علي سالم البيض .. أول وزير دفاع في دولة الجنوب وشريك الوحدة المغدور به

أخبار محلية

اليمن العربي

يصادف اليوم الذكرى الـ81 لميلاد الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، شريك تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990م مع الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، الذي غدر بالبيض بعد اربع سنوات بحجة الإنفصال وقام بنفيه ومن وقف معه إلى الخارج .

 

والرئيس عَلي سالِم البِيِض من مواليد 10 فبراير 1939 في قرية معبر مديرية الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط فيها.

 

انتمى البيض مبكراً إلى حركة القوميين العرب وكان من الشخصيات الأساسية في تنظيم الجبهة القومية، فتولى قيادة العمل العسكري في المنطقة الشرقية، "حضرموت – المهرة" ضد الاحتلال البريطاني، وتلقى عدداً من الدورات العسكرية في القاهرة في الستينيات.

 

كما كان له موقف معارض بشدة ضد الدمج بين القومية وجبهة التحرير (واجهتا المستعمر معاً وفق وجهة نظر مختلفة في فلسفة الثورة والكفاح المسلح لتتقاتلا في فترة لاحقة)، وأعلن انسحابه من تنظيم الجبهة القومية وتشكيل تنظيم بديل اسمه الجبهة الشعبية لتحرير حضرموت . وبفشل الدمج عاد إلى تنظيمه الأم مع مجموعته التي انتزعها، وشغل موقع نائب عن شؤون الجيش والأمن في ما كان يسمى بالحكومة المؤقتة قبل يوم الاستقلال.

 

ويعتبر البيض أول وزير دفاع في حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد الإستقلال من الإستعمار البريطاني حتى حركة 22 يونيو عام 1969، حيث تمت عيينه وزيراً للخارجية .

 

وفي عام 1971 عين وزيرا للدولة لشؤون الرئاسة وبعدها بعام واحد عين محافظا لحضرموت، ثم وزيرا للتخطيط وسكرتيرا للجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى، ثم وزيرا للحكم المحلي عام 1976.

 

كما عين عضواً للمكتب السياسي للجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب آنذاك، قبل أن يتم تجريده من مناصبه الحزبية والحكومية بسبب تجاوزه القانون وزوجه بإثنتين لكنه سرعان ما عاد إلى الواجهة عندما تمكن على ناصر محمد من إقصاء عبد الفتاح إسماعيل ونفيه إلى موسكو .

 

وفي أحداث 13 يناير عام 1986 التي إندلعت من مقر اللجنة المركزية بعدن، تحالف البيض مع عبدالفتاح إسماعيل ضد علي ناصر محمد، وتمكن من النجاة من الموت بأعجوبة من مذبحة اجتماع المكتب السياسي، والتي طالت القيادة السياسية بشكل أساسي وطالت الكثير من المواطنين الأبرياء، لينفرد تقريبا بالسلطة بعد مقتل عبد الفتاح إسماعيل، وعلي عنتر، وهروب علي ناصر محمد.

 

في العام 1990 وقع علي سالم البيض اتفاقية الوحدة مع الرئيس علي عبد الله صالح ليقتسما السلطة حتى يوم 21 آيار مايو عام 1994، اليوم الذي اندلعت حرب اليمن الأهلية 1994 ليلجأ بعد خسارته في الحرب إلى سلطنة عمان المجاورة وتمنحه اللجوء السياسي ثم الجنسية بشروط تتضمن عدم قيامه بأي نشاط سياسي.

 

ومع بدء الحراك الشعبي في الجنوب وتصاعد مطالب فك إرتباط الجنوب الشمال في العام 2007م، غادر البيض إلى النمسا وظهر في أول خطاب متلفز في 21 مايو 2009 استجابة منه لدعوات الحراك السلمي الجنوبي في اليمن الجنوبي وأعلن نيته السعي لفك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية -التي يمثلها باعتباره رئيسها عند توقيع الوحدة- والجمهورية العربية اليمنية مطالبا الدول العربية والعالم بتاييد مطالبه لإعادة الدولة الجنوبية باعتبار أن الوحدة السلمية انتهت بعد حرب 1994 وما نتج عنها من احتلال للجنوب من الشمال حسب تعبيره، مدعوماً أيضاً من قبل عناصر من الحزب الأشتراكي اليمني ومشايخ جنوبيين ومستقلين وقادة إسلاميين جميعهم منضويين تحت رايه الحراك السلمي الجنوبي الذي يسعى لفك الارتباط أيضاً وعودة دولة اليمن الجنوبي مستقله كما كانت فبل توقع الوحدة في 1990م.

 

وظل البيض ينتقل بين أوروبا والدول العربية ضمن تحركاته المطالبة بإنفصال الجنوب، حتى أستقر به الحال في العاصمة اللبنانية بيروت التي غادرها بعد إجتياح ميليشيا الحوثي الإنقلابية للعاصمة عدن في أواخر مارس 2015م، حيث أعلن رفضه هذا الإجتياح الذي وصفه بالغزو الشمالي الثاني للجنوب .

 

وذكرت شخصيات سياسية عاصرت البيض، أن الأخير يعتبر من الشخصيات الصادقة والواضحة في موافقها السياسية، لكن إنفراده في بعض القرارات أوقع الجنوب في الوحدة الإندماجية غير المدروسة، وإعلان الإنفصال المفاجئ قبل سحب القوات الجنوبية التي كانت تتمركز في ذمار وعمران الأمر الذي جعلها عرضة للتدمير على يد قوات الرئيس علي عبدالله صالح .

 

وحالياً جمد الرئيس البيض نشاطه السياسي، في وقت بدأ فيه نجله هاني تحركاته السياسية تحت مظلة المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي يقوده اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، ويحمل نفس أهداف والده المتمثلة بإنفصال الجنوب عن الشمال .