الجزائر تستعد لاستضافة رابع قمة عربية في تاريخها

عرب وعالم

اليمن العربي

تستعد الجزائر لاستضافة القمة العربية المقبلة في دورتها الـ32 بعد تقدمها بطلب إلى الجامعة العربية وذلك بعد مرور 15 عاماً عن آخر قمة عقدت بها في 2005.

 

والقمة العربية المقبلة ستكون الأولى التي تحتضنها الجزائر منذ انتخاب عبد المجيد تبون نهاية العام الماضي، والرابعة في تاريخ البلاد.

 

وكانت جامعة الدول العربية، كشف في وقت سابق الأربعاء، عن تلقي الأمين العام أحمد أبو الغيط دعوة رسمية من وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم لزيارة الجزائر بهدف التشاور حول الترتيبات المتعلقة بعقد الدورة الـ31 للقمة العربية والتي عرضت الجزائر استضافتها هذا العام.

 

ومنذ انضمامها إلى جامعة الدول العربية في آب/أغسطس 1962 بعد شهر من استقلالها، احتضنت الجزائر 3 قمم عربية بينها واحدة طارئة.

 

وعقدت القمة الأولي في هذا البلد العربي في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1973 في عهد الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، حيث كانت القمة السادس في تاريخ الجامعة العربية، وشهدت انضمام موريتانيا للجامعة.

 

ومن أبرز ما صدر في بيانها الختامي، اشتراط الدول العربية للسلام مع الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة.

 

كما اتفق القادة العرب في تلك القمة على تقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين المصرية والسورية من أجل الاستمرار في نضالهما ضد الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة.

 

كما وجهت القمة الشكر إلى الدول الأفريقية التي اتخذت قرارات بقطع علاقاتها مع إسرائيل.

 

 

كما احتضنت الجزائر مؤتمر القمة العربية الخامسة في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد في الفترة من 7 إلى 9 يونيو/حزيران 1988 لبحث مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإدانة الاعتداء الأمريكي على ليبيا.

 

وصدر عن تلك القمة الطارئة 8 قرارات، تمثلت في دعم الانتفاضة الفلسطينية، والمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تحت إشراف الأمم المتحدة، تجديد التزام الجامعة العربية بتطبيق أحكام مقاطعة إسرائيل.

 

كما أدانت مخرجات القمة السياسة الأمريكية المشجعة لإسرائيل في مواصلة عدوانها وانتهاكاتها، وشددت على الوقوف إلى جانب لبنان في استعادة أراضيه، وتجديد التضامن الكامل مع العراق والوقوف معه في حربه ضد إيران، وإدانة الاعتداء الأمريكي على ليبيا، وإدانة الإرهاب الدولي والممارسات العنصرية.

 

 

أما آخر قمة عربية استضافتها الجزائر فكانت في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الفترة من 22 إلى 23 مارس/آذار 2005، وشهدت مشاركة عدد كبير من قادة الدول العربية، بينهم العاهل المغربي الملك محمد السادس.

 

وفي ختام القمة، جددت الدول العربية الالتزام بمبادرة السلام العربية "باعتبارها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة"، وبأن عملية السلام تقوم على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولاسيما القرارين 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد.

 

كما جددت تلك القمة احترام وحدة وسيادة العراق واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والترحيب بتوقيع اتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في كينيا.

 

وأكدت التضامن المطلق مع سوريا إزاء ما يسمى "قانون محاسبة سوريا" واعتباره تجاوزا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وكذا مواصلة الجهود الرامية إلى تطوير وتحديث جامعة الدول العربية وتفعيل آلياتها لمسايرة التطورات العالمية المتسارعة.

 

وتأتي القمة المقبلة بالجزائر التي لم يعلن عن موعدها حتى الآن وسط تكهنات بأن تلتئم في مارس/آذار المقبل وسط اضطرابات بالمنطقة وتوتر عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام العربي الإسرائيلي وسط رفض فلسطيني وعربي. 

 

كما تشهد المنطقة قلقا متصاعدا إثر التصعيد المتواصل بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري المصنف إرهابيا، وما أعقبه من هجمات إيرانية وخطوات احترازية من واشنطن لتأمين جنودها في الشرق الأوسط.