دعوات إيرانية لمقاطعة "مسرحية" انتخابات البرلمان

عرب وعالم

اليمن العربي

وسط دعوات للمقاطعة شعبيا من قبل ناشطين ومعارضين إيرانيين، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي إلى المشاركة بكثافة بالانتخابات البرلمانية المزمعة إقامتها في 21 فبراير/شباط الجاري.

 

ودعت الناشطة الحقوقية نرجس محمدي التي تقضي عقوبة بالسجن 16 عاما على خلفية قيادتها حملة شعبية لإلغاء عقوبة الإعدام في إيران، إلى عدم الذهاب لصناديق الاقتراع بانتخابات البرلمان الإيراني في دورته الحادية عشرة.

 

وقالت محمدي في بيان نشره زوجها الصحفي المعارض تقي رحماني عبر موقع تويتر، إن دعوتها لمقاطعة الانتخابات البرلمانية الإيرانية تأتي احتراما لدماء قتلى الاحتجاجات الذين وصفتهم بالمظلومين، على حد تعبيرها.

 

واعتبرت الناشطة الحقوقية السجينة أن خيار المقاطعة أحد أكثر الأساليب المدنية للاحتجاج بقوة ردا على سياسات النظام الإيراني القمعية وضيقة الأفق، وفق البيان.

 

 

وأشار البيان إلى أن النظام الإيراني وقف ضد الشعب بالقمع، رغم مشاركة الناس من قبل في الانتخابات وصعدت بعدها إلى السلطة حكومات وصفت بالإصلاحية والمعتدلة.

 

وأكد أن نظام المرشد علي خامنئي يكره الأساليب السلمية والقانونية للمشاركة السياسية والاحتجاج بما في ذلك التجمعات والمسيرات والاعتصامات وتشكيل مؤسسات مدنية وشعبية.

 

ووصف بيان محمدي طرق النظام الإيراني لمواجهة شعبه والتي من بينها التعذيب والسجن والقمع، فضلا عن "مذبحة نوفمبر" في 2019.

 

وقدرت مصادر مقتل ما يقارب 1500 محتج خلال احتجاجات شعبية شهدتها أنحاء مختلفة من إيران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اعتراضا على غلاء أسعار البنزين بنحو 300%، حسب رويترز.

 

ويثار جدل حول نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد استبعاد مجلس صيانة الدستور (أعضاؤه موالون للمرشد الإيراني علي خامنئي) طلبات ما يزيد على 90% من المرشحين الإصلاحيين، وفق إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك.

 

وهاجم مغردون إيرانيون على موقع تويتر دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخرا للمشاركة شعبيا بكثافة للانتخابات البرلمانية المقبلة بدعوى عدم إحداث فجوات بين الشعب والمؤسسة الحاكمة.

 

ودشن ناشطون إيرانيون وسوما بعناوين: "لن نصوت"، و"لا تصويت"، و"إصبع في الدم" ردا على دعوة روحاني باعتبارها تبييضا لوجه النظام الإيراني المتورط بقمع محتجين ومعارضين، حسب آراء مغردين على موقع تويتر.

 

بدوره كأعلى مسؤول في هرم السلطة داخل إيران، طالب خامنئي في كلمة له، الأربعاء، مسؤوليه بحثّ الناس على المشاركة في التصويت بالانتخابات البرلمانية بدعوى كونها (المشاركة) تعكس حبا للبلاد، وحرصا على أمنها، حسبما أورد موقعه الرسمي.

 

وأضاف خامنئي موجها حديثه إلى الشعب الإيراني: "من الممكن ألا يعجبك شخص ما، لكن إذا كنت تحب إيران فيجب أن تذهب للتصويت في صناديق الاقتراع"، حسب قوله.

 

وانتقد المرشد الإيراني ضمنيا رئيس البلاد حسن روحاني، ردا على وصف الأخير طريقة عمل مجلس صيانة الدستور بـ"الفئوية" لحساب تيار سياسي بعينه، رغم أنه (مجلس صيانة الدستور) منوط به منح الأهلية لكافة المرشحين بالانتخابات داخل البلاد.

 

واستطرد خامنئي، قائلاً: "كيف تكون الانتخابات صحيحة عندما تكون في صالحك، لكن عندما لا تكون في صالحك تكون الانتخابات فاسدة؟".

 

وفي إطار الدعوات لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، طالب عدد من الناشطين السياسيين والمدنيين الإيرانيين إلى التضامن شعبيا من أجل قول "لا" لما وصفوها بالانتخابات المسرحية.

 

واعتبر بيان صادر عن اتحاد الجمهوريين الإيرانيين، الذي يقيم أعضاؤه في عدد من دول العالم، الأربعاء، أن نظرية ولاية الفقيه التي تدار بها إيران أهم عقبة أمام الوصول إلى الديمقراطية.

 

ولفت البيان إلى أن الطريقة الأكثر سلمية لتغيير إيران هي من خلال إقامة انتخابات حرة، حيث لا يمكن للأقلية الحاكمة القضاء على احتجاجات الناس.

 

وأشار اتحاد الجمهوريين الإيرانيين إلى أن أي تغيير في التوازن لصالح غالبية الشعب الإيراني يستند إلى تعزيز الأنشطة المدنية للنساء والعمال والمعلمين والطلاب وغيرهم.

 

ويعد الإضراب والعصيان المدني محاولة انتقال من الاستبداد الديني في إيران، حسب البيان الذي وقّع عليه معارضون إيرانيون؛ أبرزهم نيرة توحيدي، وبهروز بيات، ورضا عليجاني.