تعرف على مخطط تركيا الخبيث للعودة إلى المشهد في الخرطوم

عرب وعالم

اليمن العربي

فقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، راعي الإسلام السياسي، بعد إطاحة الجيش السوداني بالرئيس المخلوع عمر حسن البشير، حليفاً استراتيجياً لتعزيز النفوذ التركي في القارة الإفريقية.

 

 

ولاستعادة النفوذ الضائع، يواصل السفير التركي في الخرطوم عرفان نذير أوغلو، التحركات الحثيثة في السودان، التي تجاوزت الجانب الرسمي الممثل في السلطة الانتقالية ممثلةً في الحكومة ومجلس السيادة، إلى لقاءات واجتماعات مع قوى سياسية ذات ولاءات وخلفيات إسلامية.

 

 

ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية، الإثنين عن أوساط سياسية سودانية، أن "تركيا تحاول اليوم جاهدة التسلل إلى المشهد مجدداً، وتعمل مع قطر على خطين متوازيين، الأول الإبقاء على دعم فلول النظام السابق، والثاني استيعاب قوى منشقة ظاهرياً عن الحركة الإسلامية".

 

وقال المحلل السوداني عبدالمنعم أبوإدريسو فقا لـ"العرب"، إن "تركيا تبحث عن دور مستقبلي في السودان بعد أن وقعت أكثر من 20 اتفاقية للتعاون الأمني والاقتصادي والصناعي قبل رحيل الرئيس المعزول".

 

 

وأكد المتحدث أن أنقرة التي لا تملك تأثيراً في الشارع السوداني، تحاول استقطاب عدد من القيادات والنخب التي تجد فيها استعدادا للتفاهم معها، وأن لقاء رئيس الجبهة الوطنية للتغيير يأتي في هذا الإطار.

 

 

وعقد السفير التركي سلسلة لقاءات، من بينها لقاء مع رئيس الجبهة الوطنية للتغيير غازي صلاح الدين، وأفادت وكالة الأنباء التركية بأن اللقاء بحث الأوضاع في السودان والعلاقة بين الجبهة والحكومة الانتقالية التي يترأسها عبدالله حمدوك، والتي شهدت في الآونة الأخيرة بعض التحسن.

 

 

ولوحظ أخيراً صعود نجم الجبهة الوطنية للتغيير ورئيسها غازي صلاح الدين وسط شكوك في أن للصعود علاقة بمحاولة تحجيم نفوذ تحالف قوى الحرية والتغيير، الذي قاد الحراك الاحتجاجي ضد البشير، بيد أنه بات محل انتقاد من أطراف في السلطة وخارجها بسبب مواقفه من بعض الملفات.

 

 

وقال الباحث السوداني خالد سعد، إن ظهور عدد من السياسيين الإسلاميين علناً يهدف لإجهاض تماسك قوى الحرية والتغيير، وأن رفض الكيانات الثورية لتلك اللقاءات يبرهن على عدم وجود اتفاق داخلي على تفويض أي مسؤول حكومي يمكن من خلاله إجراء حوارات مع قوى من خارج التحالف الحاكم، في إشارة إلى اللقاء بين رئيس الوزراء ورئيس الجبهة الوطنية للتغيير.

 

 

وأضاف وفقا لـ"العرب" أن الاهتمام بعقد لقاءات مع قيادات إسلامية أثار مخاوف البعض من  احتمال تخلي الحكومة عن حلفائها في الحرية والتغيير من أجل قوى جديدة بدعم من المؤسسات العسكرية والأمنية التي لا يزال بعضها قريبا من الحركة الإسلامية، غير أن هذا السيناريو لا يستند على قاعدة متماسكة وربما يحمل في داخله تناقضات عديدة تجعل من تحقيقه أمراً بعيد المنال.

 

 

وفي اجتماعه بالسفير التركي شدد غازي صلاح الدين، الذي يتولى أيضاً رئاسة حركة الإصلاح الآن التي انشقت في 2013 عن حزب المؤتمر الوطني بقيادة البشير، على أن العلاقات السودانية التركية من الثوابت. وأشاد بما اعتبره دور تركيا في دعم السودان.

 

 

ويرى مراقبون أن "التحركات التركية في الوقت الحالي تهدف لإيجاد أرضية خصبة مستقبلاً، وليس على المدى القريب، لإدراكها بأن الارتكان إلى خيار الحركة الإسلامية غير مقبول شعبياً في الفترة الحالية، وأن دورها التخريبي على مدار الثلاثين عاما الماضية يجعل عودتها شبه مستحيلة الآن، ما يدفعها إلى التفكير في إعادة إنتاج نفسها بصور مختلفة عما كانت عليه في السابق".

 

 

ووجدت تركيا في السودان الذي يعدّ سلّة الغذاء في إفريقيا، ساحة مناسبة لمغامرات سياسية وعسكرية، ولتعزيز مكانتها الإقليمية.

 

 

وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعتبره أنصاره "زعيم العالم الإسلامي"، الالتفاف على خسارة حليفه البشير بالقول إن "أهم ما أتمناه أن يتخطى السودان هذه المرحلة على أساس السلام والمصالحة الوطنية"، وذلك في محاولة منه لمدّ جسور محتملة مع سودان ما بعد البشير.