قال وزير خارجية قبرص نيكوس خريستودوليديس أن "الاتحاد الأوروبي عبّر مراراً وتكراراً، بأن التدخل العسكري التركي في ليبيا يثير قلقاً بالغاً ويزعزع الاستقرار والأمن، مع تداعيات خطيرة على الأمن الليبي والإقليمي والأوروبي". 

 

 

وأردف وزير خارجية قبرص حديثه: "عند العودة إلى مسوغات الموقف الأوروبي تجاه التدخل العسكري في ليبيا، فإن كلا من الأمم المتحدة وبرلين حددتا التدخل الخارجي والانتهاكات الصارخة والمنهجية لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة، باعتبارها المصدر الرئيسي الذي يثير الصراع، وأكبر حجر عثرة أمام العملية السياسية. في ضوء ذلك، فإن قرار الجمعية الوطنية التركية الكبرى بنشر قوات في ليبيا، وكذلك التصريحات المتكررة من قبل القيادة التركية بشأن عمليات النشر هذه، يشعل الصراع ويقوض جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سلمي".

 

 

الجدير بالذكر، أنه تم تقسيم قبرص عام 1974 عند غزو تركيا لها في أعقاب انقلاب يهدف إلى الاتحاد مع اليونان، فيما تقوم السفن التركية الحربية بمرافقة السفن التي تقوم بالتنقيب في المياه التي تتمتع فيها قبرص بالحقوق الاقتصادية الحصرية، بما فيها المناطق التي منحت فيها ترخيصًا لشركتي الطاقة إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية للقيام بأعمال التنقيب الاستكشافية.